دموع سوريا وآلام المسيح

السبت، 08 أبريل 2017 11:41 م
دموع سوريا وآلام المسيح
جانب من آثار الدمار في سوريا
كتبت - ماريان ناجي

في الوقت الذي يبدأ فيه أسبوع آلام السيد المسيح وهو الأسبوع الأخير من صيام الأقباط الذي شهد عذابات وآلام المسيح، بدأ معه أيضا وجع سوريا وضرب أطفالها بالسلاح الكيماوي، الهجمات الحربية الإرهابية الشرسة التي يدفع ثمنها الشعب السوري الأعزل وأطفال سوريا بدون منازع.

وتتراوح نسبة المسيحيين في سوريا بين 8% إلى 10% باختلاف الإحصاءات، وتشير أغلب الإحصائيات إلى أن نحو نصفهم من الروم الأرثوذكس، في حين أن سائر الطوائف تشكّل النصف الآخر، وكانت نسبة المسيحيين في سوريا أواخر الحكم العثماني 25% من مجموع السكان غير أن انخفاضها يعود بسبب رئيسي إلى الهجرة المسيحية التي تزايدت منذ تلك المرحلة وكانت نسبتها مرتفعة لدى المسيحيين أكثر من سائر الطوائف.

 وليست الكنائس فقط التي تضررت من القصف، بل المساجد أيضا والتي تمثل النسيج المتنوع للمجموعات الدينية في سوريا، فانتهكت الحرب قدسيتها في النزاع الذي تشهده سوريا، إذ إنها غالبًا ما استخدمت لغير غايتها السامية، ومنها كنيسة القديس سمعان في دارة عزة بحلب وكنيسة الأرمن في الغنيمية باللاذقية وكنيسة الأرمن في دير الزور، وكنيسة تل أبيض بالرقة، فضلا عن كنائس تاريخية عدة في حمص ومنها كنائس مار إلياس والسلام والروم الكاثوليك والإنجيلية والأربعين وروح القدس، استهدفت قوات النظام كنيسة السيدة العذراء في بستان الديوان بحمص، مما أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة منها، كما تضررت كنيسة القديس جاورجيوس في قرية الغسانية بإدلب أثناء القصف.

 وكان قد قام انتحاري بتفجير سيارة مفخخة في الحي الغربي من قرية محردة بسوريا، والتي أغلب سكانها مسيحيون، حيث أدى هذا التفجير إلى استشهاد 5 من أبناء المدينة وإصابة عدة أشخاص بجروح صيف عام 2012، كما تعرضت للقصف والحصار أيضا. 

كان الهجوم الكيميائي على خان شيخون هو هجوم جوي بالسلاح الكيميائي، يعتقد أنه من تنفيذ الحكومة السورية، وهناك أقاويل بتنبى داعش لهذه العملية، حيث وقع الهجوم في مدينة خان شيخون التي تسيطر عليها قوات المعارضة السورية بريف إدلب، مما أدى إلى وقوع 100 قتيل معظمهم من الأطفال، ونحو 400 مصاب تختلف الآراء حول مصدر الغازات السامة بعد وقوع القصف، حيث تقول المعارضة السورية إنه تمّ استخدام غاز السارين في القصف والأعراض التي يعاني منها المصابون ترجح ذلك، والتي تتمثل في خروج زبد أصفر من الفم وتشنج كامل.

وقد نفت الحكومة السورية استخدام أي سلاح کيميائي، وأنه ليس لديها أي نوع من الأسلحة الكيميائية منذ تسليم ترسانتها الكيميائية من قبل، وأنها لم تقم باستخدمها سابقا، وبينما تؤكد وزارة الدفاع الروسية أن طائرات سلاح الجو السوري قصفت مستودعا للذخائر يحتوي على أسلحة كيميائية ومعملا لإنتاج قنابل تحتوي على مواد سامة، في حين رفضت فرنسا على لسان مندوبها لدى الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر الرواية الروسية، وقصفت الولايات المتحدة الأمريكية يوم 7 أبريل 2017 مطار الشعيرات العسكري ردًّا على الهجوم الكيميائي.

 جدير بالذكر أن أحداث سوريا بدأت شرارتها في مدينة درعا، حيث قام الأمن (حسب رواية ناشطين معارضين) باعتقال خمسة عشر طفلا إثر كتابتهم شعارات تنادي بالحرية وتطالب بإسقاط النظام السورى والرئيس بشار الأسد، وذلك على جدار مدرستهم بتاريخ 26 فبراير 2011، في خضم ذلك كانت هناك دعوة للتظاهر دعت لها صفحة على «فيسبوك» لم يعرف من يقف وراءها استجاب لها مجموعة من الناشطين يوم الثلاثاء 15 مارس عام 2011، وهذه المظاهرة ضمت شخصيات من مناطق مختلفة، مثل حمص ومن أبرز الناشطين في حمص بيت التركماني وهي عشيرة كبيرة في سوريا تتمركز وسط البلاد، ومن أبرز وجهائها الشيخ أحمد فرهود التركماني قائد ومؤسس كتيبة خالد بن الوليد، ودرعا ودمشق.

 

68

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق