أشعرته باليتم فطالبها بترك مكانها.. حسن لوزيرة التضامن: «سيبي مكانك لو مش قادرة على الناس الوحشين في دار الأيتام» (صور)

استكمالا لمسلسل الإهمال وعدم الإحساس بالمسؤولية تجاه أيتام قدر الله لهم أن يتواجدوا في هذه الدنيا دون آباء يحملون همهم ويتحملون مسؤوليتهم إلى أن يصلوا لبر الأمان ويصبحوا أفرادا نافعين لأنفسهم ومجتمعهم، وقدر الله لهم أن يتواجدوا داخل دور تسرق أموال اليتامى وتتعامل معهم بقسوة، بل حرق وطمس هوية من تمرد على ظلمهم، وقام بفضح فسادهم، أيتام دار إنقاذ الطفولة يكشفون كواليس زيارة وزيرة التضامن للدار وإخفاء الحقائق عنها.

حسن يوسف : المسؤولون بالجمعية قاموا بتزوير اسمي واستولوا على شقتي

قال حسن إبراهيم يوسف 29 سنة، أسكن في الشارع بوسط البلد ومازلت على قوة الجمعية، قامت الجمعية بالتزوير في اسمي والاستيلاء على شقتي في العبور، تحت إشراف المدير السابق "منير عبد العظيم"، و"مكرم جورج" المسؤول عن الأمور المالية بالدار، و"صفاء محمد علي" الذي كان يعمل سكرتيرا بها، ولديّ من الأوراق ما يثبت صحة كلامي.

الجمعية أجبرتهم بالتوقيع على استلام حقوقهم تحت التهديد

وأضاف أنهم أجبروا البعض تحت التهديد بالتوقيع باستلامهم حقوقهم من الجمعية مقابل ثلاثة آلاف جنيه أو أن يبلغوا عنهم الشرطة ويلفقون لهم اتهامات و قضايا.

ووصلت صرختنا للوزيرة وقامت بزيارة الدار، فأبلغوا شرطة عين شمس أننا مثيري شغب واحتجزونا بالقسم لعدم فضح فسادهم، وقابل الوزيرة أبناء الدار التابعين للفاسدين بها، وسربوا نصف أبنائها للنزهة في الحديقة الدولية حتى لا ترى الوزيرة الأعداد الحقيقية .

وأضاف أن الوزيرة قامت بتعيين الأستاذ سيد رئيسا للدار بعد افتضاح أمر السابقين، لكنه للأسف «شالوا زيد حطوا عبيد» ولم نر جديدا من هذه الإدارة الجديدة والتي سرعان ما قامت الوزيرة بتغييرها أيضا بآخرين ولا جديد لنا ولا أبناء الدار المقيمين بها الآن، وأنا والله العظيم لا أتعاطى المخدرات ولا أمارس الشذوذ وحاصل على شهادة معهد فني سنتين.

وأكد أنه مازالت أذيال الفساد داخل الدار منهم «ص. ف» يعمل فرد أمن، فقد قام بسرقة 4 غسالات من الدار، وقمت بتحرير محضرا ضده عام 2010 كشاهد عليه، تحت إشراف «مكرم جورج» ليبرئ نفسه من المساءلة، وحُكم عليه بالسجن عاما وغرامة ألف جنيه، ولم ينفَّذ الحكم حتى الآن لتسترهم عليه، وكان من المفترض على الإدارة الجديدة بأن تنفذ هذا الحكم، وهذا الحكم موجود مع جمال الدين، محامي الجمعية، أما الطرف الثاني بأمن الدار يدعى «ص. ع» ومن المفترض ألا يكون مشرفا فهو يحمل مؤهلا متوسطا، وهما رمز البلطجة والشذوذ والمخدرات داخل الدار، ولم تطلع الوزيرة على هذا الفساد، لأنهم احتجزونا وأطلقوا «ص. ع»، و«ص. ف» ليتحدثا معها ويمليا عليها ما يريدان إظهاره لها .

حسن يستنجد بالرئيس السيسي

ويستطرد حسن حديثه قائلا: أود أن أوضح للوزيرة أنه لا جديد بالنسبة لنا «وإحنا مش عارفين نروح لمين تاني ليس أمامنا سوى أن نطلق صرختنا للرئيس السيسي فهو راعنا وأنا يتيم هو دا مش كفايه عشان ترحمونا».

ويضيف أن هناك حسابا سريا لمجلس الإدارة المنحل بخلاف المعلن، وقد كنت أعمل ببوفيه الإدارة واطلعت على أوراق تؤكد وجود هذا الحساب السري، وقرأت ورقة عبارة عن تبرع مكتوبة باللغة الإنجليزية ورآني صفاء فطردني من الدار، ويوجه حسن سؤاله لوزيرة التضامن أين أموالي بدفتر التوفير الخاص بي، وأين شقتي التي أقرت الحكومة أننا نستحقها؟ يا سيادة الوزيرة «سيبي مكانك بالوزارة لو مش قادرة على الناس الوحشين بالدار ودور الأيتام الأخرى».

موافي : صفاء نقلني لدار أخرى عندما شاهدته يسرق أكل الدار حينها رأيت الأسفلت ولم أرجع

أما محمد موافي 32 عاما يقول «قامت عمتي بإلحاقي بالدار وعمري عامان بعد سجن والدي، وعندما عملت بمطعم الدار شاهدت صفاء وهو يحمل أكل الدار في شنط ويخرج به ليلا يوميا، و أبلغت الإدارة بذلك فقام بنقلي لدار أخرى وهو ما يعني «البهدله وعدم الاستقرار»، ومن يومها رأيت الأسفلت ولم أرجع للدار.

ويضيف موافي أن من يكشف فساد "صفاء" سكرتير الدار، إما أن يُطرد أو يُنقل لدار أخرى .

وأنام الآن تحت كوبري قصر النيل، واشتغلت في كل شيء لأنفق على نفسي وأجد قوت يومي، وعندما ذهبت للدار لأستلم مستحقاتي من دفتر التوفير، وأستقر في مكان يأويني قام صفاء بعمل حركات غير لائقة وقال لي «مالكش حاجة عندي وروح بلّغ عني القسم» ولم أجد في دفتري سوى عشرة جنيهات من أصل 40 ألف جنيه على الأقل.

تبرعات الجمعية كانت تنهب أمامنا وسيدات تأتي لأخذ تموين الجمعية

وقد كانت التبرعات تنهب أمامنا، بالإضافة إلى الغسالات والثلاجات التي كانت تأتي لمساعدة أبناء الدار المقبلين على الزواج وهناك سيدات من الخارج كانت تأتي لأخذ تموين الجمعية.

الإدارة قامت بحرق أوراق أبناء الدار المطرودين وطمست هويتهم

ويضيف أنني عندما أردت الحصول أوراق ملفي ذهبت مع صلاح فتحي، أحد أفراد الأمن، وفوجئت بوجود صورا فوتوغرافية مختومة لأبناء الدار سواء المطرودين أو الفارين منها، وأوراقهم غير متواجدة، وتأكدت أن الإدارة قامت بحرق أوراقهم التي تثبت أصولهم ومن قام بتسليمهم للدار  حتى لا يكون لهم وجود بالدار، ولا يحق لهم المطالبة بحقوقهم وهو ما يمثل كارثة لأن منهم من يبحث عن أسرته، وهم بذلك قاموا بطمس هويتنا.

ويصرخ موافي قائلا: «حرام عليهم مش كفاية حقوقنا المنهوبة كمان بيضيّعوا حقنا في معرفة أهالينا» وامتلأت عينا موافي بالدموع وهو يقول أنا أبحث عن والدتي، وأتمنى أن تكون على قيد الحياة بعد أن علمت أن والدي توفى بالسجن، وقد استطعت أن أحصل على ما تبقى من أوراقي قبل حرقها. وقد علمنا أن الوزيرة أقرت أن من له أسرة لا يحق له الحصول على شقة إذًا لماذا قبلتنا الدار طالما أن لنا أسر؟ هل قبلتنا لإذلالنا وتشريدنا في الشوارع؟ أم ليتلقوا التبرعات ويسرقوها منا؟ وأين هي هذه الأسر؟ بعد أن حرقوا أوراقنا.. رحمونا يرحمكم الله فالكلاب تعامل أحسن منا».

رفضوا إعطائي شقتي لأن لي أهل فأين هم؟ أنا بريء منهم

مصطفى صقر يقول كنت متفوقا في الدراسة إلى أن حدثت مشادة بيننا وبين الإدارة السابقة لسوء معاملتهم فقاموا بحبسي ثلاثة أيام بقسم الشرطة قبل امتحاني بيوم ورسبت، خرجت من الدار واستكملت تعليمي حتى الإعدادية، وحلمي أن أحصل على شقة لكنهم قالوا لي لن تحصل عليها؛ لأن لديك أهل فأين هم أهلي فأنا بري منهم .