شيخ الأزهر للشباب: الزواج هدفه أسمى من قضاء الغريزة الجنسية

الإثنين، 29 مايو 2017 09:02 م
شيخ الأزهر للشباب: الزواج هدفه أسمى من قضاء الغريزة الجنسية
الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب
كتبت منال القاضي

أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أن الأسرة في الإسلام ليست مشروعا مدنيا كما أنها ليست مشروعا مرتبطًا بأغراض أرضية وإنما هي مشروع مرتبط تمام الارتباط بتحقيق الوعد الإلهي الذي قصته علينا سورة البقرة في قوله تعالى: "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً" إذ إن الله تعالى جعل خليفة له في الأرض ليتحقق هذا الوعد بإعمار الكون واستمرار البشر، وفي هذا الإطار كُرِّمت المرأة في الإسلام، وأما في الحضارات القديمة فإن المرأة كانت محل أخذ في احترامها أو في تقبيحها إلى حد بعيد، باستثناء الحضارة المصرية القديمة  التي انفردت بين سائر الحضارات بتكريم المرأة تكريما كبيرا حتى وصلنا إلى ملكات ووُجد عندنا ما يسمى بوادي الملكات فيه الملكة حتشبسوت والملكة نفرتاري.
 
وأضاف شيخ الأزهر، في ثالثِ حلقات حديث الإمام على الفضائية المصرية أنه ليس المقصد من الزواج في الإسلام، هو قضاء الغريزة الجنسية كما يظن كثيرون ويجعلون عصمة الشاب من الوقوع في الخطأ هو الهدف من الزواج، مؤكدًا أن  الأسرة في الإسلام لها هدف أسمى وهو بقاء النوع  الإنساني، مبينًا أن مشروع الأسرة في الإسلام هدفه استمرار بقاء البشر واستمرار هذه الحياة وتحقق الرسالة الإلهية في الأرض وهذه الرسالة لا تتحقق إلا بالبشر، وانتشار البشر وسيلته الزواج الذي  يراد به غاية سامية تحقق التكليف الإلهي.
 
وأوضح  الإمام الأكبر أن الزواج هو الوسيلة الروحية التي يمكن أن تحقق مراد الله تعالى في خلق الناس وفي تكليفهم وفي عبادة الله تعالى ويمكننا أن نقول إن الزواج أو التزاوج أو الازدواج منطق كوني فكما يكون في الإنسان يكون في الحيوان بل إنهم قالوا إنه في الجماد، فلا تستطيع أن تعمل بيدك عملا متقنا إلا بيديك حتى الكلام لا تستطيع أن تتحدث أو تصدر صوتا إلا بين شفتين، كما أن الكون قائم على الازدواجية الليل والنهار الموت والحياة ولا ينفرد بالوحدانية المطلقة إلا الخالق سبحانه، قال تعالى " وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ" وقال أيضا: "وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"، ومن هذا المنطلق نستطيع أن نقول إن الزواج  في الإسلام هو ميثاق له حرمة وله شروط ملزمة للطرفين وليس ميثاقا مدنيا ولا عقدا يعقده الفلاسفة أو الخلق كما يريدون، بل هو ميثاق غليظ ذو قيمة عالية وهذه القيمة العالية تأتى من إرادة الله الذي أحيط به مشروع الأسرة أو الزواج.
 
ولفت فضيلته إلى أنه لا يمكن التهوين من الغريزة التي وضعها الله في الكائنات ككل، وإنما نؤكد على أهميتها القصوى  ودورها الخطير  باعتبارها وسيلة في مشروع الأسرة وإنجاب الأطفال إلا أن الهدف هو حفظ النوع البشرى، فالإسلام جعل من الزواج وسيلة  للوصول إلى الغاية وهي حفظ النسل وهو من مقاصد الشريعة الإسلامية الكبرى وبعده تأتي مقاصد أخرى وهي حفظ العقل وحفظ الدين وحفظ المال، ولكن هذه المقاصد الأخرى لا يمكن لها  أن تتحقق إلا إذا توفر المقصد الأول وهو حفظ النسل وبقاء النوع الإنساني باعتباره المسرح الذي تتجلى عليه صفات الله عز وجل من الرحمة واللطف ومن المغفرة.
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة