تحية لـ «شاهين» فى زمن سقوط الكبار

الأحد، 09 يوليو 2017 09:00 ص
تحية لـ «شاهين» فى زمن سقوط الكبار
عبدالفتاح على يكتب:

ليس عيبا على الإطلاق، أن تصول وتجول الدراما التركية طوال العام، وتنفرد المصرية بشهر رمضان فقط، ففيه وحده تتركز 40% من إعلانات السنة، وفيه ترتفع نسب المشاهدة بدرجات عالية.

لكن العيب كل العيب، أن تستمر  مهزلة «المط» و«الحشو» و«المجاملات» لدرجة تفضى، إلى دراما مسخ، تمزق أوراق الإبداع، وتهين تاريخ نجوم كبار، وتكسر احتكار الدراما المصرية (المتراجع أصلا).
 
 
كما هو متوقع، وللسنة الثالثة على التوالى يستمر الزعيم فى بعثرة تاريخه، مقابل ملايين لن ينفقها فى حياته، يقابله انسحاب لـ «عظيم» الفن العربى يحيى الفخرانى، احتراما لتاريخه، ولمهنته.
 
ومع هذا سيستمر عادم إمام فى البعثرة، طالما فى العمر بقية، وسيظل رقم واحد، بالدفع الذاتى، وطالما ظل الخلايجة يضحكون على محاولات تمثيله.
 
سقط أحمد السقا فى «كمين» المنتجين، وبدلا من أن يرفع من قدرته الفنية، بالإصرار على صورة تليق بنجوميته، ترك «الخبز لمزارع الفراخ» فانهالوا على حلب نجوميته، فى ورق، لا يتحمل أكثر من عشر حلقات، ومحدودية خيال مخرج، عجز عن إنقاذ الفكرة، وانشغل بحساب ما سيتقاضاه مقابل «فشخ» المسلسل، ودفعنا نحن ثمن «الرغى السخيف» و«الخطب المملة»، و«المصطلحات المستهلكة».
 
كان من المتوقع أن يكون «الزيبق» على رأس دراما رمضان، على اعتبار أن قصته حقيقية، من واقع ملفات المخابرات، لكن محاولات إنقاذه إعلاميًا، لم تمنع المحتوم، فلم يقدم كريم عبدالعزيز جديدًا، بعيدًا عن حركاته المكررة، وإيفيهاته غير المنسجمة فى بعض المشاهد، وإن نجح بدرجة أفضل «قليلا» شريف منير، فى إتقان دور ضابط المخابرات، بأسلوب مختلف عن السيد محسن ممتاز، فى مسلسل رأفت الهجان، الذى حاول فريق العمل الخروج من فخ تقليده، لفخ الرغبة المحمومة فى الابتعاد عنه.
 
ريهام عبدالغفور، أجادت فى أداء دورها، الهادف بالدرجة الأولى لخلق مساحة من الوقت لزوم الحشو، وهو ما نجحت فيه بشدة، لكن لو تم حذف كل دورها وتوابعه لما أثر إطلاقا على مجريات المسار الأصلى للقصة.
 
فى رأى المتواضع، أفضل أداء فى هذا المسلسل، يستحق أن يحصل على درجة جيد جدًا، كان للفنان المتمكن من أدواته محمد شاهين، الذى انتزع كراهية المشاهدين، باحترافية اقتربت من احترافية المبدع محمود عبدالعزيز فى دور «منصور» فى فيلم «إعدام ميت».
شاهين، ذكى، لكنه يحتاج فقط لـ«قيراط حظ»، فهو يملك أفدنة من الشطارة، مزروعة قدرة على التنوع، والتقمص، والتجديد، استغل «الكبير قوى» وقفز من المركب، قبل أن يغرق فى دوامة المتاهة التى ضل فيها أحمد مكى، فأنجب، بسخافة «خلصانة بشياكة».
 
على مدار سبع حلقات كاملة، لم أجد من مكى ورفيقيه شيكو وهشام، أى متعة تمنح ابتسامة تلقائية، وإن كان البعض نصحنى باستكمال مشاهدة بقية الحلقات، لأجد الضحكة التى أنشدها، لكنى لم أجد القدرة على المجازفة بتضييع وقتى أكثر من ذلك.
 
نجح كفر دلهاب فى خلق 29 مفاجأة، لكنه أراد أن يفجر قنبلة فى الحلقة الأخيرة، فنجح فى نسف المسلسل برمته، عندما خرج البطل فى صورة الشيطان، الذى قاوم الفساد، وحارب الطغاة، ونصر المظلومين، وأعاد الحق للمطحونين.
 
صحيح أنها نهاية غير متوقعة، لكنها كمن أراد أن يكون مختلفًا عن الناس، فمشى فى الشارع عاريًا.
 
فى عشم إبليس، استثمر عمرو يوسف نجاح تجربة جراند أوتيل، وخرج بفكرة جديدة، صحيح أنه لم يقدم جديدا فى أدائه، واقترب قليلا من «جليد» حسين فهمى، لكنى أتمنى عليه، ألا يكتفى بنجاحين متتاليين، وأن يعمل على إمكانياته أكثر من اهتمامه بملابسه «الرائعة».
 
لكن دينا الشربينى (رنا) استطاعت أن تغير جلدها، وتتقمص دورا مختلفا تماما، وضع مخرج العمل إسلام خيرى بصماته الواضحة ليس على أدائها فقط بل على أداء كل الممثلين، مثل وضعية جلوس «رنا»، التى أقنعت المشاهد أنها لاعبة سيرك بالفعل.
المجاملات فى رمضان فاقت الوصف، وكسرت حدود المنطق، وتجاوزت المسموح به، فمنحت أدوارِا لممثلين مبتدئين، أضعفت العمل، وهبطت بالمشهد، وكسرت متعة المتابعة، بأداء ركيك، لم يبذل المخرج أى مجهود يذكر للعبور بتلك المشاهد لبر الإقناع، لأنها سبوبة، وأكل عيش.
 
أسوأ دور كان لـ «يوسف» فى الحصان الأسود، و«هدى» و«نهى» و«رهف» فى الزيبق، «داليدا» و «إسراء» فى عشم إبليس.
هذه ما رأيته، أما البقية، فالله عنها أعلى وأعلم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق