«الحياة بلا حب كالجحيم».. قصص عشاق اختاروا الموت عن البقاء دون شركائهم

الأربعاء، 16 أغسطس 2017 01:52 ص
«الحياة بلا حب كالجحيم».. قصص عشاق اختاروا الموت عن البقاء دون شركائهم
انتحار - ارشيفيه
أحمد سامي

 
إلى أين تمضي الحياة بي؟ ما الذي يصنعه العقل بنا؟ إنه يفقد الأشياء بهجتها ويقودنا نحو الكآبة... بهذه الكلمات وضع الرسام  الهولندي  فان خوج نهاية لحياته بعد أن شعر أنها تخلو تماما من الحب وفقد قدرته علي مواصلة الحياة فقد زهدها رغم ما أعطته فالحياة بلا حب كالجحيم لا تطاق ، فقد شهد التاريخ علي مدار أيامه قصص للعشاق انتهت الكثير منها بالانتحار بعد أن فرق الدخلاء بينهما، و يشهد التاريخ علي أكبر قصة حب كانت بين الملكة كليوباترا والإمبراطور أنطونيوس فبعد انتحاره لهزيمته علي أيدي اكتوفيوس لم  تتحمل الملكة فراقه وقررت هي الأخرى الانتحارعن البقاء في الحياة دون حبها الأعظم فأصبحوا مثال في التضحيات، أدين بدين الحب أنى توجهت ركائبه فالحب ديني وإيماني هكذا قال الشاعر وهكذا صدقه الكثيرون فأصبح نهاية الحب بالنسبة للعشاق نهاية للحياة بأثرها، فقرروا الرحيل خلفهم واضعين نهاية الموت كبديل لنهاية الحب ونستعرض في هذا التقرير أبرز قصص الحب التي انتهت بشكل مأساوي


هيثم ويارا قصة حب انتهت بالانتحار 
 
ارتبط قلبها الصغير بصديقها ورفيق الدارسة، فجمعتهم الدروس منذ المرحلة الإعدادية فبدأ قلبها الأخضر يتعلق به، فهو دائم الاهتمام بها  يلاحظ أدق التفاصيل يعتني بها وبمشاكلها تحيطها نظراته البريئة كل يوم يلتقي بها، أصبحت الساعات التي تقضيها في درس اللغة العربية أهم شيء في يومها  فهي ستلتقي به، وينطلق عقب الدرس ليوصلها إلي منزلها فتسير بمحاذاته، فلم يكن يعلم قلب يارا الصغير معني ما تشعر به ولكنها منذ أن تراه تشعر بالفرحة تملأ قلبها.
 
مرت أيام الدراسة سريعا ولم تعد يارا ترى هيثم، فقد انقطعت أخباره ومنذ تلك اللحظة وهي تشعر بأن الدنيا لا تطاق،أخذت تبحث عنه وتذهب إلي الأماكن التي يتصادف وجوده فيها ولكنها لم تعثر عليه فكانت تنتظر انتهاء أيام الإجازة بفارغ صبرها لتراه مرة آخري وفي يوم وهي تطالع صفحتها الشخصية علي الفيس بوك وجدت طلب صداقة وما أن طالعت اسمه حتى اهتز قلبها من الفرحة وشعرت بأن الأرض تهتز تحت قدميها وتراقص قلبها خجلاً وعلي الفور قبلت طلب الصداقة .
 
لتبدأ تفاصيل الحدوتة التي جمعت بين قلبهما، فالمحادثات أصبحت لم تنقطع بينهما تمر الساعات  عليهما دون أن يشعرا بالوقت، وفي أول يوم لعودتهما للدراسة مرة آخري بعد أن أصبحا في المرحلة الثانوية قرر هيثم أن يعترف ليارا بحبه الذي يخفيه في قلبه، دمعت عيون الصغيرة من الفرحة ولم تشعر بالمحيطين بها وكأنها لا تري ولا تسمع سوي  كلماته وتنظر في عينيه تحتضنه بنظراتها.
 
«ما يجمعه الحب لا يفرقه القدر»، هكذا اتفق هيثم ويارا فقد وضعوا الحب دستورهما واتفقا علي انتهاء أيام الثانوية العامة والحرص علي التفوق فهم يعلمان أنهما مازالا صغار علي  الارتباط بشكل رسمي ولكن وعد هيثم قلب يارا بأنه لا يتركها تذهب لرجل غيره  وأنه سينهي أيام الدراسة وقبل الالتحاق بالجامعة سيكن خاتم خطوبتهما يزين يدها وقلبها، وثقت به وأعطته مفاتيح قلبها كان يخاف عليها من نفسه يحميها من الجميع ويساعدها علي المذاكرة والاجتهاد حتى وفقهما الله وبارك ذلك بالنجاح بتفوق فقد حصل علي مجموع مكنه من الالتحاق بحلمه في كلية الهندسة وهي الأخرى شاركته تحقيق حلمه وكانت شريكته في الجامعة كما وعدته بان تصبح رفيقه حياته .
 
وما أن أنهى هيثم تفاصيل الجامعة واستقر حتى فاتح والده برغبته في الارتباط بشريكته فهو يخشي أن يسبقه أحد إليها، وبالفعل استجاب الوالد لطلبه واصطحبه إلي منزل صغيرته والفرحة تداعب قلوبهما ولكن كل هذه الفرحة تحولت إلي كابوس بعد أن واجه  أهل يارا طلب الزواج منها بالرفض فلم يتحمل قلبها الصدمة حاولت كثيرا إقناع أهلها لكنهم تشبثوا بالرفض الأمر الذي قابلته بالانهيار والامتناع عن الطعام ولكن دون فائدة فلم يتحرك قلبهم، وإزاء الإصرار الغريب قررت الطفلة الصغيرة التخلص من حياتها بالانتحار فأقدمت علي تناول المبيد الحشري للتخلص من حياتها التي لا تطاق بدون حب حياتها" هيثم " لتضع كلمة النهاية في قصتهما.


حسن ووفاء قصة حب انتهت بالغرق
 
لم يكن الحب قاصرا علي قلوب الفتيات فقط بل أنه الرجل عندما يعشق يصبح أكثر تطرفاً فعندما يبكي رجلا على امرأة فأنه قد عشقها حد الجنون  فما بالك بأن  ينتحر من أجلها ، فقد أقدم حسن علي إلقاء نفسه في النيل بعد أن حطمت وفاء قلبه وقررت فسخ الخطوبة لينهار قلبه وتستاء حالته النفسية فهي كانت حب عمره عرفها منذ 5 سنوات ولكنه عشقها من كل قلبه بذل كل ما في وسعه من أجل الارتباط بها عمل ليلا ونهار حتى يتمكن من خطبتها ويكمل العمر معها.
 
منذ أن رأي حسن  وفاء وهي تمر من جواره حتى استشعر قلبه رعشة لم يعرفها من قبل فقرر أن يلاحقها ليس معاكسا ولكن من أجل معرفة منزلها والتقرب إليها ، ظل حسن لفترة طويل يراقب تحركات حب عمره ويخرج خلفها محاولات التودد إليها الأمر الذي قابلته بالرفض فأكد لها أنه لا يعاكسها  ولكنه يريد خطبتها فكان ردها  تعال البيت وبالفعل لم يتردد حسن لحظة واحدة وعقد العزم علي التقدم لها وبالفعل وافق أهلها علي الخطوبة والتي أحتفل بها الأسرتين علي أمل الزفاف بعد عام .
 
رغم عملها طوال اليوم إلا أن ظروفه المادية لم تمكنه من جمع أموال لشراء الشقة ومستلزمات الزواج وغيرها من الأمور الصعبة، ونظرا لانشغاله طول الوقت فقد شعرت وفاء بإهماله  فقرر أن تفسخ الخطوبة ورغم محاولاته لاستعادتها إلا أنها رفضت تماما العودة، وأغلقت هذه الصفحة لتشل الصدمة تفكير حسن ليقرر الانتحار بإلقاء نفسه في نهر النيل بعد فشله بالزواج من فتاته.
 
حسناء وياسر قصة حب انتهت بالتفحم
 
استيقظ  أهالي مدينة كرداسة علي خبر انتحار حسناء. ح. س، الفتاة التي يعلم الجميع مدي حبها لياسر الذي يشهد الجميع علي طهرها وأنها كالقصص والروايات يتغني الجميع بها ولكنه ابن الفقراء وأسرتها تريد لها الزواج من شخص ثري الأمر الذي دائما ما كانت تواجهه بالرفض الشديد حتى كانت الكارثة بإجبارها علي الخطوبة من ذلك الثري أحسن حالًا من حبيبها الفقير، فلم تجد الفتاة طريقة للتعبير عن رفضها لقرار الأسرة إلا إشعال النيران في جسدها، حيث توفيت متأثرة بإصابتها فور وصولها المستشفى.
 
حاولت الأسرة والأهالي إنقاذها ونقلها إلي مستشفى قصر العيني ولكنها كانت مصابة بحروق بنسبة 40% في الوجه والذراعين والصدر والبطن، وحاول الأطباء إسعافها إلا أنها توفيت متأثرة بإصاباتها ليعيش أهلها بعقدة الذنب عليها طوال حياتها .
 
وقالت والدتها: حسناء قالت لنا أكثر من مرة أنها هتموت نفسها، بس ماكنش حد فينا مصدق إنها هتعمل كدا، وأوضحت منذ عدة سنوات توفى والدها، وأصبحت أنا وأشقاؤها المسئولين عن المنزل ونفقاته، ولم تحظ حسناء بتعليم مناسب، ومع مرور الأيام أصبحت عروسًا في سن الزواج، ولم ندرك وقتها أنها وقعت في حب أحد شباب المنطقة إلا بعد أن تقدم لخطبتها، ولكن لا أحد منا وافق على طلبه، خاصة أن ظروفه المادية لم تكن مستقرة، وقتها بدأت حسناء في البكاء، وشعرت بالغضب وأخبرتني بأنها تحبه منذ فترة واتفقا على الارتباط، واستمرت لفترة لا تتحدث مع أحد، ومع مرور الوقت حاولنا إيجاد طريقة نتمكن من خلالها إلغاء فكرة ارتباطها بهذا الشاب، ولم يجد الجميع حلًا سوى زواجها.
 
وتابعت الأم، بالفعل تقدم لخطبتها شخص آخر مناسب، ووافق الجميع على ذلك وتمت خطبتهما وسط حفلة صغيرة جمعت الأسرتين، ومرت شهور والفتاة لم تتغير بل أصبحت حزينة ودائمًا تجلس بمفردها، وكل يوم يحدث بينها وبين خطيبها العديد من المشاكل، وأكثر من مرة طلبت منه أن يحضر ليأخذ الذهب الخاص به وفسخ خطبتها، ولكن لا أحد وافق على ذلك، وعندما وجدت جميع الطرق مغلقة أمامها، بدأت تراودها فكرة الانتحار وأخبرت العائلة أكثر من مرة أنها ستتخلص من حياتها إذا تزوجت من خطيبها، ولكن لم يصدقها أحد، لكن يوم الواقعة ذهبت لزيارة إحدى قريباتها في المنزل المجاور لمنزلنا، وهناك قررت أن تنتحر فقامت بسكب كمية من الجاز على جسدها وأشعلت النيران، وخرجت تصرخ من شدة الألم، وعندما رآها الجميع أسرعوا لمساعدتها وإطفاء النيران، وتم نقلها إلى المستشفى في حالة خطرة، حيث لفظت أنفاسها الأخيرة هناك
 
ليندا ومحمد قصة حب انتهت بمأساة
 
 لم يتحمل قلب ليندا، خبر خطوبة حبيبها الذي عاشت علي حلم اليوم الذي سترتدي فيه خاتم خطوبتهما فبعد أن رفض أهلها الزواج منها فقرر "محمد" أن يرد القلم لأهل حبيبته بالتوجه وخطوبة أخري غيرها انتقاما من إهانته علي أيدي أهلها فكان الحل أنها هي الأخرى قررت التخلص من عذابها، فهي لا تطيق أن تجده بصحبة فتاة أخري غيرها فحل المساء أغلقت باب حجرتها وتناولت حبوب سامة تستخدم في قتل الحشرات الزراعية  ليعثر عليها أهلها جثة هامدة
 
كانت ليندا أبن قرية الحمرا تعمل ممرضة بإحدي مستشفيات محافظ الدقهلية وتعلق قلبها بحب زميلها في العمل محمد الذي يكبرها بعدة سنوات حاولت خلال فترة عملهما أن تلفت نظره لحبها فكانت المفاجأة أنه يحبها هو الأخر ويريد الزواج منها وما سمعت ليندا أبنه الثلاثة وعشرين عاما ما قاله حتى طار قلبها وأسرعت لتزف الخبر لأسرتها، ولكنها فوجئت برفضهم الشديد فهو من نفس مستواهم وهم يريدون الزواج من شاب غني فإبنتهم تتمتع بالجمال وصغر السن ،فلماذا الزواج من ذلك الممرض الفقير فكان الرفض التام هو ردهم الأمر الذي دفعه لقرار الزواج من أخري في نفس الوقت للرد عليهم لتقع هي ضحية أهلها وعنادهم. 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة