«يوسف وملك» طفلان يدفعا ضريبة إنفصال والديهما وتربيهما «فاعلة خير» (صور)

قضي طفلان مدة عشرة أيام في منزل لسيدة غريبة عن عائلتهم ولكنهم الآن ينادونها بالجدة، ولم يعودا يبكيان لغياب الأم أو الأب اللذان فضلا التنازل عنهما لظروف الانفصال وعدم القدرة علي تربية الطفلين.

 يوسف وملك شقيقين، وجدا نفسيهما في معية سيدة تشتهر بين جيرانها  باسم  «أم أسماء»، تعمل مشرفة بجمعية خيرية برعاية الأسر المحتاجة بمدينة الإسماعيلية، فوجئت بطلب من أن ترعي  طفليه  لأنه  لا يستطيع تربيتهما بعدما أنفصل عن زوجته التي  بدروها  تنازلت عن  حضانة الأطفال في وثيقة الطلاق، لأن جد الأطفال  يرفض عودة إبنته المطلقة بمسئولية إضافية ورعاية حفيديه  الصغيرين.

تسكن أم أسماء في شارع جانبي بحي السلام بالإسماعيلية، الشارع غير مرصوف تغطيه الرمال و الأتربة وتجمعات قليلة من القمامة، ولكن المشهد  يختلف بالدخول إلي المنزل حيث الأثاث البسيط المرتب النظيف، وبين مقعدين تقبع  حقيبة تشير إليها السيدة وتقول إن الحقيبة بها  ملابس الطفلين جاء بها الأب وتركها.

 تقول «أم أسماء»، المشرفة بجمعية خيرية: إن قصة الطفلين يوسف وملك بدأت في إبريل الماضي، عندما تحدث معها شاب يعمل كمنسق أغاني في حفلة تنظمها ليوم اليتيم في شهر ابريل من كل عام، يحكي لها عن أسرة تعاني من مشكلات الانفصال وتأثير الانفصال علي الطفلين، وأن الأب «هيرمي ولاده لانه مش قادر يراعيهم والأم مش عايزاهم».

 وتضيف: «قبل أسبوعين اتصل بي شخص عرف نفسه بأنه والد الطفلين اللذان يريد أن يبقيهما معي، لم أستطع القبول في البداية ولكني وافقت بناء علي وعد منه أن يبقيا معي ليومان حتي يستطيع تدبير أمره، وعندما طلبت ملابس بديلة  للأطفال ، جاء لي بحقائب بها كمية كبيرة من الملابس ولم يرد علي  الاتصال به  لمدة  عشرة  أيام».

وتقول: إن الأب  يعمل  كسائق ولا  يستطيع رعاية طفليه طول الوقت وصغر  سنهما  يحتاج لأم.

  علي  رصيف مواجه  للمنزل الجديد  جلس الطفلان يلعبا مع أطفال المنطقة وحولهما الأمهات، تمسك  ملك  بهاتف  محمول لفتاة تجلس  بجوارها  وتفتح لعبة اليكترونية  خاصة بالأطفال، وعندما  بدارتها  بسؤال «أين ماما؟ »، أشارت إلي منزل أم أسماء.

  ملك  عمرها عامين، ويوسف  شقيقها الأكبر عمره 4 أعوام، يبدوأكثر تفهما لوضعهما الجديد، يرد علي السؤال برد سريع : «باباوماما  بيضربونا  كتير ، تيتة أم أسماء طيبة انا عايز اقعد هنا». 

المستشار إسلام حمزة المحامي العام لنيابات الإسماعيلية، أمر بفتح تحقيق يشرف عليه المستشار أحمد حجازي  رئيس نيابات حيي ثان وثالث الإسماعيلية، بناء علي بلاغ  للنيابة تقدم به أحمد مهران محام بمركز القاهرة  للدراسات القانونية، وطلب الاستماع إلي  أقوال مقدم البلاغ والسيدة أم أسماء، مستضيفة الطفلين.

  وتقول  «أم  أسماء»، الأطفال قضوا معي في المنزل  عشرة أيام حتي الآن،  ألتقي يوميا اتصالات من خالة وعمة الطفلين ولكن محاولاتهم لاقناع الأم بتربية أطفالها لم تصل لنتيجة خاصة وأن الأم وافقت علي طلب والدها  بالتنازل عن الطفلين لصالح والدهما.

وأضافت:  «الأب كان ينوي تسليمهم إلي ملجأ للأيتام ولكن الملجأ رفض الإستلام دون أن توضح أسباب الرفض».

 أم أسماء تستضيف الطفلين  ليعيشا معها بمنطقة حي السلام بمدينة الإسماعيلية، منذ عشرة أيام ، وتحاول التوصل لحل  بين الأب والأم لتربية الأطفال ، والمحاولات الجادة من جد الأطفال والد الأب 70 عاما، وطلب حضانة حفيديه ولكن السيدة أم أسماء طلبت تسليمهما بمحضر رسمي بقسم الشرطة.  

تنظر أم أسماء  للطفلين اللذان يضحكا مع نجلها الصغير وتقول:  بصوت  يملئه التأثر، «أريد أن أحتفظ بهما ، ثواب من عند الله».

الشقيقين يوسف وملك (1)