الأمانة العامة لهيئات الإفتاء في العالم تحتفل بتخريج 15 من أئمة المراكز الإسلامية ببريطانيا.. والسفير البريطاني: مستعدون للتعاون على كافة المستويات من أجل القضاء على التطرف

الخميس، 21 سبتمبر 2017 11:32 ص
 الأمانة العامة لهيئات الإفتاء في العالم تحتفل بتخريج 15 من أئمة المراكز الإسلامية ببريطانيا.. والسفير البريطاني: مستعدون للتعاون على كافة المستويات من أجل القضاء على التطرف
شوقي علام
منال القاضي

احتفلت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم اليوم بتخريج أولى دفعات برامجها التدريبية لتأهيل ١٦ من أئمة المساجد والمراكز الإسلامية في بريطانيا،وتدريبهم على كيفية مواجهة الفكر المتطرف وتحصين الشباب هناك من الوقوع في براثن التطرف، وكذلك تعزيز اندماج المسلمين في مجتمعاتهم الغربية ومواجهة الإسلاموفوبيا.

 IMG_0087

تأتي هذه الخطوة في إطار تنفيذ توصيات مؤتمر الأمانة العامة  أكتوبر الماضي-  ممثلًا بذلك عودةً لدور مصر الديني الريادي العالمي،  وبناء علاقاتها  الخارجية على التعاون المشترك مع الجميع في إطار من السعي الحقيقي نحو السلام العالمي الذي يصب في مصلحة الجميع.

IMG_0209
 
من جانبه أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، خلال الاحتفال أن أمانة الإفتاء العالمية تسعى إلى القيام بدورها وبواجب الوقت وسط العديد من التحديات التي يواجهها العالم.

IMG_0244
 
وأضاف أن خطوة تدريب أئمة المساجد والمراكز الإسلامية في دول الغرب خطوة مهمة في حرب المواجهة الفكرية للتنظيمات المتطرفة في الخارج، خاصة أن الدراسات والإحصائيات أظهرت أن ما يقدَّر بخمسين ألف مقاتل في صفوف «داعش» نصفهم من أبناء الجاليات المسلمة في  الغرب، كما أن إعلام التنظيم الإرهابي يتحدث بـ 12 لغةً، فكان على الهيئات الإسلامية الوسطية وذات الشأن في هذا المجال أن تعلن عن نفسها لترد بقوة وبحسم على الأفكار  الضالة بمنهجيةعلمية رصينة.

IMG_0253
 
وقال: "لا شكَّ أن هذا مؤشر خطير يدل على الحالة الراهنة للجاليات المسلمة، ومن يحلل هذا الوضع بدقة يجد أن الفتوى التي تصدر من غير المتخصصين،  وخاصة من تيارات التشدد والتطرف من أبناء هذه الجاليات  وغيرهم، تسبب اضطرابًا كبيرًا في مجتمعات هذه الجاليات،  كما نرى الآن في حالة داعش  وأخواتها". 
 

IMG_0262

وأشار إلى أن الأئمة والدعاة في الغرب هم نواة نشر الإسلام، وتصحيح المفاهيم في الخارج، وتدريبهم وتأهيلهم خطوة غاية في  الأهمية في منظومة  تجديد الخطاب الديني، وسحب البساط من تحت تيارات الإسلام السياسي المسيطرة على ا لجاليات المسلمة في الغرب، ومن الأهمية بمكان أن يتم  تدريب  الأئمة والدعاة وتأهيلهم للتعامل مع النصوص الشرعية، والتعاطي مع معطيات الواقع،  وامتلاك أدوات الخطاب الديني الوسطي وأساليبه  الصحيحة  البعيدة عن التفريط والإفراط.

IMG_0303
 
وأكد أن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم على أتم الاستعداد لتقديم كافة أشكال الدعم الشرعي للأئمة والجاليات المسلمة في الغرب، والإفادة من خبراتها في مكافحة التطرف ومواجهة الجماعات المتطرفة.
 
وتوجه جون كاسون -السفير البريطاني في القاهرة- بالشكر للأمانة العامة على تنظيم هذه الدورة، مؤكدًا أن الخطاب الديني الوسطي لمصر هو ما  يحتاجه العالم لمواجهة الجماعات والتنظيمات الإرهابية.

IMG_0360
 
وأضاف أن بلاده مستعدة لمزيد من التنسيق والتعاون على كافة المستويات من أجل القضاء على التطرف والإرهاب الذي يجتاح العالم.  
 
 من جانبه صرح الدكتور إبراهيم نجم الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم  تسعى من خلال مثل  هذه البرامج التدريبية إلى إيجاد منظومة علمية وتأهيلية للقيادات المسلمة في العالم، يكون من شأنها تجديد منظومة الفتاوى التي يستعين بها  المسلم على  العيش في وطنه وزمانه،كما تُرسِّخُ عنده قيمَ الوسطية والتعايش.

IMG_0379
 
وأضاف أن المتابع لخريطة الخطاب الديني في الخارج، وعلى وجه الخصوص داخل المجتمعات الغربية، يرصد تطرفًا وتطرفًا  مضادًّا،  فمن ناحية  تجد كثيرًا من المتدينين يعيشون في هذه البلاد مُدَّعِينَ الانتماء إليها وهم يتبنَّون في الوقت نفسه دعوات العنف والكراهية، وهو ما يدفع البعض  إلى التشكيك في مدى إيمان هذه المؤسسات بقيم المواطنة والمساواة ومكافحة التمييز التي تتمسك بها هذه البلاد، وعلى الجانب الآخر، تجد حركاتٍ مضادةً  للمهاجرين ومروجةً للإسلاموفوبيا، وواجبنا أن نوجد في هذه المجتمعات خطابًا وسطيًّا لا يسمح بالتطرف ويسعى للبناء ويعزز اندماج المسلمين  في مجتمعاتهم، ليكونوا أعضاءً نافعين لوطنهم وليحققواغاية الله من استخلاف الإنسان في الأرض بعمارة الكون.

IMG_0385
 
من جهته عبر الدكتور مشرف حسين -رئيس الوفد البريطاني- عن مدى الاستفادة التي تحققت لهم من هذا البرنامج التدريبي، والخبرات التي اكتسبوها طوال مدة التدريب، مما يعود بالنفع على المسلمين وغيرهم في بريطانيا والعالم.

IMG_0532
 
وأضاف أن ما شهدوه من فوائد كبيرة سيشجع المزيد من أئمة بريطانيا على المشاركة في هذا التدريب للاستفادة من تلك المهارات التي يُحصِّلونها، حتى يعودوا إلى بلادهم مسلَّحين بنافع العلم وبالمنهج الإسلامي الوسطي السمح لنشره بين الجالية المسلمة هناك.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة