رحلة انهيار الحياة الحزبية.. من الزعماء التاريخيين إلى خناقات الرؤساء المغمورين

السبت، 23 سبتمبر 2017 06:20 م
رحلة انهيار الحياة الحزبية.. من الزعماء التاريخيين إلى خناقات الرؤساء المغمورين
انتخابات
كتب رامى سعيد

يحفل سجل الحياة الحزبية حتى فترة التسعينات بأسماء شخصيات لامعة لقيادات وزعماء تاريخيين، ترأسوا الكيانات الحزبية وتفاعلوا بشكل مباشر مع الأزمات والمجال العام سواء كان علي يمين الدولة لتأييد قرارتها أو على يسارها فى صفوف المعارضة للدولة وسياستها، كفؤاد سراج الدين عن حزب الوفد، وخالد محي الدين عن التجمع، إبراهيم شكرى عن العمل، وضياء الدين داوود عن الناصرى.

إلا أن الآونة الأخيرة كشفت عن اختفاء ملحوظ للشخصيات العامة، وحالة من الموات السياسي، وظهور شخصيات غير معروفة على المسرح السياسى والجماهيرى، ترأست الكيانات الحزبية، ما أدى فى نهاية الأمر إلى تشيعها  نحو مثواها الأخير بعدد لا نهائى من الأزمات، كالأستقالات الجماعية للاعضاء كالتى وقعت فى حزب المؤتمر عدة مرات وجاء آخرها بعد استقالة الأمين العام للحزب اللواء أمين راضى، وأيضًا حزب الحرية بعد استقاله عمرو حمزاى ومحمد فهمي أمين المكتب السياسي، وشهير جورج، الأمين العام للحزب، مما تسبب فى وقوع استقالات جماعية عقب ذلك، وحزب المصري الديمقراطى عقب نجاح رئيسه فريد زهران.

كما شهدت الأحزاب الكبيرة من حيث التمثيل العددى تحت القبة أزمات من نوعيه أخرى ينحصر أغلبها فى معارك ترأس الحزب وصلت إلى ساحات القضاء، كأزمة المصريين الأحرار  الذى انقسم إلى جبهتين يقودها من ناحية رجل الأعمال نجيب ساويرس ومعه  مجلس الأمناء من ناحية،  ورئيس الحزب الدكتور عصام خليل والهيئة البرلمانية والمكتب السياسي من جهة أخرى،  كما تتكرر ذلك المشهد بحزب الوفد الذى أنقسم على يد رئيسه الدكتور السيد البدوى إلى عده جبهات ممثلة فى جبهة البدوى وجبهة بدرواى والتيار الثالث، فضلا عن الأستقالات الجماعية بين حين وأخر.

ويعلق الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة على تلك الظاهرة، قائلا " التجربة الحزبية شهدت خلال الآونة الأخيرة تحولاً  كبيرًا، من حيث انحصارها وعزوفها عن التعاطى والاشتباك مع الأزمات العامة والمجال العام، مرجعًا ذلك إلى ترأس عدد من الشخصيات حديثة العهد بالعمل السياسي للمناصب القيادية بالأحزاب.

وأكد فهمى لـ"صوت الأمة" أن الحياة الحزبية خلال الحقبة الأولى من فترة الرئيس السابق محمد حسنى مبارك شهدت معارضة حقيقية، وذلك لترأس شخصيات عامة للأحزاب آنذاك، مثل فؤاد سراج الدين للوفد، وخالد محى الدين بحزب التجمع، وضياء داوود حزب الناصرى.

وأرجع أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة سبب غياب الشخصيات الجماهرية عن العمل الحزبي، إلى وقوف عدد من رجال الأعمال وراء تمويل بعض الأحزاب، مقترحًا أن يترأس رجال الأعمال الأحزاب بشكل رسمى لإثراء الحياة الحزبية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق