المشير أحمد إسماعيل "علّم" على موشيه ديان

الجمعة، 06 أكتوبر 2017 02:26 م
المشير أحمد إسماعيل "علّم" على موشيه ديان
المشير أحمد إسماعيل
محمد الشرقاوي

سجلت أسهم المشير أحمد إسماعيل، وزير الحربية المصرية في معركة أكتوبر 1973، ارتفاعًا ملحوظًا، وذلك في الساعات الأولى لبدء معركة استعادة "الكرامة".

آمن إسماعيل بتحقيق النصر، فقال: "لقد حققنا إنتصارا كبيرا بل حققنا إنتصارا مضاعفا لأننى تمكنت من الخروج بقواتي سليمة بعد التدخل الأمريكي السافر في المعركة"، مضيفًا: "كانت سلامة قواتي شاغلي طوال الحرب لذلك قال بعض النقاد أنه كان علينا أن نتقبل المزيد من المخاطرة وكنت على استعداد للمخاطرة والتضحيات لكنني صممت على المحافظة على سلامة قواتي لاننى اعرف الجهد الذي اعطته مصر لإعادة بناء الجيش وكان على أن أوفّق بين ما بذل من جهد لا يمكن أن يتكرر بسهولة وبين تحقيق الهدف من العمليات".

أحمد إسماعيل، ولد في 14 أكتوبر من عام 1917 بحي عابدين في القاهرة، لأب عمل ضابطًا بالقوات المسلحة، أنهى دراسته الثانوية في مدرسة شبرا، ثم تقدم بأوراقه للالتحاق بالكلية الحربية لكن طلبه قوبل بالرفض فدخل كلية التجارة، وفي العام الثاني بها عاود المحاولة، وتقدم مرة أخرى للكلية الحربية وكان معه زميله في المدرسة الثانوية أنور السادات، فتم رفض طلبهما معًا لأنهما من عامة الشعب، إلى أن أصدر الملك فؤاد الأول قرارًا بقبول طلاب الكلية الحربية من عامة الشعب، وكانت هذه الدفعة وما تلاها دفعة "الضباط الأحرار" الذين قاموا بالثورة على النظام الملكي.

تخرج إسماعيل في الكلية الحربية عام 1938 برتبة ملازم أول، بعد أن التقى داخل الكلية بالرئيسين جمال عبد الناصر وأنور السادات، وكان راتبه حينها 12 جنيهًا، فعمل ضابط استطلاع ثم قائد فصيلة في الكتيبة الرابعة بسلاح المشاة، تدرج في الرتب حتى وصل إلى صاغ "رائد"، وتولى قيادة سرية في رفح للدفاع ضد الهجوم الإسرائيلي على العريش.

التحق بكلية القادة والأركان وتخرج فيها عام 1950، وترتيبه الأول بين زملائه، ثم عمل مدرسًا بها في العام التالي، وظل فيها حتى قيام ثورة يوليو 1952، بدأت علاقته بنظام "الرئيس" عبد الناصر بدأت منذ تعيينه عضوًا في لجنة المفاوضات العسكرية مع بريطانيا عام 1954، ثم شارك بعد ذلك في حرب العدوان الثلاثي على مصر 1956، ومن بعدها نكسة 1967، وهنا عينه "ناصر" قائدًا لقوات شرق القناة، ولكن وشاية ما زرعتها "مراكز القوى" تسببت في الإطاحة به، ولكن الزعيم الراحل أعاده لمنصب رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة بعد 24 ساعة فقط من قرار اللإقالة، ثم أصبح رئيسًا للأركان في عام 1969، وفي العام نفسه تمت إقالته بسبب عصيانه أوامر عبد الناصر في حادث "الزعفرانة"، وعدم ذهابه إلى مكان الواقعة واكتفائه بالمشاهدة من غرفة العمليات

في 13 مايو من عام 1971 استدعاه الرئيس الراحل أنور السادات ليكلفه بمنصب رئيس المخابرات العامة بعد انقطاع عن العمل العسكري دام عام ونصف.

في 26 أكتوبر من عام 1972 رن جرس الهاتف في منزله من جانب رئاسة الجمهورية تطلب منه الحضور للرئيس فورًا، فذهب وكان يعلم أن في الأمر شيئًا خطيرًا، وبالفعل صدقت نبوءته وكلفه "السادات" بقيادة القوات المسلحة وتعيينه وزيرًا للحربية، وطلب منه البدء في إعداد الجيش.

استدعاه "السادات" في يوم الثلاثاء 2 أكتوبر 1973 وقال له: "هل تعرف يا أحمد أن هناك احتمالًا أن تكون جثتك معلقة في ميدان التحرير يوم الثلاثاء القادم"، فأجابه المشير: "أقبل من أجل مصر".

وفي الوقت ذاته، انخفضت أسهم وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه ديان، حيث فشلت قوات الاحتلال الإسرائيلية في رد الهجمات المصرية.

"موشي ديان" أو "القاضي موسى" باللغة العبرية، وزير الدفاع الإسرائيلي في الفترة ما بين 1967 وحتى يونيو من عام 1974، وقائد بلاده إلى "كابوس أكتوبر" كما يطلق عليه الإسرائيليون، واحد من أشهر الجنرالات في الجيس الإسرائيلي، والذي انضم إلى السلك السياسي في بلاده بعد تقاعده عسكريًا، فأصبح وزيرًا للزراعة من ديسمبر 1959 وحتى نوفمبر 1964، ثم عينه بعد ذلك رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي "ليفي أشكول" وزيرًا للدفاع.

نجا من نيران القوات المصرية، علم الرئيس أنور السادات بقدوم "ديان" لزيارة جنوده في منطقة ثغرة "الدفرسوار" وقت حرب أكتوبر، فأمر بتحديد موقعه على مسافة 30 مترًا، وكلف القوات الجوية بضرب هذه المنطقة بـ"النابالم" الحارق، وبالفعل نفذت القوات القوية ضربتها في المعياد والمكان المحدد، وانتظر الرئيس خبر موت "ديان" في اليوم التالي، غير أنه كان ديان فوق نخلة والنار مشتعلة من تحته فنجا من الموت.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق