كيف أثرت الأندلس في الفكر العربي؟

الخميس، 19 أكتوبر 2017 04:00 ص
كيف أثرت الأندلس في الفكر العربي؟
محمد بن أسلم الغافقي
إسراء سرحان

فكرك وثقافتك هي ما يبقى بعد أن ترحل عن هذه الحياة.. أكبر برهان علي ذلك دور الأندلس في حدوث نقله في الفكر العربي، والتي امتدت حتى وقتنا هذا، فمنهم من لقي نصيبه في الشهرة، ومنهم من أحدث تغير حقيقي ولكن جهلته بعض الناس.

محمد بن أسلم الغافقي

الطبيب وجراح العيون والصيدلي البارع الذي قال عنه العالم الألماني مايرهوف: "الغافقي أعلم أطباء المسلمين في العصور الوسطى بالأدوية والأعشاب".

ولد الغافقي في القرن السادس الهجري الثاني عشر الميلادي، وللأسف لا يوجد مصدر موثوق نعرف به تحديدًا تاريخ ميلاده، ويقال أنه ولد فى بلدة اسمها "بلجازار"أي القصر الجميل وهذه البلدة أو القرية تتبع قرطبة.

ذكره ابن البيطار أكثر من مائتي مرة في كتبه، نقلا عنه، ألف الغافقي كتاب "الأدوية المفردة" فى العقاقير والأعشاب، وقد ضاع أصله ولم يبق لنا إلا مختصر له عمله ابن العبري نشره ماكس مايرهوف عام 1933.

قد ترجم أيضًا مايروهوف للغافقي مؤلفه الشهير “المرشد في الكحل” وهو أهم كتاب للغافقي الذي ينتقل فيه من تشريح العين وخصائصها وأمراضها وأمزجة أصحابها، وصولًا إلى ربط لون العين بالجغرافيا والمناخ، كما تحدث عن أسباب ضعف النظر، وأسباب انعدام الرؤية نهائيًا، وبعض الأمراض وعلاجها كالرمد، وبياض العين والقرحة.

برع الغافقي في عمليات إزالة المياه البيضاء من العين"، الساد كما أن له مؤلفات أخرى فى الأورام والحميات"، وبقى تراث هذا العالم الفذ في ميدان طب العيون لازال يثير اهتمام الباحثين على مستوى عال، وكرمته حكومة قرطبة وشيدت له هذا التمثال في ساحة أمام الكاردينال سالا زار في قرطبة.

أمير المسلمين يوسف بن تاشفين

أبى يعقوب يوسف بن تاشفين بن إبراهيم بن ترقوت، ولد بالصحراء في سنة 400 هـ 1009 م قيل في إقليم موريتانيا وقيل فى المنطقة الواقعة على حدود موريتانيا الجزائر المغرب.

لا نعرف الكثير عن نشأته الأولى تذكره لنا الرواية لأول مرة في سنة 448 هـ، حينما ندبه الأمير أبو بكر اللمتونى ليكون قائداً لجيش المرابطين الزاحف لغزو المغرب، وكان في الثامنة والأربعين من عمره، ومنذ ذلك التاريخ فقط تتبع الرواية أعماله وفتوحاته العظيمة المتعاقبة.

أعماله وجهاده 

اخترق يوسف بن تاشفين بلاد تادلا وسجلماسة ثم صار جنوبًا إلى الصحراء وهناك قام بإصلاح شئونها والقضاء على أسباب الخلاف بين أقوامها وتوحيد كلمتهم، ثم حشد قوات جديدة وسار فى جيش ضخم إلى بلاد السودان وغزا الكثير من نواحيه، ولم تمض بضعة أشهر حتى كان يوسف قد غلب على معظم نواحي المغرب الجنوبية والوسطى وعاد مظفرًا إلى أغمات فى أواخر سنة 454 هـ وقد عظم أمره واشتد بأسه وذاع صيته في سائر أنحاء المغرب.

بناءه مدينة مراكش

فكر يوسف ان يختط لنفسه محلة تكون قاعدة لجيوشه ومستودعًا لذخائره، ووقع اختياره فى ذلك على أرض تقع شمال غربي مدينة أغمات، فاشتراها واختط بها قصبة ومسجدًا وكان يعمل فى بناء المسجد بنفسه مع الفعلة، فكان ذلك مولد مدينة مراكش الشهيرة سنة 454 هـ 1062 م وكان هذا الاسم يطلق على هذا المكان ومعناه بلغة المصامدة "إمش مسرعًا" إذ كان مأوى اللصوص وقطاع الطرق.

الشاعر والمعماري الغرناطي أبى إسحاق إبراهيم الساحلي

تمتع أبو إسحاق الساحلى بحس أدبى وشعرى مميز وكاريزما خاصة أسرت قلوب أهل غرناطة وأحبوه والتفو حوله، ولكنه كان مضطهدا من قبل رجال الدين والذين أساؤا فهمه مما دفعه لبدء رحلة جديدة، وبالفعل بدأت رحلة منفاه فهاجر إلى شمال إفريقيا ثم الشرق ومنه إلى مكة في رحلة حج حيث تعرف على إمبراطور مالي "مانسى موسى"، والذي عرض عليه مرافقته إلى مالى والسودان الغربى.

وعرف الساحلي بكونه شاعراً وناثراً ومهندساً معمارياً بارعا حتى أصبح المعماري الخاص للإمبراطورية فصمم وشيد أول مسجد بجاو وأكبر مسجد بتمبكتو، والذي يُعرف بالمسجد الكبير وهو أحد أقدم مدارس التعليم بمالى وأعلنته اليونسكو تراثا ثقافيا، وشيد أيضا القصر الملكي مادوجو وقصر جيني الذي يقع على الحدود الحالية بين غينيا ومالي والكثير من الأعمال المعمارية على طول نهر النيجر ودمج بين أسلوبه الخاص والذي يعرف "بالفن السوداني" وبين المعمار الأندلسي الخاص ببلده الأم.

وفى عام1337م ذهب إلى مدينة فاس كسفير سلام من إمبراطور مالي، وصحب معه طلاب لتلقى العلم في معاهد العاصمة وعمل على توثيق الصلة بين سلطان مالي وسلطان المغرب المرينى أبى الحسن على.

ولد في غرناطة عام 1290م لأسرة كانت تعيش بين غرناطة ومالقة، تولى والده الكثير من المهام والوظائف الإدارية العليا عند سلاطين بنى نصر من ضمنها مهمة الموازين والتوثيق الخاص بالأسواق وتولى ابنه وظائف مشابهة حتى أصبح مستشار البلاط الملكي بقصر الحمراء.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق