فتّش عن الإخوان في 26 أكتوبر.. محاولة اغتيال عبد الناصر

الخميس، 26 أكتوبر 2017 09:10 م
فتّش عن الإخوان في 26 أكتوبر.. محاولة اغتيال عبد الناصر
اخوان
محمد أبو ليلة

 
كان عام 1954 مليئ بالحوادث السياسية الساخنة فبدأت الصراعات بين مجلس قيادة الثورة وجماعة الإخوان المسلمين، التي صدر قرار بحلها ومنع نشاطها في يناير من العام نفسه، وتبع قرار حل الجماعة عدة إجراءات تصعيدية كان أهمها اعتقالات واسعة لقيادات الجماعة.
 
 
عبد الناصر
 
 
في ذلك الوقت كان محمود عبد اللطيف وهنداوي دوير أعضاء التنظيم الخاص بجماعة الإخوان المسلمين يفكرون جدياً في قتل ثورة يوليو ورأسها "جمال عبد الناصر" الذي كان نجمه يعلو آنذاك حيث كان يشغل منصب رئيس وزراء مصر.
 
كان عبد الناصر في أول  انتصار له يظهر للشعب بعد توقيع معاهد جلاء القوات الإنجليزية عن مصر، واكتسب وقتها عبد الناصر شعبية جارفة سحبت البساط من تحت أقدام جماعة الإخوان المسلمين التي كانت تتحكم في عقول غالبية المصريين.
 
وضعت الخلية الاخوانية خطتها لاستهداف عبد الناصر، واتخذت من يوم 26 أكتوبر عام 1954 الذي كان مُقرر أن يُلقي فيه عبد الناصر خطبته للجلاء في ميدان المنشية بالإسكندرية، وفي حضور جماهيري كبير حتى لا يلفتوا انتباههم أحد.
 

محمود عبد اللطيف
دقت عقارب الساعة السابعة من مساء اليوم المنتظر، وصعد عبد الناصر على شرفة أحد القصور العالية بالميدان، "أيها المواطنون يا أهل الإسكندرية الأمجاد، أُحب أن أقول لكم ونحن نحتفل اليوم بعيد الجلاء بعيد الحرية بعيد الاستقلال، أحب أن أتكلم معكم عن الماضي وعن كفاح الماضي..  بكفاح آبائكم وأجدادكم لقد بدأت كفاحي وأنا شاب صغير في هذا الميدان".. بدأ جمال عبد الناصر حديثه بهذه الكلمات، وفجأة انقطع صوته بصوت طلقات الرصاص المتواصلة ناحيته.
 
وكان محمود عبط اللطيف هو من أطلق الرصاص في وجه "عبد الناصر"، لكنها كانت محاولة فاشلة، وفي لقاء صحفي مع أحد المتهمين في الخلية الإخوانية، خليفة عطية، قال إن مهمته وزميله أنور حافظ كانت التواجد على المنصة التي يلقي عليها عبد الناصر خطابه للشعب، وذلك لاختيار اللحظة المناسبة لإطلاق إشارة بعد عملية الاغتيال، ليتمكن محمود عبد اللطيف من توجيه طلقات الرصاص إلى عبد الناصر، في حين كلف محمد النصيري بارتداء حزام ناسف ليحتضن عبد الناصر إذا ما فشل عبد اللطيف في استهدافه. 

ثمان طلقات
وذكر "عطية" أن القدر أراد لعبد الناصر حياة جديدة إذ أطلق عبد اللطيف 8 طلقات نارية، إحداها مرت أسفل ذراعه، وأخرى اصطدمت بقلم حديد كان في جيبه وتغير مسارها إلى رأس أحمد بدر، أحد المتواجدين على المنصة، وكانت حصيلة الحادث من الضحايا مقتل 7 أشخاص وإصابة آخرين.
 
وقد اتهمت جماعة الإخوان المسلمون بارتكاب هذه الحادثة وتمت محاكمة وإعدام عددا منهم، وقد أعترف مؤخراً المتهم الثالث في القضية "خليفة عطوة" بأنهم حاولوا قتل الرئيس جمال عبد الناصر.
 
 
وفي عددها الصادر بتاريخ 2 نوفمبر 1954 ذكرت صحيفة الأهرام أنه بعد مرور أسبوع على الحادثة أن عامل بناء صعيدي يُدعى "خديوي آدم" وجد المُسدّس الذي حاول به محمود عبد اللطيف اغتيال جمال عبد الناصر بـ ميدان المنشية، فسافر من الإسكندرية إلى القاهرة سيراً على قدميه ليُسلم المُسدّس بنفسه إلى الرئيس جمال عبد الناصر بعد أسبوع من المشي على الأقدام.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق