خبيران: الوعي بفقه الدماء مفتاح تجديد الخطاب الديني (الحلقة 9)

الإثنين، 30 أكتوبر 2017 07:00 ص
خبيران: الوعي بفقه الدماء مفتاح تجديد الخطاب الديني (الحلقة 9)
تجديد الخطاب الديني
هناء قنديل

أكد خبيران في شؤون الجماعات الإسلامية، أن وعي المؤسسات الدينية الرسمية، في مصر والدول الإسلامية، بـ"فقه الدماء"، يعد مفتاح تجديد الخطاب الديني. 
 
واتفقا على ضرورة بدء الحرب الفكرية على الإرهاب، من منطلق شرح، وتفنيد مزاعم أصحاب الفتاوى المحرضة على العنف؛ وذلك عبر تحديث فقه الدماء، وتنقيته مما علق به من أباطيل لجأ إليها المرجفون؛ من أجل الترويج لأفكارهم الظلامية الضالة.
 
وقال منير أديب، الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، إن المؤسسات الدينية في مصر والعالم الإسلامي، وفي صدارتها  الأزهر الشريف، بحاجة إلى إعادة تأصيل فقه الدماء، وتنمية الوعي حول تفاصيله الدقيقة، بشكل يرسم صورة حقيقية لهذا الفقه، ترفض الفتاوى المحرضة على العنف، والقتل، التي يبرر بها قادة الإرهاب، إقدامهم على القتل  والتفجير. 
 
وأشار في تصريح أدلى به إلى "صوت الأمة"، إلى أن مواجهة انحراف الإرهابيين بفقه الدماء، يستوجب أن تكون المؤسسات الدينية على دراية  كاملة، بالطرق الصحيحة لطرح هذا الفقه للمناقشة، ضمن خطط تجديد الخطاب الديني، بما يقطع الطريق على أصحاب الفتاوى العنيفة، ويمنعهم من الوصول إلى عقول الشباب.
 
وطالب "أديب" المؤسسات العاملة في مجال تجديد الخطاب الديني، باقتحام عملي لهذه المناطق الشائكة، ومناقشتها بشفافية، ووضوح؛ من أجل كشف زيف ادعاءات أصحاب الفكر الضال، مضيفا: "آن الأوان أن يتحول الحديث النظري، التنظيري، عن تجديد الخطاب الديني، إلى واقع عملي ملموس، يقتحم القضايا الشائكة، ويواجهها بقوة تنسف أباطيل أصحاب الأفكار التكفيرية المتشددة".
 
وشدد على أن التنظيمات الإرهابية التي مرت على مصر، بدءا من جماعة الإخوان، ومرورا بالجماعة الإسلامي، والقاعدة، وأخيرا داعش، لديهم نتاج فقهي وفكري يشرعن القتل وسفك الدماء، بأبشع الوسائل الممكنة، من الذبح إلى الحرق، والرمي من أعلى البنايات الشاهق، وهو ما يحتاج إلى مواجهة فكرية صارمة تفند فقه الدماء لدى هذه الفئات المتمردة على الإسلام.
 
من جانبه قال الدكتور عبد الغني الغريب، رئيس قسم العقيدة والفلسفة‏ بكلية أصول الدين والدعوة الإسلامية، في جامعة الزقازيق‏، إن جرائم العنف التى ترتكبها العناصر الإرهابة في مصر، منذ ظهورها القبيح على الساحة، عام 1928م، تفعل ذلك باسم فتاوى ضالة، أطلقها شيوخ مضلين، أباحوا فيها إراقة دماء الأبرياء، بمزاعم كاذبة، تكفر من لا يستحق التكفير.
 
وقال لـ"صوت الأمة": "منذ ذلك التاريخ، غفل علماء الأمة عن مناظرة أصحاب الفكر الضال، ووضع أصول لفقه الدماء، وهو ما أدى لتمادي أصحاب هذه العقائد الفاسدة، إلى أن وصلنا لما نحن عليه الآن".
 
وأشار إلى أن تحريف فقه الدماء داخل الكيانات الإرهابية المختلفة، بدءًا من الإخوان، وحتى داعش، كان واضحا بشدة في أدبياتهم، وكتبهم، التي تستحل دماء الأبرياء، قبل المعارضين لهم، وأضاف: "كانت جماعة الإخوان عبر رجلها محمود الصباغ، أحد قادة التنظيم السري، الأسبق إلى تحريف فقه الدماء، عبر كتابه: "حقيقة التنظيم الخاص ودوره في دعوة الإخوان المسلمين"، الذي أباح عبره الاغتيالات السياسية، وانطلق منها إلى إباحة قتل كل من يخالف فكر الجماعة، بزعم أنه كافر، حتى وإن أدى ذلك لقتل عدد من الأبرياء أيضا.
 
ودعا أستاذ العقيدة والفلسفة، علماء الإسلام إلى شحذ همتهم؛ من أجل تفنيد وتنقية الفقه الإسلامي، من الفتاوى الدموية المنحرفة، باعتبار ذلك هو المدخل الحقيقي، لنجاح خطط تجديد الخطاب الديني.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق