معجزات.. مدراس بدون كهرباء ووزير التربية والتعليم يخترع امتحانات أوبن بوك وأون لاين

الخميس، 16 نوفمبر 2017 04:30 م
معجزات.. مدراس بدون كهرباء ووزير التربية والتعليم يخترع امتحانات أوبن بوك وأون لاين
طارق شوقي
كتب - احمد جمال الدين وريم محمود

 
* خبير تربوي: الوزير عاشق للتصريحات الوردية 
* استاذ مناهج: يجب على  الوزير النزول إلى الميدان لمعرفة الوضع الصعب بالمدارس 

 
 
لا يكف الدكتور طارق  شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني عن إطلاق التصريحات والتصورات التي تثير الجدل بين حين وآخر، وهي ذات التصريحات التي جعلت منه مادة ساخنة للسخرية على السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعي .
 
" الامتحانات في النظام التعليمي الجديد أوبن بوك".. هكذا أعلن الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، عن رؤيته بخصوص تطوير نظام الامتحانات التي تعتمد على " الكتاب المفتوح"، موضحا أنه سيتم مع تطبيق النظام التعليمي الجديد.
 
الدكتور كمال مغيث الخبير التربوي، أكد أن طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني يعتمد على إطلاق التصريحات المثيرة للجدل والتي تفتقد للرؤية الصحيحة ولا تستند على أساس علمي حقيقي.
 
وأوضح مغيث: أن الحديث عن امتحانات "اوبن بوك "، تصطدم بعدة عراقيل كان يجب على شوقي معالجتها قبل التفرغ للتصريحات، مؤكدًا أن " اوبن بوك هي محطة وصول وليست قيام".
 
الكتاب المقدس
قال كمال مغيث إن المعلمين داخل المدارس لديهم عقيدة أن الكتاب مقدس، يتم الالتزام به، موضحا أن تغيير طريقة الامتحانات ترتبط بشكل كبير بطريقة تغيير تفكير المعلمين، الذين نشأ عدد كبير منهم على التعامل مع التعليم على أنه خطة زمنية فقط لإنهاء المناهج يعمل على انجازها بسرعة شديدة حتى لا يتعرض للجزاء من جانب رؤسائه .
 
 البعد عن الحفظ والتقين
 
قال الخبير التربوي أن طريقة الكتاب المفتوح تعتمد على إعمال العقل ونظرية البحث والتحليل والأسلوب النقدي بدلا من أسلوب الحفظ والتلقين والإجابة النموذجية.
 
ضعف الإمكانات في المدارس
 
طالب مغيث بإلغاء الكتب الإلزامية وفتح المجال أمام البحث عن المعلومة في المراجع المختلفة ، من خلال مكتبات المدارس وهو ما لا يمتلكه عدد كبير من المدارس التي تعاني من ضعف البنية الأساسية وهو ما عبر عنه بقوله "فيه مدارس من غير كهربا ".
 
الوضع المادي الصعب للمعلمين
 
أكد الخبير التربوي أن معاناة عدد كبير مع الظروف الحياتية الصعبة في ظل الارتفاع الأسعار والتي لا تتناسب مع الدخول " الرواتب" التي يحصلون عليها يدفع عدد كبير منهم إلى البحث عن عمل آخر سواء خلال اليوم الدراسي بالاعتماد  إنهاء المنهج بأي وسيلة حتى يتفرغ لعمله  الأخر. 
 
وقالت محبات أبو عميرة أستاذ المناهج وطرق التدريس بجامعة عين شمس، أن تصريحات الوزير  بخصوص تطوير التعليم وتحديدا فيما يتعلق بجزئية تغيير شكل الامتحانات بالاعتماد على " الكتاب المفتوح" ومن قبلها حديثه عن وضع الأسئلة وتصحيحها عن طريق "الأون لاين" خطوه جيدة ومطبقة في كل دول ولكن الاعتراض الحقيقي على زمن التطبيق.
 
مؤكدة أن هذا النظام سوف يطبق في سبتمبر 2018 أي بعد عام من الآن والوقت غير كافي لتأسيس  أو تأهيل  المدارس، بالإضافة إلى أطراف المنظومة التعليمية نفسها المعلمين والطلاب الحكومية، مطالبة الوزير بتطوير المدارس في القري والنجوع والعشوائيات، مؤكدة أن إذا قام الوزير بتطبيق هذه الفكرة علي المدارس الخاصة والدولية فقط سيكون ذلك مخالفة صريحة للدستور..
 
وأوضحت أستاذ المناهج التربوية في تصريحات خاصة لـ" صوت الأمة"، أن قرار الوزير ينقصه أخذ أراء وخبرات الكيانات الشرعية مثل البرلمان والمجلس الاعلي للتعليم قبل الجامعي، مؤكدة أنه يجب علي معاونين الوزير النزول إلي الميدان والواقع لمعرفة آليات المدارس إذا كانت مؤهلة لهذا القرار أم لا.
وقالت " قرار قبل الحوار وشوقي سوف يصطدم بالواقع "، ونبهت محبات لتجربة" الأوبن بوك"، قد فشلت في الجامعات بسبب أنه لا يوجد أى مراجع للطلاب يرجعون إليها ولا تعرف مدي إمكانية نجاحها بالمدارس.
 
وكانت صفحة "ثورة أمهات مصر باسم أولياء الأمور"، على موقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك" طالبت في بيان لها أمس، بضرورة عقد جلسات مؤتمر حوار وطني لطرح كافة الأفكار والخطط ورؤية الوزارة حول نظام الثانوية العامة الجديد المزمع تطبيقها من العام القادم، وذلك بعد الانتهاء من وضع الرؤية والخطة كاملة وقبل بدء التطبيق.
 
وقال أولياء الأمور في مذكرة مطالبهم: "أصبح الأمر غير معلوم لدى أغلبية الرأي العام لندرة المعلومات وقلة المعرفة وسط تداول سيول من المعلومات المغلوطة بشكل يومي تؤدي لإثارة الرأي العام ثم القيام بتكذيبهم مما يشكل فوضى عارمة و بيئة خصبة لإطلاق الشائعات".
 
كما طالبوا بعقد ورش عمل و نماذج محاكاة لما تنوي الوزارة القيام به قبل عقد جلسات الحوار الوطني لمناقشته و وضع الضمانات التي تضمن نجاح أي تجربة قبل تطبيقها على أن تشمل الدعوة للمؤتمر جميع أطراف العملية التعليمية والمجتمعية ( طلاب وأولياء أمور ومعلمين وخبراء ومتخصصين )، من منطلق حق المواطن في المعرفة وحق تداول المعلومات بنصوص القانون وما يكفله الدستور.
 
وأكد أولياء الأمور، على أن ما تم تداوله من أفكار و معلومات على رفض نظام الثانوية العامة الجديد، يأتي بسبب إعلان الوزارة عن تطبيق هذه الافكار من العام القادم دون النظر إلى آراء الرأي العام الرافض لتلك الأفكار التي تخلو من ضمانات النجاح والتطبيق السليم، طبقا لهم، قائلين: "النظام الجديد  يمثل هلع و رعب لدى ولي الأمر من عواقب التجربة في سنوات مصيرية دون النظر لعواقب فشل التجربة ومدى تأثيرها علي مستقبل الطلاب"."
 
ووجه أولياء الأمور، في مذكرتهم عدة أسئلة من بينها: "كيف نتحول من نظام تعليمي قائم على الحفظ والتلقين لنظام قائم علي التكنولوجيا دون تمهيد وإعداد لتجربة التطبيق؟، وكيف يتم التطبيق في ظل وجود طالب ومعلم اعتاد على نظام المعرفة المقتصر على معلومات من خلال كتاب و نظام تقويم موحد، وكيف نضمن نجاح تجربة هي فريدة من نوعها لم تطبق في أي نظام تعليمي حول العالم وفقا لتصريحات الوزير؟، وما البدائل المطروحة من الوزارة في حال فشل التجربة مع بداية التطبيق وطرق علاج الخلل أم سيتحمل الطلاب نتيجة فشل التجربة؟، وما مدى تطابق المناهج الحالية وطرق التدريس الحالية وتوافقها مع التطبيق باستخدام التكنولوجيا الحديثة؟.".
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق