"تنبيه سياسي" يحذر من استمرار دعم إيران لداعش والجماعات الإرهابية

الإثنين، 20 نوفمبر 2017 07:00 ص
"تنبيه سياسي" يحذر من استمرار دعم إيران لداعش والجماعات الإرهابية
مباني سوريه .. ارشيفيه
محمد الشرقاوي

نشر معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، قراءة بحثية عن "ما بعد تجنب النزاع في سوريا"، للباحث أندروجيه تابلر، زميل برنامج معهد واشنطن حول السياسة العربية، تناول فيها سيناريوهات التوافق الأمريكي الروسي حول دمشق ومرحلة ما بعد داعش.

"تابلر" هو مؤلف كتاب "في عرين الأسد": رواية شاهد عيان عن معركة واشنطن مع سوريا"، قال إنه كان من الضروري نشربيان مشترك حول محادثات السلام بين الولايات المتحدة وروسيا بشكل سريع ، وذلك للتأكد من أن الوجود الإيراني المتزايد في البلاد لن يزيد من عودة الجهاديين.

وحدد الباحث عدة عوامل تزايد احتمالية حدوث اشتباكات إيرانية إسرائيلية في المستقبل ، تعيق الاستقرارالوطني وتعززالظروف التي أتاحت تنامي تنظيم داعش في المقام الأول في سوريا، حال لم يتم التوافق الدولي عليها.

وأشارت القراءة البحثية تحت عنوان "تنبيه سياسي" إلى أنه في الحادي عشر من نوفمبر الجاري، أصدر الرئيس ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين بيان مشترك حول سوريا، من مدينة دانانج الفيتنامية، أعربا فيه عن رضاهما عن المساعي المشتركة التي بذلت مؤخرًا لتجنب النزاع القائم في سوريا.

وذكر البيان أن هذه المساعي سرّعت بشكل كبيرفي هزائم تنظيم داعش على أرض المعركة خلال الأشهرالأخيرة، ليستعرض بعد ذلك سلسلة من الخطوات التي بدأت شهر يوليو الفائت بهدف حسم الحرب السورية.

وأوضح الباحث أنه لم تتم معالجة أي من الظروف التي أدت إلى نشأة التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها الدعم الإيراني للأنظمة، مضيفًا أن التواجد الأمريكي سيكون مستمرًا حتى نهاية التنظيم الإرهابي، وهو ما أشار له وزير الدفاع الأمريكي جايمس ماتين.

وقال وزير الدفاع إن الولايات المتحدة ستحرص على تأمين الظروف للحل الدبلوماسي، مضيفًا  أن الهدف على المدى القصير يتمثل في نزع السلاح من منطقة ومن ثم نزعه من منطقة أخرى، والاستمرار على هذا المنوال ومحاولة اتخاذ الخطوات التي تسمح للناس بالعودة".

وعن وجود الميليشيات المدعومة إيرانيًا في شرق سوريا، قال الباحث إن المسائل الاستراتيجية تحجب آفاق التسوية الدبلوماسية المستدامة، حيث تتعارض المصالح الأمريكية مع وجود أكثر من 80 بالمائة من الميليشيات الداعمة لبشارالأسد والمدعومة من الحرس الثوري الإيراني متواجدة في شرق سوريا وهو ما يتعارض مع الأزمة الأمريكية الإيرانية.

ونبه الباحث إلي أنه من الحكمة ، أن تتجنب الولايات المتحدة، خوض أي شكل من ضروب الحرب مع روسيا، إلا أنه لا يجدربالسياسة الأمريكية أن تسمح لروسيا بإحكام القبضة الإيرانية على سوريا، فالفيديوهات التي تصوّرالميليشيات الشيعية وهي تحررمدينة البوكمال الحدودية ذات الغالبية السنية الساحقة كانت محط إشادة من قبل وزارة الدفاع السورية، باعتبارها انتصارًا جديدًا يحققه الأسد في محاولته استعادة "كل شبر" من الأراضي السورية، أي بمعنى آخر تحقيق نصر عسكري كامل.

وأوضح الباحث أن اتفاقية تخفيف حدة التصعيد الموقعة بين موسكو وواشنطن وعمان الأردنية في السابع من يوليو الماضي، هي التي فتحت الباب أمام الرئيس الأسد وإيران – لا أمام المعارضة المعتدلة – لقيادة المعركة ضد "داعش"، إضافة إلى أن تراجع الدعم العسكري الأمريكي للمعارضيين نتيجةً لتلك الاتفاقية أدّى إلى الحد من إراقة الدماء وتحسين إمكانية نفاذ المساعدات الإنسانية إلى تلك المنطقة.

وعن الانتخابات السورية والدور الأمريكي، أشارالباحث إلى أن البيان المشترك في الحادي عشرمن نوفمبردعا إلى انتخابات حرة وعادلة، تحت إشراف الأمم المتحدة، تستوفي أعلى معايير الشفافية الدولية وتشمل جميع السوريين بمن فيهم الجالية المؤهلة للمشاركة في الانتخابات،  لافتا أن المشكلة هي أن القانون الذي يرعى الانتخابات السورية لا يجيزحاليًا التصويت إلا للمواطنين الحاملين تأشيرات خروج صالحة، أولأقلية من المواطنين الذين لاذوا بالفرارخارج الحدود السورية خوفًا على حياتهم.

أضاف أنه يجب على واشنطن أن تضغط على موسكو، لحث حليفها السوري على اعتماد قانون انتخابات تحرري، يتيح لكافة المواطنين السوريين في بلدان الاغتراب أن يشاركوا في التصويت، وفيما تشارف جولة جديدة من محادثات جنيف على الانطلاق في 28 نوفمبر، في أعقاب لقاء للمعارضة في الرياض، ينبغي على الولايات المتحدة أن توضح أنها لن تؤيّد أي عملية انتخابية يشارك فيها الأسد،  بما أن هذا التأييد يمنحه ضمنًا الشرعية، وإلا كان فوزالأسد مضمونًا وحافظت إيران على مكانتها القوية في البلاد.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة