خلاصة الكلام.. أحمد فؤاد نجم (بروفايل)

الإثنين، 04 ديسمبر 2017 02:53 م
خلاصة الكلام.. أحمد فؤاد نجم (بروفايل)
أحمد فؤاد نجم- أرشيفية
صابر عزت

على إحدى مقاهي وسط البلد -منطقة البورصة- يلتف العشرات حول طاولة صغيرة، يعتليها رجلا بلغ من العمر أرذله، ملامح العجز والكبر تملئ وجه، وملابس المهترية -الجلباب البلدي القديم- لا توحي بأهمية عجوز المقهى.
 
ومابين تهليل المحيطين به، وصيحات الإعجاب، ترتفع يد العجوز مهللة ومعبرة عن بعد الجمل الإبداعية التي يتفنن بها: "أنا مابخفش وحفضل أقول.. كلمة حق عليها مسؤول.. إن الريس راجل طيب وبشعبه دايماَ مشغول"، أنه الراحل أحمد فؤاد نجم -فاجومي مصر- صاحب المقام الرفيع واحد أباطرة الشعر العامي.
(23 مايو 1929).. إنها ليلة مولد شاعر العامية الأبرز، أحمد فؤاد نجم، وبالتحديد في قرية "كفر أبو نجم"، بمحافظة الشرقية، رجل اعتاد الظهور في المناسبات العامة وعلى شاشات التلفاز، بملابسه العادية -الجلباب والخف- وكأنه يقول لن اتغير مهما حدث فأن أعشق شعبية مصر.
 
أحمد فؤاد نجم، والذي يعتبر أحد أهم شعراء العامية في مصر، وأحد ثوار الكلمة، كما يعتبر اسم بارز في الفن والشعر العربي ولقب بـ"الفاجومي المصري" سجن عدة مرات.. بسبب لسانه السليط وقلمه الذي لم يغشى كتابة الألفاظ النابية والتهكم على الجميع، فقد بدأ "الفجومي" جولات انتقاده، مع الراحلة أم كلثوم، في زجل بعنوان "كلب الست"، وكان هذا في بداية حياته وشهرته في مجال الشعر العامي.
 
كما استكمل مشواره الناقض مع العديد، من نجوم عالم الفن، ورجال السياسة، كان أبرز من انتقدهم أحمد فؤاد نجم، هو الرئيس الأسبق محمد حسن مبارك، في قصيدة بعنوان "كانك مافيش".
 
"الفاجومي".. هو الاسم الذي لقب به أحمد فؤاد نجم، بعد مجموعة كبيرة من الأعمال، جمعت بينه وبين الملحن والمطرب لأعماله الشيخ إمام، حيث تتلازم أشعار نجم مع غناء إمام لتعبر عن روح الاحتجاج الجماهيري الذي بدأ بعد نكسة 1967.
 
حياة أحمد فؤاد نجم، عادية للغاية، فهو ينتمي إلى أسرة بسيطة، كانت تعمل في الزراعة، إلا أنه كسر الأعراف والتقاليد وقرر أن يكون شاعرا عوضا عن أن يستكمل مسيرة أهله في الفلاحة، وتزوج العديد من المرات وله ثلاثة بنات هم: "عفاف، ونوارة" وزينب".
 
أولها من فاطمة منصور، أنجب منها "عفاف"، وأشهرها زواجة من الفنانة "عزة بلبع"، والتي كان قد كتب لها زجلا بعنوان: "بلدي وحبيبتي"، والكاتبة صافيناز كاظم، التي أنجب منها "نوارة" نجم تعمل بالمجال الصحفي. وكانت زوجته الأخيرة هي السيدة أميمة عبد الوهاب، وأنجب منها "زينب".
 
توفي أحمد فؤاد نجم، (3 ديسمبر 2013) عن عمر يناهز 84 عاما، بعد عودته مباشرة من العاصمة الأردنية عمان، التي أحيى فيها آخر أمسياته الشعرية برفقة فرقة الحنونة بمناسبة ذكرى اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. وقد تم تشيع الجثمان من مسجد الحسين بمدينة القاهرة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق