نصرناك يا قدس بالسوشيال ميديا

الخميس، 21 ديسمبر 2017 08:17 م
 نصرناك يا قدس بالسوشيال ميديا
أحمد نجيب كشك يكتب :

هاجت الدنيا وماجت بعد الاعتداء الوقح والصارخ من أمريكا وإعلان ترامب القدس عاصمة للدولة اللقيطة إسرائيل وهو بذلك يمثل بلطجي خلع ملابسه في الشارع ولم يجد من يرده أو ينكر عليه رغم موقف جميع دول العالم الرافضة لقراره والمنكره له وخاصة مصر بقيادتها الرشيدة والحكيمة.

ولقد وعدنا الله عز وجل بتحرير المسجد الأقصى من يد اليهود وهذه عقيدة راسخة وثابتة في قلب كل مسلم لا شك فيها،لكن المشكلة أننا لم نعي ونفهم ونتدبر كلام ربنا تبارك وتعالى في إخباره لنا عن نوعية المسلمين الذين سيقومون بهذه المهمة ومتى يكون ذلك،فالله عز وجل قد خاطب اليهود في كتابه قائلا:" بَعَثنَا عَلَيكُم عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأسٍ شَدِيدٍ"فالتمكين في الأرض والنصر وتحرير المسجد الأقصى لن يكون أبدا إلا بهذه الشروط (عبادا لنا ، أولي بأس شديد) وهذا الوصف ما زال المسلمون في الحقيقة أبعد ما يكونون عنه.

ولو نظرنا لحالنا في الوقوف مع قضية القدس  في الأيام السابقة تجد العجب العجاب،فقد نصرك المسلمون يا قدس ولكن نصروك بالشجب والاستنكار والمؤتمرات!!نصروك يا قدس بالتهييج على الحكام والخروج على ولاة الأمور وتكفيرهم ومن ثم ضياع وتخريب البلاد وتدمير جيوش دول الإسلام !! نصروك يا قدس حينما حمل علينا بعض أبنائنا السلاح فأعطوا ظهورهم لليهود وقتلوا جنود المسلمين في سيناء وغيرها!!نصروك يا قدس بتكفير المسلمين واستحلال دماء الأطفال والنساء والشيوخ والمصلين حتى في بيوت الله!!نصروك يا قدس حينما استحلوا أموال ودماء المعاهدين والمستأمنين من أهل الكتاب ممن لهم عندنا ذمة وعهد!!نصروك يا قدس بالمظاهرات والهتافات والشعارات البراقة وحرق الأعلام والماكيتات وتغيير صور البروفايلات على السوشيال ميديا ثم نعود وقد أضعنا الصلوات لننام من شدة التعب والإرهاق وتخلوا المساجد من المصلين!!نصروك حينما لم يخرجوا زكاة الأموال والصدقاتا كما أمرنا ربنا ورضي بعضهم بالربا أضعافا مضاعفة!!نصروك حينما ابتعدوا عن تعاليم الدين وانحدرت الأخلاق وساءت المعاملات!!نصروك حينما استبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير وسهروا أمام الأفلام والمسلسلات وضيعوا صلاة الفجر!!

إن معصية واحدة لله عز وجل كفيلة بهزيمتنا أمام أعدائنا وهذا واقع ملموس ومشاهد،وعلى سبيل المثال لا الحصر رأينا كيف انهزم "الصحابة"في غزوة أحد وبينهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأوذي ايذاءا شديدا وكان السبب مخالفة واحدة عن أمره،ورأينا كيف انتصر المسلمين على الصليبيين بقيادة صلاح الدين الأيوبي بعدما حرر وطهر الأزهر الشريف من دنس الشيعة وأذنابهم وصحح عقيدة المسلمين من التشيع إلى السنة.

إن النصر والتمكين وتحرير القدس الشريف يحتاج منا أن إلى إعادة نظر فيما نقدمه من تضحيات لأجله،وأن نبحث عن المنطقة الوسط المعتدلة في الإسلام التي قال الله تعالى عنها:"وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا

والتخلص من حالة النقيضين التي نعيشها والتي تتمثل في تفريط بالبعد عن منهج الله في العقيدة والأخلاق والعبادة والمعاملات، وإفراط في الشدة والغلظة والتطرف والإرهاب وتكفير المسلمين ، ويجب أن نوقن بأن التغيير لن يكون من أعلى كما يصر بعض الناس وإنما من الأسفل وهذا ليس من كلامي ولا جعبتي وإنما من كلام رب العالمين حيث قال:"إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ"وكما قال الشاعر:((يا ناطح الجبلَ العالي ليَكْلِمَه**أَشفق على الرأسِ لا تُشْفِق على الجبلِ،كناطحٍ صخرةً يوماً ليوهنَها**فلم يَضِرْها وأوهى قرنَه الوعِلُ))،وحتى نصل إلى ذلك سيظل القدس أسيرا حزينا في الانتظار،نسأل الله تعالى أن يرد المسلمين إلى منهج الإسلام الوسطي الصحيح وأن يعجل بتحرير وتطهير القدس من دنس اليهود.

 

 

 

تعليقات (1)
اللهم حرر المسجد الأقصي
بواسطة: وسام
بتاريخ: الخميس، 21 ديسمبر 2017 08:40 م

فعلا أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا بأنفسهم اللهم ردنا إليك ردا جميلا

اضف تعليق