صلاة المصريين باطلة

الإثنين، 15 يناير 2018 08:04 م
صلاة المصريين باطلة
محمد الشرقاوي يكتب..

لا أملك صكوك الغفران كي أدخل الجنة من أشاء، ولا نبي لأحكم بالقبول في الصلاة لأحد دون الآخر، ولكنها مخافة من البطلان، الأمر جد خطير، فبعض ضعاف الإيمان هجر المساجد لانهماك الآئمة في أخطائهم، وعدم قبولهم النصيحة من أحد بدعوى أنهم الوحيدون الموكل له الوقوف في قبلة الصلاة.

السيد الدكتور محمد مختار جمعة، علمتومنا في محاريب العلم أنت والسادة علماء وأساتذة الأزهر الشريف ضوابط الصلاة الجهرية والإمامة، ووضعتم لنا شروطًا لا نخرج عنها، وخلال 10 أعوام هي مدة دراستي في الأزهر لـ"الفقه" وأحكام الصلاة والعبادات، كنتم فيها تجازونا إن أخطأنا في حديث رسول الله والذي رواه الإمام مسلم في صحيحه برقم (2373) عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ، فَإِنْ كَانُوا فِي الْقِرَاءَةِ سَوَاءً فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ، فَإِنْ كَانُوا فِي السُّنَّةِ سَوَاءً فَأَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً، فَإِنْ كَانُوا فِي الْهِجْرَةِ سَوَاءً فَأَقْدَمُهُمْ سِلْمًا وفي رواية فَأَكْبَرُهُمْ سِنًّا، وَلَا يَؤُمَّنَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فِي سُلْطَانِهِ، وَلَا يَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ عَلَى تَكْرِمَتِهِ إِلَّا بِإِذْنِهِ).

اليوم سيدي الوزير لا يؤم القوم أقرؤهم بل يؤمهم مقيمي الشعائر، والمؤذنيين دون الآئمة الذين اخترتموهم، وفق اختبارات أنتم من حددتموها، الجمعة الماضية وفي إحدى مساجد قرى دمياط، وقف إمام في صلاة العشاء علمت أنه "مقيم شعائر المسجد" يقرأ من سورة "طه" لا يعلم فواصل الآيات بل يوصلها جميعًا وجميع مخارجه "بايظة" ونطقه في الآيات غير صحيح، لا تستسيغه أي أذن، وما بالك إن كانت تحفظ القرآن.

الإمام يجهل رسم المصحف بنوعيه المدني والعثماني، ويصر على إمامة المصليين.

الله سيجازيهم على اجتهادهم لكن من حقنا أن نصلي صلاة صحيحة، نستمتع بتلاوة القرآن ونحفظ ورائهم الآيات، فمنهم لا يصلي بكامل نشاطه، ولا يعلم حديث رسول الله، الذي ورد في الصحيحين "البخاري ومسلم" والذي رواه أنس رضي الله عنه قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا حبل ممدود بين الساريتين فقال: ما هذا الحبل؟ قالوا: هذا حبل لزينب فإذا فترت تعلقت فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا حلوه ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليقعد.

لا يصلون نشاطهم سيدي الوزير، لكنهم يستندون إلى الجدر. الأمر متكرر في محافظات مصر، فغيري الكثير يبحثون عن مساجد يحسن آئمتها الصلاة والقراءة وغيري الكثير يقدر الجهود التي بذلتموها لمنع سيطرة الجماعات المتطرفة على المساجد، لكنه يرفض الآئمة الذين وكلتم لهم.

علمتمونا أن اللحن الجلي المخل بالمعنى يبطل الصلاة، الأكثرية منهم لا يعلمون القواعد الفقهية التي تقول ذلك.

ألا علمتوهم أن هناك قاعدة تقول إذا اللحن في فاتحة الكتاب جليًا فإنه يبطل الصلاة، فإذا كان نطق كلمة الحمد خاطئًا، فإنه يعد تلاعب وخطأ مخل بالمعنى، وزيادة في حروف الكلمة، فلا تصح الصلاة معه، وهو ما قاله في الإمام النووي في المجموع: "إذا لحن في الفاتحة لحنا يخل المعنى بأن ضم تاء أنعمت أو كسرها، أو كسر كاف إياك نعبد، أو قال: إياء بهمزتين لم تصح قراءته وصلاته إن تعمد، وتجب إعادة القراءة إن لم يتعمد".

وفي حاشية الشرواني على تحفة المحتاج في الفقه الشافعي: قوله: ( فإن غير المعنى الخ ) خرج به ما لو لحن لحنا لا يغير المعنى كفتح النون من مالك يوم الدين، فإن كان عامدا عالما حرم ولم تبطل به صلاته، وإلا فلا حرمة ولا بطلان، ومثله فتح دال نعبد، ولا تضر زيادة ياء بعد كاف مالك، لأن كثيرا ما تتولد حروف الإشباع من الحركات ولا يتغير بها المعنى.

أرى أنه من الواجب تعليم الآئمة أن بين يديهم مسؤولية يهرب الصالحون منها، علموهم أن الصلاة ستحاجهم أمام الله، علموهم أن عندهم أخطاء يسمعون من الناس صحيحها وألا يتعاملوا معهم على أنهم معصمون بأمر الوزير.

لكل المصليين لا يصح أن تصلوا خلف إمام يخطأ في قراءته، لا تصلوا ورائهم لأن صلاتكم خلفه إقرار منكم بالإمامة فيغترّ بكم غيركم، بل علموا الآئمة صحيح الدين وانصحوهم بالمعروف، فإن استجاب فله الشكر، وإلا وجب إبلاغ إدارات الأوقاف بهم لا تتركوهم يعبثوا بأذانكم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق