الثورة الإيرانية.. مدافع "أية الله" انطلقت من هناك (تقرير)

الأحد، 11 فبراير 2018 07:30 م
الثورة الإيرانية.. مدافع "أية الله" انطلقت من هناك (تقرير)
الثورة الإيرانية
كتب- محمد ابو ليلة

انقضى وقت طويل، قبل أن يدرك  شاه إيران الأسبق محمد رضا بهلوى، ومن حوله التغيير الذي طرأ على بلادهم في سبعينيات القرن الماضي، ولم يشعر الشاه بضرورة التغيير بعدما علت أصوات المعارضين له ولحكمه إلا في عام 1977 حينما عين رئيساً جديداً للوزراء.
 
لكن إيران كانت وقتها فوق بركان كبير، حيث  كان هناك تزمر شديد في الشارع الإيراني ضد الشاه وحاشيته، وكان لرجال الدين الشيعة تأثير كبير على المجتمع الإيراني حيث أظهروا أنفسهم في البداية قوة سياسية قوية، كان زعيم أية الله الخميني الذي عارض الشاه  بشدة وظل منفياً خارج البلاد لكن أتباعه كانوا يزدادون يوماً بعد الأخر.
 
الثورة الإيرانية (1)
 
 
كانت هذه مقدمات لذروة الأحداث في طهران وباقي المدن الإيرانية، ففي مثل هذا اليوم 11 من فبراير من عام 1979، انهار بشكل نهائي حكم الشاه، بعدما عاد أية الله الخميني من المنفى في أوائل فبراير، متلقيا ترحيبات عدة ملايين من الإيرانيين، بعدها شرع أية الله الخميني في تأسيس الجمهورية الإسلامية في إيران وحاول العمل على مد الثورة أو ما سُمي تصدير الثورة إلى المناطق المجاورة، ويرى البعض أن قيام الحرب العراقية الإيرانية كانت من نتائج تلك السياسة، وكذلك الحرب الأهلية الأفغانية.
 
 
لكن هذه الثورة كانت لها تبعات وانتقادات واسعة، خصوصاً أنها جاءت بحكم رجال الدين، وأصبحت ولاية الفقيه شيء لا يمكن إنكاره في إيران.
 
 
الثورة الإيرانية (2)

 
مشاكل الثورة الإيرانية
في كتابه "مدافع أية الله"، يؤكد الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، أن الثورة الإيرانية ضيعت سنة كامة في مشكلة الرهائن الأمريكيين تحت شعار "إذلال الولايات المتحدة الأمريكية" والتي تعتبر أعدى أعدائها، ووحجمت الثورة نفسها في معارك مع الأكراد والأذبيجانيين والبالوش وهم من مواطنيها وفي التناقض بين الجماعات الثورية وبين المؤسسات الدائمة وجدت الثورة نفسها عاجزة حتى عن حماية قادتها.
 
"لقد تصورت مثلاً أنها تستطيع أن تحل جهاز الأمن السياسي وتحرق ملفاته، ولكنها عندما بدأت تواجه أعدائها وجدت نفسها بغير معلومات، بغير ذاكرة، وتصورت مثلاً أنها ليست في حاجة إلى إدارة ولكنها اكتشفت أنها غير قادرة على التخطيط والتنفيذ في أي مجال من المجالات".. يقول هيكل.
 

هيكل والخميني

قبل إندلاع الثورة الإيرانية بعدة أشهر كان هيكل قد تقابل مع زعيم الورة أية الله الخميني في باريس، وبعدها ك تب هيكل مقالاً صحفياً في جريدة الصانداي الإنجليزية قال فيه  أن الخمييني يبدوا كرصاصة  انطلقت من القرن السابع واستقرت في قلب القرن العشرين.
 
حيث بدى الخميني لهيكل وقتها شكلاً وموضوعاً شخصية من شخصيات الفتنة الكبرى في الإسلام، عادت إلى الحياة بمعجزة لتقود معسكر "علي" بعد انتصار الأمويين وبعد مصارع الشهداء من أل البيت، وبعد ثلاثة عشر قرناً من الزمان أوصلتنا بعد مسيرة تاريخية  طويلة وشاقة إلى عصر الصراع بين الشيوعية والرأسمالية والسباق على الأسلحة النووية والمنافسة للسيطرة على الفضاء وفض أسرار الخلايا.
 
في معطيات الثورة الإيرانية وبدايتها أخذت الناس على حين غرة فقد كانت الحكومات والجماهير وقتها تكتفي بان تنظر إلى إيران على انه  جزية من الاستقرار وسط منطقة يشوبها العنف وتتسم بالتفجير وذلك هو الوصف الذي وصفه الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر.
 
كما أن الاضطرابات التي أدت إلى إقصاء الشاه عن عرشه وقيام نظام إسلامي بعده بقيادة عدوه اللدو أيه الله الخميني لم تكن ظاهرة منعزلة وإنما  كانت أخر فصل في عملية تاريخية طويلية تعود جذورها إلى الميراث القومي والديني للشعب الإيراني.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق