رحلة المرأة عبر الحضارة من "مقدسة" إلى "ناقصة عقل و دين "

السبت، 17 فبراير 2018 03:00 م
رحلة المرأة عبر الحضارة من "مقدسة" إلى "ناقصة عقل و دين "
رامى سعيد

منذ فجر وعي الانسان بذاته والعالم، ارتبط فكرة الوجود الحي بالدم، فقد عرف الإنسان الأول أن هذا السائل الأحمر وهو السر في حياة كل حيوان وإنسان، فما دام الدم يجري فيه، فهو حي، وإذا جري منه ونزف بالكامل مات فالدم عنده سر الحياة، ولما كانت المرأة تحيض ويخرج من بطنها الدم بانتظام ويستدير بطنها بالولادة فيخرج من أحشائها أطفالا ويدر ثيديها باللبن، بدأ النظر إلى الأنثي باعتبارها الكائن الغامض السحري الذي هو محل اسرار الحياة والوجود الدائمة. يوسف زيدان – رواية ظل الأفعي.
 
 
NB-125396-635598769397213538
 
"الالهة كانت انثي"
 
فيما تقول الكتابة الروائية الدكتورة نوال السعداوي فى كتابها "الأنثي هي الأصل" على نحو أكثر تفصيلا : " في الفترات الأولى من حياة الانسان الطبيعية البدائية، في تلك العهود كان الإنسان طبيعيًا، أي أنه كان يعيش حياته كما هي، ويتصرف تلقائيًا وفق رغباته ومشاعرة وتفكيره، ولم تكن الإديان ظهرت بعد وفصلت بين الحلال والحرم ولم يكن علم الفلسفة قد ظهر وظهر معه الفلاسفة الذين فصلوا بين جسم الانسان والعقل فى تلك العهود أدرك المجتمع الانساني أن الأنثي بالطبيعة هي أصل الحياة بسبب قدرتها على ولادة الحياة الجديدة فاعتباروها أكثر قدرة من الذكر وبالتالي أعلى قيمة. ومنها سادت الفكرة فى تلك العهود أن الآلهة أنثي، وأنها آلهة الاخصاب الولادة والوفرة والخير وكل شىء مفيد، ويجمع علماء التاريخ والانثروبولوجيا فى العالم على أن المجتمعات الانسانية البدائية كانت للأنثي قيمة إنسانية واجتماعية وفلسفية أكثر من الرجل البدائي، وكانت هي الأصل والعصب وهي التي ينسب إليها أطفالها.
 
وتشير السعداوي، إلى أن الحضارة المصرية القديمة ساوت بين الرجل والمرأة بل كانت تصل إلى مرتبة الإله وكان يقدم إليهن القرابين وتقام لأعيادهن حفلات رائعة منهن إلهة العدل، وإلهة الحقول وإلهة السماء وإلهة الكتابة وإلهة الحصاد وإلهة الحب والجمال والخصب وإلهة السرور والموسيقى. 

"مكانة المرأة في الحضارة الفرعونية أرقى من وضعها الآن" 
 
كما يقول ويل ديورانت فى موسعته قصة الحضارة، عن حقوق المرأة فى الحضارة الفرعونية: " كان مركز المرأة عندهم أرقى من مركزها عند كثير من الأمم هذه الأيام. وفي ذلك يقول ماكس ملر: " ليس هناك ثمة شعب قديم او حديث قد رفع منزله المرأة مثل ما رفعها سكان وادي النيل، فالنقوش تصور النساء يأكلن ويشربن بين الناس ويقضين ما يحتجنه فى الشوارع من غير رقيب عليهن ولا سلاح بايديهن، ويمارسن الاعمال الصناعية والتجارية بكامل حريتهن، وكان النساء يورثن، كما تشهد بذلك وثيقة من اقدم وثائق التاريخ، وهي وصية من عهد الاسرة الثالثة توصي فيها نب –سنت باراضيها لابناءها.
 

المرأة السومرية تقرر من يرثها وتتاجر 
 
ويتطرق ديورانت فى موسعته قصة الحضارة إلى  حضارة السومريون التي كانت المرأة تسمو أحيانًا إلى مرحلة الملكة فقد كان من حقها أن تقرر من يرثها بعد وفاتها، وكان لها من الحقوق على أولادها ما لزوجها نفسه وإذا غاب وإذا غاب زوجها ولم يكن لها ابن يقيم معها كانت تدير هي المزارع كما تدير البيت، وكان لها ان تشتغل بالاعمال التجارية مستقلة عن زوجها، وأن تحتفظ بعبيدها أو تطلق سراحهم. 
 

"مفاهيم دينية حطت من شأن المرأة" 
 
من المفارقات المدهشة ان سبب تقديس المرأة فى القدم هو ذات السبب الذي قلل من شأنها وهو الحيض ففى بعض التفاسير والتعاليم فى الديانة اليهودية فالمرأة الحائض والنفساء محرمة على رجلها لمدة سبعة أيام. ونجاستها تلوث وتفسد الأشياء التي تجلس عليها. كما أن الرجل يصبح نجسا بمجرد ما يلامسها أو يمسك بالفراش الذي جلست عليه. هذه النجاسة تزول عن الرجل مع حلول المساء، كما أن الرجل الذي يجامع امرأة نجسة، يصبح هو الآخر نجسا لمدة سبعة أيام. أيضا، تكون المرأة نجسة بعد الولادة لمدة سبعة أيام في حالة ولادة مولود ذكر. وعليها أن تبقى ثلاثة وثلاثين يوما إضافية دون لمس أي شيء مقدس، أو تدخل أماكن مقدسة طوال هذه الفترة. وفي حالة ولادة الأنثى، تظل المرأة نجسة أربعة عشر يوما، ثم ستة وستين يوما إضافية، ما معناه ثمانين يوما على هذا الحال السابق، إضافة الى النظر اليها كمتاع فالارملة يتزوجها أخو المتوفى.

متاجرة الحضارة الغربية بجسم المرأة 
 
ولا يقتصر تدني مكانة المرأة فى العصر الرهان على اثر المفاهيم الدينية المغلوطة فحسب، بل أنها موجودة ايضا فى الحضارة الغربية المادية، التى تعتبر المرأة  سلعة وتعرضها بالفاترينات، اضافة إلى الصناعة الضخمة صناعة الافلام الاباحية التى تخرق كل القوانين وتستخدم المراهقين وتنتهك الحقوق الادامية للنساء وفقًا لشهادات من عملن فى هذا المجال واللائي أوضحن أن هناك العديد من الممثلين والممثلات قبل تأديتهم لمشاهدهم الجنسية يأخذن العديد من الأدوية والمخدرات من أجل تأدية الممارسات الشاذة والمبالغة في كل شيء

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق