من العصور الوسطى لـ2018.. الأزهر والسعودية تعاون دائم

الأربعاء، 07 مارس 2018 02:43 م
من العصور الوسطى لـ2018.. الأزهر والسعودية تعاون دائم
محمد بن سلمان
حسن الخطيب

امتدت على مدار سنوات طويلة، العلاقات بين المملكة العربية السعودية والأزهر الشريف، حيث تضرب بجذورها منذ عصور الدول الإسلامية الوسطى، ولهذا كان الاهتمام من الجانب السعودي في الفترة الحالية، بتمويل عدد من الأعمال الخاصة بالأزهر الشريف، بدأت منذ العام 2016، في أعقاب يارة الملك سلمان إلى مصر، في أول زيارة لملك سعودي إلى الأزهر منذ 90 عاما، عقب زيارة الملك عبد العزيز آل سعود في العام 1946م.
 
وقد حمل الملك سلمان في زيارته إلى الأزهر تمويل عدد من المشروعات الخاصة بالأزهر الشريف، منها دعم إعادة تأهيل مشيخة الأزهر القديمة الواقعة في المشهد الحسيني، وتخصيصها لهيئة كبار العلماء، كما تم تمويل إعادة تجديد وترميم الجامع الأزهر بشكل كامل، توسعة بعض امع التوسعة لبعض جهات الجامع، وإنشاء ميضأة للوضوء كاملة مكونة من طابقين، بالإضافة إلى تمويل قناة "الأزهر"، وإنشاء مبنى متكامل للقناة، بالإضافة إلى دعم المطبوعات الإعلامية الأزهرية، بمتخصصين في المجالات الإعلامية، من أجل تطوير المحتوى العلمي والفني لها.
 
فيما مولت المملكة العربية السعودية أيضا توسعة مدينة البعوث الإسلامية القديمة، وبناء مدينة جديدة لبعوث الإسلامية لاستيعاب الأعداد الكبيرة للطلاب الوافدين، عقب أغلاق فرع المدينة بالأسكندرية، فيما شاركت المملكة العربية السعودية في دعم عدد من المشروعات الأخرى تابعة لبيت الزكاة التي يشرف عليها الازهر الشريف إشرافا كاملا.
 
وافتتح أمس ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عددا من المشروعات التي تمولها المملكة بالأزهر الشريف، مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، منها الجامع الأزهر بعد التجديد والتطير، ومبنى المشيخة القديم الواقعة أمام الجامع الأزهر، فيما تظل بعض المشروعات الأخرى قيد التنفيذ، كمدينة البعوث الإسلامية ومبنى قناة الأزهر الشريف الجديدة، الذي يبنى حاليا خلف مقر مشيخة الأزهر.
 
وفي ظل تطور العلاقات بين مصر والمملكة العربية السعودية، ودخول المملكة العربية السعودية في العديد من المجالات الاستثمارية في مصر، فهل يحظى الأزهر في المستقبل بنصيب من تلك العلاقات؟ وهل من الممكن أن يقوم الأزهر الشريف بإنشاء فرع لجامعة الأزهر بالمملكة العربية السعودية على غرار الفرع الموجود بدولة فلسطين؟ أو بمعاهد أزهرية هناك؟، يؤكد الشيخ صالح عباس رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، بأن الأزهر الشريف يقوم بأداء رسالته في توصيل رسالة الإسلام الوسطي المعتدل للعالم، ومن هنا فإن المعاهد الأزهرية أحد هيئات الأزهر يقوم بهذا الأمر من خلال تدريس الإسلام الصحيح والوسطي للأجيال  ليكونا على علم ومعرفة بصحيح الدين، وحتى يتم تحصينهم ضد الأفكار المغلوطة عن الدين والإسلام.
 
وتابع رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، بأن معاهد الأزهر تمتد في مصر من جنوبها إلى شمالها، كما توجد عدد من المعاهد الأزهرية في عدد من دول العالم منها في آسيا ومنها في افريقيا، كما أن المملكة العربي السعودية لديها وزارة معنية بالتعليم الديني وهي وزارة الإرشاد والأوقاف الدينية، ولديها مدارس في مختلف أنحاء المملكة وتقوم بتدريس الفقه والعلوم الدينية، ويقوم الأزهر بعمل إعارات للمدرسين بالمعاهد الأزهرية في العلوم الشرعية والثقافية والعلمية للتدريس بتلك المدارس بمختلف أنحاء المملكة العربية السعودية، منوها عن أن المناهج المدرسة بالمدارس في المملكة هي بنفس المنهج العلمي في الأزهر.
 
بينما يؤكد الدكتور أحمد زارع المستشار الإعلامي لجامعة الأزهر، بأن العلاقات بين الأزهر الشريف والمملكة العربية السعودية جزء لايتجزء من العلاقات بين مصر والمملكة، منوها إلى أن التعاون مابين الأزهر والمملكة تعاون مثمر وفي تطور مستمر، خاصة في مجال التطور العلمي.
 
وأوضح زارع، بأن الحديث عن إنشاء فرع لجامعة الأزهر بالمملكة العربية السعودية، ليس مطروحا على قائمة التعاون بين الأزهر والمملكة، لأن هناك قانون تنيم الأزهر ومؤسساته، وهو ينص على ان تكون جامعة الأزهر خاصة بمصر، مفسرا وجود فرع لجامعة الأزهر بفلسطين، بأن هذا الفرع كان معهدا، ولكن صدر قرار منذ سنوات طويله بتحويله إلى فرع للجامعة في عدد قليل من الكليات.
 
وأضاف المتحدث باسم جامعة الأزهر، أن الجامعات السعودية تستعين بأكبر عدد من اساتذة جامعة الأزهر للتدريس بها، حيث تسجل المملكة أعلى عدد من أعضاء هيئة التدريس بمختلف العلوم من جامعة الأزهر، وتقوم بتدرييس العلوم الشرعية التي يدرسها الأزهر في جامعته، ولذا فإن هناك تعاون في مجال تبادل التعليم بين مصر والمملكة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق