سوق الأربعاء يبيع البضائع المنقرضة من القلة والزير إلى الحصيرة والمشنة (صور)

الجمعة، 23 مارس 2018 11:00 م
سوق الأربعاء يبيع البضائع المنقرضة من القلة والزير إلى الحصيرة والمشنة (صور)
سوق الاربعاء
هناء قنديل

 
يعتبر سوق الأربعاء، الذي تحتضنه قرية بحطيط، في مركز ابوحماد بمحافظة الشرقية، واحدا من الطقوس العريقة التي تتحدى الزمن، واعتاد عليها الأهالي هناك، حيث تجد جميع البضائع التي أوشكت على الانقراض، بداية من القلة، والزير، إلى أقفاص الطيور المصنوعة من الجريد، والمشنة التي يعرفها تجار الخضراوات في المناطق الريفية قديما.
1
 
 
وفي سوق الأربعاء ببحطيط، لا تسمع إلى النداء السجعي الجميل، على البضائع: "حمرا يا قوطة"، "توم الخزين يا توم"، حيث تجد نفسك على أعتاب بدايات القرن الماضي، بمجرد أن تدخل هذا السوق.
ويستغل البائعون شغف السيدات بالشراء؛ لجذب آذانهن بعبارات تجارية خبيثة مثل: "بيعة خسرانة وأنتي اللي كسبانة"، وآخر يقول: "اللي اتسوقت بدري خيبانة الفراخ بقت بسعر الجملة معانا".
2
 
 
في سوق الأربعاء، كل ما له علاقة بالريف، أو الخير الفلاحي كما يحبون أن يطلقون عليه؛ وكل شئ يكتسب قيمته فى السوق بكلمة "فلّاحي"فقط  في ذلك التوقيت وفى هذا المكان،يشعر الفلاح بالزهو والافتخار بأصله؛ ينادي الباعة بزهو "الجنبة الفلاحى" "البيض البلدى"، "الخيار البلدي"و "العيش الفلاحى" . ففى فرشة السوق كما يطلقون عليها يأتي الفلاحون من القرى القريبة من السوق ببضائعم ومزروعاتهم سواء من أراضيهم أو من خلال تجار الجملة، ليبيعوها في السوق.
 
3
 

 
يتجلى فى سوق الأربعاء الأقتصاد المنزلي فى أروع صوره؛ وكيف تعيش الأسر البسيطة وتتغلب على مصاعب الحياة، تأتى ربة المنزل بالبط البلدى، والجبنة القديمة، والطيور التى تشرف على تربيتها فى منزلها لتبيعها بالسوق وتسد رمق أبنائها؛  وبعد انتهائها من البيع، تشترى مستلزمات البيت ،وتعود لأبنائها مجبورة الخاطر، تنتظر الأربعاء التالى.
 
4
 
 
يعد السوق مكان للتعارف فى الأقاليم، فقد تعرف البائع من بلده كلا وفق قريته التي قدم منها، ومازالت أخلاق الريف حاضرة  ولأنهم بلديات عندما يتعرف على البائع، ويعرف انه بلدياته قد يشتري منه بسعر مخفّض، فيصبح الانتماء للريف مكسب من سوق الأربعاء.
 
حينما تمر فى السوق تجد معمار ريفى غاية فى البساطة والجمال ارتسمى  كتابلوه جميل، بيوت بالطوب اللبن، المنتجات المعبرة عن الريف، شارع مفتوح يربط مدن بلبيس وقراها  بمدن وقرى مركزأبو حماد، وأرض فضاء و يضع كل بائع بضاعته على "الفرشة" كما يطلقون عليها.
 
 

5
 
سوق الأربعاء الشعبي، كان حاضرا في أذهان الأدباء، فقال عنه الروائي إبراهيم عطية، رئيس اتحاد كتاب مصر بالشرقية والقناة وسيناء، إن أهم ما يميز البائعين في هذه السوق، هو قدرتهم الفائقة على جذب الزبائن، بعباراتهم التلقائية، غير المرتبة سابقا، التي تحمل الكثير من الذكاء، والدهاء التجاري.
 
وأشار إلى أن لغة البائعين في السوق، تتسم بفن راق، يبدو واضحا في الكلمات السجعية المرتجلة التي يستخدمها البائعون ببراعة.
ولفت إلى أن البائعين في هذه الأسواق يتفوقون باقتدار شديد على الأسواق الحديثة؛ ليس لذكائهم فقط، وإنما لنوعية البضائع التاريخية التي يعرضونها، وتجد إقبالا كبيرا من الأهالي، الراغبين في العودة إلى الجذور الاجتماعية الأصيلة.
7
 

8
 

9
 

10
 

11
 

12
 

13
13
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق