أدب الحوار

الخميس، 19 أبريل 2018 07:50 م
أدب الحوار
نبيل حلمي:

 

تمت دعوة السيد وزير الأوقاف، لمناقشة رسالة للحصول على درجة الماجستير تقدم بها باحث عن الحقبة الزمنية لشعر محمد إقبال، وتعرض فيها لكافة الاتجاهات في هذه المرحلة الزمنية، وقام الباحث برصد وتحليل المرحلة التاريخية في زمن مضى وهو زمن الشاعر محمد إقبال.

وقد تم دعوة فضيلة وزير الأوقاف دكتور محمد مختار جمعة للمشاركة في مناقشة الباحث عما ورد من آراء متعددة في هذه الحقبة الزمنية في بحثه ورسالته التي تقدم بها للحصول على درجة الماجستير من خلال رصد تاريخ هذه الفترة الزمنية.

ومن المفروض أن الأستاذ المناقش يحلل ما كتبه الطالب الباحث ويوجهه، ويشارك في تقييم البحث مع باقي المناقشين أعضاء «لجنة الحكم» على الرسالة، وأن يعطي مثلا للباحث وللحضور من الطلاب والضيوف عن طرق الحوار والإقناع والمناقشة العلمية.

ولكن ما حدث كان ضربة قاسمه حيث قام شيخنا الجليل واقفا لينهر الباحث ويكيل له اللكمات بدلا من أن يوجهه بالحسنى ويعلمه آداب النقاش، وخاصة في المجال العلمي «التاريخي»، وتخلى شيخنا عن تقييم الرسالة إلى الدخول في الهجوم الشخصي على الطالب الباحث، ويكيل له يمينا ويسارا بأوصاف يعاقب عليها قانون العقوبات، وأخفها أنه نعت الباحث بـ «الحمار» علنا أمام الطلاب والضيوف.

ومن ثم فقد ضرب بكل وسائل المناقشات العلمية التي تقوم على جحد الرأي وتوجيه الباحث إلى الرأي الذي يقتنع به المناقش وأن يقابل الرأي بالرأي الآخر وهو أستاذ ومسئول سياسي، ومن المفترض أن يظهر القدوة والمثل في الحوار والإقناع ولكنه تخلى عن هذا وتبنى طرق التطرف وعدم قبول الآخر بإرهاب الباحث هل هذا يجوز؟

هل هذه طريقة للحوار من رجل دين سياسي (مع كل الاحترام لشخصه) يشارك في تجديد الخطاب الديني وهل هذا ما تدعوا إليه الدولة من الحوار، وليس فرض الرأي بالعنف والإرهاب؟ إن ما قام به سيادته هو مؤشر خطير للغاية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة