داعش يبدأ موجة توحش جديدة.. و«العملية الشاملة سيناء» تدفع التنظيم لتغيير أولوياته

الأربعاء، 25 أبريل 2018 02:00 م
داعش يبدأ موجة توحش جديدة.. و«العملية الشاملة سيناء» تدفع التنظيم لتغيير أولوياته
داعش
محمد الشرقاوي

أيام مباركة تستغلها التنظيمات الإرهابية –ذات الأيدلوجية الدينية السلفية المتطرفة- للعودة مرة أخرى، وإثارة عناصرها لتنفيذ عمليات دامية، بدعوى أن أبواب الجنة مفتوحة في تلك الأيام، وأن الجزاء مضاعف.

في أشهر «رمضان» الماضية، مذ نشأة تنظيم داعش الإرهابي، يدعو التنظيم إلى ما يسميه بغزوات تستهدف دول التحالف الدولى المحاربة له، وأخرى صاحبة الأرض كالعراق وسوريا وليبيا، يسعى من خلالها فرض وجوده مرة أخرى.

ورغم أن التنظيم الإرهابي يعاني من حالة هشاشة كبيرة، في ظل تآكل أكثر من 90 % من رقعته التي سيطر عليها مسبقا في العراق وسوريا، فإن هناك تخوفات دولية من مرحلة توحش جديدة قد يلجأ لها داعش.

يقول مراقبون إن التنظيم الإرهابي لديه القدرة على التجدد والتأقلم على المستجدات «الجيوسياسية» (دراسة الأرض) في مناطق التوتر بشكل كبير، وبحسب تقرير للشرق الأوسط، فإنه يخوض معارك وجودية على الحدود بين العراق وسوريا.

داعش
 

تقرير الشرق الأوسط بعنوان: « ما بعد «طالبان» : «داعش» والإيغال في إدارة التوحش»، فتح الباب حولة مرحلة توحش جديدة يلجأ لها التنظيم، في ظل الحرب الرمزية التي يخوضها عناصر داعش، لن تنتهي الآن، يقول: «إن تلك الحرب رمزية بالنسبة للتنظيم الذي يتعامل مع فقدان حلم ومشروع الخلافة على أنه ليس نهاية التجربة وإعلان الفشل».

إضافة أن التنظيم يسعى قدر الإمكان للاستثمار في بعيدا عن مناطقه المعهودة في سوريا والعراق، واتجه إلى مناطق جديدة في وسط وغرب أفريقيا من جهة، ومناطق في قارة آسيا، خاصة أفغانستان، والتي زاحم فيها حركة طالبان منذ عام 2015، بالتحديد منطقة خراسان، ومن جهة أخرى، بدعوى الاستثمار للمناطق جديدة لحشد المقاتلين والكوادر العنفية من جديد.

مرحلة التوحش الجديدة، جاء بالتزامن مع شهور هجرية لها قداسة في عقل المسلمين (شعبان ورمضان)، ما يعنى أن التنظيم بدأ غزواته مبكرا، يؤكد تقرير الشرق الأوسط للكاتب يوسف الديني، إن التنظيم الإرهابي أوغل في استراتيجية «التوحش»، عبر عمليات وصفها بالـ«مرعبة»، حيث تبنى انفجاراً كبيراً راح ضحيته نحو 60 شخصاً، مستهدفاً مركز تسجيل الناخبين في العاصمة الأفغانية، وأصيب أكثر من 120 آخرين.


خراسان-600x330

الكاتب اعتبر أن الهجمات الإرهابية كان المقصود به إرسال رسالة لمنافسيه على الأرض، وتحديداً «طالبان» و«القاعدة» من جهة، والحكومة الأفغانية من جهة أخرى.

الأمر لا يقتصر على مرحلة التوحش التي يسعى داعش من خلالها للعودة للساحة مرة أخرى، بل أشار الكاتب إلى أن التنظيم من خلال الهجمات يريد تنفيذ استراتيجية هي في الأساس من استراتيجيات النشأة والتكوين هي «ابتلاع التنظيمات المحلية».

بدأت الإستراتيجية في خراسان، بنجاح التنظيم في أخذ بيعات مجموعات من قادة ورجال طالبان، لما رأوا فيه أنه الأقدر على مجابهة القوات الأمريكية وتنفيذ المخطط الذي يريدونه، نظرا لتعسر المفاوضات مع الحكومات الأفغانية والباكستانية، إضافة لوجود انقسامات في صفوف «طالبان»، بين القادة المتنازعين على إرث الملا عمر.

يشير الكاتب إلى أن هناك فروقات بين «توحش داعش»، والتنظيمات الأخرى، وهو أن إرهاب داعش فوضوي، يستقطب من خلاله المهووسين بالعنف والاستهداف الطائفي، يحدث بسببها هزات اجتماعية تعمق من وجوده كما حدث في العراق وصراعه مع الشيعة.

بالتزامن مع حالة التوحش التي يعيشها داعش، صدر إصدار جديد للتنظيم أول أمس الاثنين، يعتبر محاولة لإعادة إحياء روح مقاتليه، فقال أبو الحسن المهاجر، في رسالة بثتها مؤسسة «الفرقان»، في ظهور امتد  48 دقيقة، بعنوان «فبهداهم اقتده»، إن التنظيم لا يزال متواجدا في سوريا، والعراق، ومصر، وليبيا، واليمن، وهدد بمواصلة الحرب ضد الجيش المصري في سيناء، وضد السعودية.

العملية الشاملة سيناء 2018
 

الحديث عن مصر والسعودية في الإصدار الأخير يعتبر تغييرًا في أولويات التنظيم الإرهابي، خاصة في ظل النجاحات التي تحققها «العملية الشاملة سيناء 2018»، فالمهاجر  في يونيو 2017، دعا إلى هجمات في أوروبا وشمال أمريكا، والتي فشلت في تحقيق أهدافها.

كذلك هدد في إصداره الأخير الحكومة العراقية وجميع من دعا للمشاركة في الانتخابات التشريعية.

اللافت في الإصدار أن كلمة المهاجر خلت من أي استراتيجية واضحة للمقاتلين، وهو ما دعاهم  للقتل العشوائي والتفجير والتخريب من دون أي استراتيجية واضحة.

تقرير الشرق الأوسط، قال إن مقاتلي التنظيم اليوم في كل مكان، وهناك حالة من الاستدعاء للمقاتلين من حول العالم للذهاب إلى الوجهة «الداعشية» الجديدة، حيث استطاع مقاتلو التنظيم الاستحواذ على مساحات كبيرة من ولايتي ننغرهار وكونار في شرق البلاد، قرب الحدود مع باكستان.

وتحدث تقارير دولية عن وصول أعداد كبيرة من المقاتلين إلى أفغانستان من أوروبا، خصوصاً فرنسا، وهناك تحالف طاجيكي، بحسب كيتلين فوريست من معهد دراسة الحرب في واشنطن، فإن تنظيم داعش يريد تحويل جوزجان، إلى أكبر منطقة لوجستية جاذبة للمقاتلين الأجانب.

في الجانب الآخر ما زالت المنظمات الدولية والحكومة الأفغانية تعيد تشخيص التعامل مع «طالبان»، أو الضغط على باكستان، في حين الآن الخطر اليوم يتجاوز ذلك بكثير، ربما هناك مشروع لإعادة إنتاج دولة الخلافة في خراسان، كجزء من الرد على الإخفاق في مناطق التوتر في سوريا والعراق>

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق