السقوط الأخير.. التحرش الإيراني القطري بأفريقيا

السبت، 28 أبريل 2018 11:00 م
السقوط الأخير.. التحرش الإيراني القطري بأفريقيا
قطر ودعم الارهاب في افريقيا
محمد الشرقاوي

العراقيون مشردون والسوريون يموتون على شواطئ الهجرة، والليبيون تحت سطوة الإرهاب، واليمنيون على يموتون على أيادى الفرس، هذا ما فعلته قطر، وكانت تريد أن تمارس نفس السياسة مع دول الخليج التي تربطها بها علاقات دم وجيرة، وعليها الآن تتجرع السم الذي سقته لأجزاء كبيرة من الوطن العربي.

بان ثامر العاني، باحثة عراقية، حصلت على الماجستير من جامعة بغداد، وجدت نفسها أمام مسؤولية تاريخية حسب قولها، ساقتها إلى «السقوط الأخير.. العمائم الإيرانية والعقال القطري».

تقول إن الجامع بين قطر وإيران، ميثاق تاريخي، فالدوحة وضعت يدها في يد طهران، وابتت مشكلة مركزية في الشرق الأوسط، وباتت هي من تساعده لتحقيق الهلال الشيعي لتعيد أمجاد بلاد فارس، لتكن المقاطعة العربية التي أعلنها كل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين في 5 يونيو 2017 بداية السقوط الأخير للحلفاء.في أفريقا ارتدى "خامنئي" العقال القطري، وباتت الدوحة هي المحرك الفعلي للتحركات الإيرانية، بحسب "السقوط الأخير"، وتضمن بين طياته نص رسالة موجهة من (مجلس الشورى للثورة الثقافية الإيرانية) إلى المحافظين في الولايات الإيرانية، في عهد الرئيس الإيراني محمد خاتمي.

التحرش الإيراني القطري بأفريقي

الرسالة نشرتها مجلة البيان الإماراتية في عددها رقم (78) تحت عنوان: (الخطة السرّية للآيات في ضوء الواقع الجديد)، حصلت عليها من رابطة أهل السنة في إيران – مكتب لندن،  جاء فيها:

"لقد قامت دولة الإثنى عشرية في إيران بعد عقود عديدة، وبتضحية أمة الإمام الباسلة، ولذلك، فنحن -بناء على إرشادات الزعماء الشيعة المبجلين- نحمل واجبا خطيرا وثقيلا، هو تصدير الثورة، وعلينا أن نعترف بأن حكومتنا -فضلا عن مهمتها في حفظ استقلال البلاد وحقوق الشعب- فهي حكومة مذهبية، ويجب أن نجعلَ تصدير الثورة على رأس الأولويات، لكن نظرا للوضع العالمي الحالي، وبسبب القوانين الدولية -كما اصطلح على تسميتها- لا يمكن تصدير الثورة، بل ربما اقترن ذلك بأخطار جسيمة مدمرة.. ولهذا، فإننا وضعنا خطة خمسينية".

وفق "السقوط الأخير" تتحين إيران الفرص وتستغلها من أجل تسجيل نقاط على قيادة هذه الدولة العربية أو تلك وفي ارض تلك الدولة العربية أو تلك، ليس العراق فقط من يعاني من التدخّل الإيراني، كذلك البحرين وسوريا ولبنان واليمن، حتى السودان شكا، في مرحلة معيّنة، من التصرفات الإيرانية ومحاولات اختراق المجتمع السوداني وتأليب السودانيين على بعضهم بعضا.

زار الساسة الإيرانيون دول أفريقية، وركزوا خلالها على استعداد طهران لدعم تلك الدول ومساعدتها في الوصول إلى الاستقلال الكامل من خلال تشكيل جبهة موحدة في وجه الأطماع الغربية، واستغلال تلك الدول لثروات أفريقيا وإمكاناتها السياسية والاقتصادية والبشرية.

وشملت الزيارات الإيرانية للقارة عدة دول، من بينها دول شرق أفريقيا، جزر القمر، وجيبوتي، وكينيا، كما تنشط إيران في دول مثل نيجيريا، وتونس، والسودان.

وأصبحت بعض دول أفريقيا المطلة على البحر الأحمر، ودول القرن الأفريقي ودول شرق أفريقيا، ساحة رحبة للنشاط الاقتصادي والعسكري والسياسي الإيراني والقطري بهدف تحقيق مشاريع إيرانية قطرية كبرى للهيمنة، وبسط نفوذهما، ليس على مستوى الشرق الأوسط فحسب، بل من خلال خلق ولاءات في القارة الأفريقية أيضا.

استخدمت قطر نفس السياسة الإيرانية في أفريقيا عن طريق "المشاريع الخيرية" كغطاء لها لدعم وتمويل الكيانات الإرهابية في القارة السمراء، مستغلة احتياجات بعض الدول الأفريقية الفقيرة لتقديم المساعدات لها من ناحية ومن الجانب الآخر كستار لدعم الإرهابيين والجماعات المسلحة هناك.

استند "السقوط الأخير" إلى تقارير غربية أكدت حجم المساعدات الإنسانية التي أرسلتها قطر لعدد من الدول الأفريقية، من خلال المؤسسات الخيرية التي دشنتها الدوحة خصيصا لهذا المجال، وكانت الدول التي حظيت على نصيب الأسد من المساعدات هي غانا ومالي، التي تتلقى تمويلات بحجة دعم قطاعات كالصحة والتعليم وغيرها وفى الواقع تذهب تلك الأموال لجماعات متطرفة.وذكرت التقارير، أن مؤسسة "راف" القطرية للخدمات الإنسانية شيدت عدد من المدارس فىي10 دول أفريقية خلال السنوات الثلاث الماضية بتكلفة إجمالية بلغت 13.4 مليون ريال قطري،  في وقت أعلنت فيه مؤسسة "قطر الخيرية" المدرجة ضمن قائمة الإرهاب من جانب "الرباعي العربي" عن خطتها الجديدة التي تشمل مشاريع مياه وكفالات أيتام وبناء مراكز ثقافية ومساجد، بتكلفة إجمالية تصل إلى 30 مليون ريال قطري.

43.4 مليون ريال قطري لنشر الإرهاب في أفريقيا

واعتادت قطر التحايل على فقر تلك الدول، وإغرائها بالمال والمساعدات، وفى المقابل السماح بالتدخل في شئونها ودعم جماعات بعينها ماليا وعسكريا.

وكشفت مؤسسة "راف" بنفسها عن حجم المساعدات التي تقدمها لدول القارة السمراء، ففي موقعها الإلكتروني قالت المؤسسة الداعمة للإرهاب والممولة له، إن جمهورية الصومال حظيت بالنصيب الأوفر من هذه المشاريع التعليمية بواقع 9 مدارس ابتدائية وإعدادية وثانوية وصناعية وثانوية تمريض في مناطق مختلفة من البلاد، وجاءت كل من غانا ومالي في المرتبة الثانية ببناء 5 مدارس متنوعة في كل منها، لدعم  جهود هذه الدول في دعم الأنظمة التعليمية.

وبنت المؤسسة القطرية 6 مدارس في مختلف المراحل الدراسية بواقع مدرستين، في كل من جزر القمر وتشاد، وموريتانيا، ومدرسة في كل من جيبوتي والنيجر وتونس، وكل ذلك تحت غطاء دعم المجال التعليمي وتوفير الدعم الاقتصادي للأسر الفقيرة لتفريغ أبنائهم للتعليم، ولكن في الواقع أن هذا الدعم يحمل خلفه العديد من علامات الاستفهام.

بحسب الوثائق الخليجية التي استندت إليها الباحثة، فإن حمد بن خليفة، أمير قطر السابق، والد أمير الإرهاب تميم بن حمد هو الممول الأول والأكبر للجماعات المتطرفة المسلحة بدولة مالي، لتسهيل خطف الدبلوماسيين الأجانب وضرب وزعزعة استقرار الدولة السمراء من أجل السيطرة على ثروات البلاد.

وهو ما أشارت له صحف فرنسية أكدت استياء هيئة الأركان الفرنسية من الدور القطري المشبوه في مالي، ودعم الجماعات المتشددة مثل "القاعدة" و"بوكو حرام" الموالية لتنظيم "داعش" الإرهابي والانفصاليين الطوارق، وحركة "التوحيد والجهاد" الإرهابية في أفريقيا.

وتتنوع تحركات قطر الخبيثة في مالي، من دعم الجماعات المتشددة، وتحركات للسيطرة على الثروات، وخطف الدبلوماسيين الأجانب، وتمويل الانفصاليين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق