السقوط الأخير.. 22 عاما من الإرهاب القطري لإسقاط مصر

الأحد، 29 أبريل 2018 12:00 ص
السقوط الأخير.. 22 عاما من الإرهاب القطري لإسقاط مصر
محمد الشرقاوي

عند الحديث عن قطر وإيران، تهاوت العمائم وطُرحَ العقال أرضًا، فلم تعد هناك قدسية لكلا الرمزين، وهو ما يعني حسب "الأعراف العشائرية" سقوطا لتلك القيم، فبات العقال القطري رمزًا لنشر الإرهاب واستحلال الوطن العربي لخدمة دول الشر في العالم، وباتت العمامة الإيرانية رمزًا للتستر على أفعالهم المشينة يرتدونها فقط من أجل الحصانة والسيطرة على كل كافة المنافذ باسم الله.

بان ثامر العاني، باحثة عراقية، حصلت على الماجستير من جامعة بغداد، وجدت نفسها أمام مسؤولية تاريخية حسب قولها، ساقتها إلى "السقوط الأخير.. العمائم الإيرانية والعقال القطري".

تقول إن التدخل القطري بدأ في الشأن المصري عقب الانقلاب الذي نفذه حمد بن خليفة، على والده أمير قطر الأسبق الشيخ خليفة آل ثاني عام 1995، حين رفض الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك، الاعتراف بولايته واعتبره انقلابا، ومن ذلك الوقت تحاول قطر إسقاط الدولة المصرية، وتفتيت الجسد العربي لصالح المخططات الصهيونية.

وتعمدت القناة استضافة عدد من رموز الإخوان، والمعروف عنها عداؤها لمصر، داعين أنصارهم إلى النزول والمشاركة في التظاهرات، إلا أن تلك الدعوات فشلت بما يكشف محاولات قطر لإشعال الفوضى بمصر.

وبدأت الدوحة تتولى مسئولية إدارة ملف "إسقاط الدولة المصرية"، منذ الانتخابات البرلمانية المصرية عام 2005، التي حصد فيها مرشحو الإخوان أكثر من 81 مقعدا بمجلس الشعب، عن طريق توفير الدعم المالي لأنشطة الجماعة لممارسة مزيد من الضغط على نظام مبارك، وتسخير قناة الجزيرة لإطلاق الشائعات ضد مؤسسات الدولة تحت مزاعم معارضة الحزب الوطني وسياسات النظام القائم آنذاك.

وتولت المخابرات القطرية رعاية لقاءات قيادات التنظيم الدولي، بنواب الجماعة فى مصر، على الأراضي التركية، وتمويل تحركاتهم تحت مزاعم مؤتمرات "نصرة المسجد الأقصى وغزة"، في حضور ممثلين عن كتائب القسام، والحرس الثوري الإيراني، وحزب الله.

بدا جليا الدور القطري في دعم الإخوان إعلاميا، وماليا، وسياسيا، حتى كتبت بداية النهاية لحلم استيلاء الجماعة وحلفائها على السلطة فى مصر، حتى اجتماع نصرة الأقصى الذى اتفقوا فيه مع قيادات التنظيم الدولى، على إثارة الشارع المصرى ضد النظام القائم آنذاك تمهيدا للحظة الحسم والفوضى، عبر قناة الجزيرة الفضائية، انتظارا للحظة الانفجار الشعبي لإسقاط النظام ومؤسسات الدولة.

وفى أعقاب الانتخابات البرلمانية دورة 2010 التي لم يحصد الإخوان فيها أي مقاعد، دخلت المؤامرة القطرية حيز التنفيذ بشن حملة إعلامية ضخمة عبر منصاتها الإعلامية ظاهراها معارضة النظام القائم، وباطنها تمهيد الطريق للجماعة الإرهابية، حتى جاءت دعوات التظاهر فى 25 يناير 2011، وهنا عادت الاتصالات بين قيادات الجماعة والمخابرات القطرية على ضرورة استغلال الظرف الراهن آنذاك فى تنفيذ مخطط الاستيلاء على السلطة.

كشفت الأحداث التي تلت ثورة 25 يناير2011، تزايد تدخل قطر في الشأن المصري، لا سيما بعد وصول جماعة الإخوان للحكم عام 2012، إذ ارتبط الطرفان "الإخوان وقطر" بمخطط تقسيم دول المنطقة إلى عدة دويلات فيما يعرف بالشرق الأوسط الجديد.

وحسب تقارير، فإن هذا المخطط تطلب تنفيذه عملاء، بينهم دول وأجهزة استخبارات، وكانت قطر في مقدمة الدول التي كُلفت بمهام تقسيم المنطقة، خاصة مصر التي وصفت بـ"الجائزة الكبرى" باعتبارها أكبر دولة عربية، فيما ساعد وصول الإخوان إلى الحكم، القطريين في الإطلاع على أدق ملفات الدولة وأسرارها، بغرض استغلالها ضد مصر، إذ تم الكشف لاحقا أن الدوحة اشترت معلومات أمنية خطيرة، من الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي، ووثائق كانت تهدد الأمن القومي المصري، غير أن الإطاحة بحكم الجماعة في 30 يونيو 2013، أوقف هذه الكارثة.

وأكدت التقارير التي استند إليها "السقوط الأخير" استخدام الأموال الضخمة وآلة الدمار الإعلامية، وسلحت الجماعات الإرهابية عبر صناعة الأزمات وزيادة الأخطار ودعم الإرهابيين، داخل مصر وعلى حدودها، مشيرة إلى أن مصر وقفت بصلابة أمام مؤامرت قطر، وأفشلت كل رهانات الدوحة والإخوان، وقوى إقليمية ودولية أخرى، والتي استهدفت الإضرار بمؤسسات الدولة.

ورغم فشل قطر، إبان تلك الفترة، في اختراق الجيش المصري عبر جماعة الإخوان، إلا أنها واصلت محاولاتها لضرب الجيش عبر تمويل التنظيمات الإرهابية في سيناء لقتل الجنود وترهيب المدنيين، كما عملت على نشر إشاعات عن وجود انقسام في القوات المسلحة المصرية، وذهبت إلى أبعد من ذلك، بإنتاج قناة الجزيرة أفلاما وثائقية كاذبة لتشويه الدور الوطني للجيش.

ولعبت قطر أيضا بورقة الاقتصاد، وسحبت ودائعها وقروضها ومعوناتها من مصر، عقب ثورة 30 يونيو 2013، بعدما كانت تغدق على الإخوان الأموال فى محاولة مفضوحة للسيطرة على مقدرات الدولة، وأوقفت كل المساعدات، فيما جعلت من العمليات الإرهابية وسيلة أخرى لاستنزاف الاقتصاد المصري.

كذلك الدور الإعلامي الذي تبنته الجزيرة، وبدأ دورها منذ إنشائها عام 1996، عبر بث تقارير تشوه المجتمع المصري، فضلا عن نشر الإحباط بين المصريين، غير أن هذا الدور تصاعد بدرجة لافتة مع اشتعال ثورة 25 يناير 2011، إذ كانت لا تتوقف عن البث المباشر من قلب الميدان طوال 24 ساعة في اليوم، كما برز دعم القناة الدائم لجماعة الإخوان، خاصة بعد وصولها إلى الحكم، فيما تحول هذا الدور بعد الإطاحة بالإخوان عام 2013، بالتشكيك في ثورة 30 يونيو، وبث إشاعات كاذبة تستهدف النيل من الإدارة السياسية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق