قصة منتصف الليل ... الزوج المتصابي والقاصر

الأحد، 06 مايو 2018 08:00 م
قصة منتصف الليل ... الزوج المتصابي والقاصر
رجل متصابى
أحمد سامي

صفعات الحياة رغم قسوتها، قادرة على تكوين شخصية الإنسان، فالبعض يستطيع أن يتلق الصفعة تلو الآخرى دون هزيمة، والبعض الأخر يتلقى الصدمات في صمت حتى تنهار قوته دون أن يشعر به من حوله، وأخرين تحولهم الصدمات إلى وحوش تنهش جميع من حولها.
 
تزوجت «حنان» بعد معاناة في منزل والدها، فقد بلغت الـ 25 وضاقت ذرعا بمنزل عائلتها، فلديها 5 أشقاء وراتب والدها لا يكفي احتياجاتهم الأساسية، ورغم عملهم جميعا وإنفاقهم على أنفسهم، مع صعوبة الحياة، إلا أنها شبت على الحب والحنان بين أفراد أسرتها وعطف والدها على والدتها، وكانت تتمنى الزواج من رجل في مثل حنان والدها».
 
تقول «حنان»: «خرجت من زواجي مشوهة نفسيًا، لكن أحمد الله إنني لم أنجب طفل تتكرر فيه نفس المأساة، فعلاقات الأم والأب تلعب الدور الأساسي في تربية الأطفال، وقد رزقني الله بزوج يعاني من كافة أشكال الفصام والأمراض النفسية، بسبب الخلافات بين والده والدته، وانفصالهم في طفولته، ليخرج للحياة طفل مشوه نفسياً، وتدور السنوات ويكون هو زوجي».
 
تقدم «علي» للزواج منها على طريقة زواج «الصالونات»، لم يبدو الأمر في بدايته مختلفا، فهو رجل تظهر عليه ملامح الهدوء يعمل بأحدى شركات المقاولات الكبرى ذا مستوى مادي محترم، لكن والديه منفصلان منذ صغره ويريد أن يؤسس حياته بعيدًا عن المشاكل والأزمات.
 
وافقت على الخطوبة التي لم تدم سوى 3 أشهر، وانتقلت بعدها إلى منزل زوجها، ولأن طباع البشر تظهر خلف الأبواب المغلقة، فقد شعرت منذ اللمسات الأولى بأن زوجها يعاني من إضطربات في شخصيته تستوجب منها معاملة خاصة للتعود على طباعه.
 
مرت 5 أشهر ما بين الدلال والهنا، وبدأت ريح عاصفة تهب على منزلهم، فالزوج يعود من عمله يتناول العشاء ويهرع إلى غرفة الأطفال، مصطحبا معه جهاز اللاب توب، مدعيا وجود بعض الأعمال الخاصة بالشركة التي لابد من إنهائها، ويغلق على نفسه باب الغرفة بالساعات.
 
وتحكي: «كنت خلال هذه الفترة أخشى إزعاجه والعمل على تهيئة المناخ له ليعمل في سلام، لكن في أحد الأيام تأخر زوجي لساعات داخل غرفته، الأمر الذي أثار قلقلي عليه، فاقتربت من الغرفة للإطمئنان عليه، لكني لم أسمع شئ، وما أن طرقت على الباب حتى أتاني صوته متعصبا، وخرج من غرفته منهالا علي بالسباب والضربات، فسقطت مغشيا علي ولم أدري بما حدث، واستقبلني بعدها زوجي بدموعه حتى أغفر له فعلته، متعللا أنه كان منهمكا في عمله وأخرجه صوتي من تركيزه، فحاولت تقبل الأمر بعد وعوده بعدم تكرار الأمر».
 
وتابعت: «في أحد الأيام، خرجنا سويا للعمل، وقررت في هذا اليوم الذهاب للكوافير للتزين وتجديد مظهري، وأن نذهب سويا لتناول العشاء بأحد المطاعم تغيرا لروتين الحياة، وصلت المنزل واخترت فستان بلون محبب لقلبه، وبدأت في التفكير في مكان نقضي في سهرتنا، واحضرت اللاب توب الخاص بزوجي، بحثا عن مكان سهرتنا التي أخطط لها، لتهبط الكارثة على رأسي، بعد أن وجدت ما لم أكن اتصوره».
 
وتكمل بصوت مجروح: « اكتشفت أن زوجي يعشق الممارسات الجنسية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، متخذا أسماء وهمية بعضها لفتيات، كما وجدته يمتلك العديد من الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، كما وجدته يحتفظ بعدد ضخم من الأفلام الإباحية، التي أكتشفت أنه يدمن مشاهدتها، وهو ما فسر لي سر جلوسه بمفرده لساعات في غرفة مغلقة، كذلك فوجئت بأنه يقوم بمشاهدة السيدات والفتيات بمقابل مادي، من خلال كاميرا الاب توب، أو بإيهامهم بالحب والزواج، وبعضهم فتيات لم يتخطى عمرهم الـ 18 عاما، فشعرت بالأرض تموج من تحتي والجدران تنطبق على رأسي».
 
وتستكمل قائلة «وضعت اللاب» توب، جانبا، وقررت مراقبة زوجي وتسجيل كل أفعاله، وإخفاء ما عرفته، وخرجنا ليلتها سويا، وكنت ارتب في رأسي كيف أجهز للإنتقام منه، وبالفعل اختمرت الفكرة، وذهبت في اليوم التالي وأحضرت كاميرات لوضعها بالغرفة وتسجيل كل ما يدور فيها، كما قمت بتنزيل برنامج على الكمبيوتر يسجل كل ما يقوم به زوجي، وتمكنت من الحصول على صور للمحادثات التي تدور بينه وبين الفتيات».
 
وتتابع: «في أحد الأيام، دق جرس باب المنزل، ووجدت أمامي طفلة صغيرة تطلب التحدث إلي في أمر خاص، لم أتردد في استقبالها، فكانت الكارثة الثانية بانتظاري، فالزوج المراهق دخل في علاقة مع أبنة الجيران، وكانت تأتي له في المنزل أثناء غيابي بالعمل، وحكت لي أنه أقام معها علاقة كاملة تسببت في فقدانها لعذريتها، ومنذ هذه اللحظة وهو يرفض التحدث إليها أو مقابلتها وهي تخشي على نفسها من الفضيحة، إذا علمت أسرتها، وطلبت مني مساعدتها، فحسمت أمري، واصطحبتها واللاب توب، وتوجهت لقسم الشرطة، وقمت بتحرير محضر، بأقوال الطفلة، وما تضمنته المحادثات الالكترونية بين زوجي والسيدات الأخريات على مواقع التواصل الاجتماعي، للاتخاذ الإجراءات القانونية وطلب الطلاق، والتصرف حيال الطفلة التي اعتدى عليها زوجي».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق