قصة منتصف الليل: «الدميمة والطماع»

الخميس، 17 مايو 2018 08:00 م
قصة منتصف الليل: «الدميمة والطماع»
قصة منتصف الليل: «الدميمة والطماع»
أحمد سامي

 
ما أبشع أن يصاب الإنسان بخصال الطمع والبخل،الأمر الذي يجعله يسير بين الناس مذمومًا، فالطمع يجعله يلهث ويسعى بكل جهده وراء ما لا يملك، متناسيا ما بين يديه، فينزع الله البركة من حياته ويحرمه مما بين يديه، فتكن نهايته الحرمان وتتكالب الهموم عليه وتضيق عليه دنياه بما رحبت.
 
شب «علاء» منذ الصغر ينظر إلي ما في إيدي الآخرين ويغضب بشدة إذا منع عنه، فعندما يلعب مع أشقائه لا يكتف بألعابه بل يريد الاستحواذ علي أغراض أشقائه وأصدقائه، فهو دائم التذمر منهم، حتى في طعامه وشرابه لا يقبل سوي بالكثير منه حتى لو لم يتناوله، وعندما التحق بالمدرسة فكان يختطف الطعام من أيدي زملائه، وكثرت الشكاوي منه لوالده، بعد أن فشلت كل المحاولات ليرضي بالقليل ولا ينظر للآخرين.
 
مرت السنوات وترسخ الطمع والعنف داخله، فخلال سنوات دراسته بالجامعة تطور أمره، فهو يريد أن تتجمع حوله الفتيات ولا يقبل بأن يشاركه أحد بفتاة أعجبته فتعددت علاقاته النسائية وأصبح معروفا بانه يتعامل معهم باعتبارهم ملكية خاصة ولا يمكن لأحد الاقتراب من فتاته حتي يملها ويتركها.
 
انتهي علاء من دراسته الجامعية وتخرج في كلية التجارة شعبة إدارة الأعمال وتمكن والده من مساعدته للوصول لوظيفة محترمة بأحد الشركات المالية الخاصة ليبدأ حياته بشكل مريح، ولكن دفعه الطمع إلي السعي خلف تولي مناصب أعلي وأهم في فترة قصيرة، فأصبح ينقل أخبار زملائه لرئيسه في العمل وما يدور داخل أروقة الشركة حتي أطلق عليه لقب «عصفورة» المكان وانصرف عنه زملائه، ولكنه أستطاع أن يكن أهم عضو في الشركة ويحتل مناصب الآخرين ليحصل علي مرتب كبير، حرص علي زيادته كل عام.
 
بلغ علاء الواحد والثلاثين من عمره وهو يلهث خلف الأموال حتي أصبح لديه رصيد⁦كبير بالبنك، وبدأت عائلته التفكير في تزويجه، ولكن أصبح يفكر بالأمر من منظور آخر فلابد أن يتزوج من فتاة ثرية تضمن له حياة مرفهة ولا يتكلف بالاتفاق عليها، وبعد فترة من البحث والتحري وجد ضالته في فتاة أكبر منه بأربعة أعوام لا تمتلك أي قدر من الجمال ولكنها تمتلك رصيد كبير بالبنك ميراث والدها لم ينتظر طويلا وقرر التقدم للزواج منها رغم معارضة أهله.
 
تم الزفاف خلال ثلاثة أشهر أنفقت خلالهم العروس علي كافة التجهيزات تحت دعوي عدم المقدرة المادية للزوج في المساهمة بالقليل من المال، وبعد مرور ثلاثة أشهر من الزواج لاحظت عدم انفاقه بالمنزل إلا القليل وأنه سيمنحها كل شهر 500جنيه تدبر بها امور المنزل فمرتبه الشهري لايكفي اكثر من ذلك، وأن الحياة زوجية مشاركة وعليها أن تساعده، الأمر الذي أثار تعجب الزوجة من رفضه الإنفاق وإدعاء قلة الأموال، حاولت الزوجة تقبل الأمر والمشاركة في الأمور المالية.
 
مرت ستة أشهر وعلمت الزوجة بحملها الاول فشعرت بالسعادة الغامرة وأنها حققت ما كانت تصبو إليه، ولكن بدأت الأعباء المادية تزيد ولا تستطيع الزوجة وحدها الوفاء بها خاصة بعد أن سحب رجل البيت يده من كل شئ حتي سيارتها طلب منها أن تبيعها لشراء سيارة أفضل يذهب بها للعمل، ومع اقتراب الحمل طلبت منه المساهمة في عملية الولادة، الا أنه انقلب الي شخصا أخر، ليؤكد لها أنه لم يقبل الزواج منها وهي دميمة الشكل وتكبره في السن إلا من أجل ميراث والدها وأن تنفق عليه وليس العكس.
 
لتكتشف الكارثة الكبري بأنه استطاع إن يسلبها كافة ما تملك من خلال التوقيع علي توكيل يمنحه حق البيع والشراء لنفسه وتحويل رصيدها في البنك لصالحه وكذلك شقتها وتجد نفسها بين يوم وليلة ضحية شخص طمع بها ونصب عليها فتلجأ للمحكمة لطلب الخلع.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة