الإمام الطيب: للإسلام دوائر أربع.. والكلام في العقيدة مما أجمعت عليه الأمة.. و«إرضاع الكبير» من الآراء الشاذة لتضليل المجتمع

الجمعة، 18 مايو 2018 03:52 م
الإمام الطيب: للإسلام دوائر أربع.. والكلام في العقيدة مما أجمعت عليه الأمة.. و«إرضاع الكبير» من الآراء الشاذة لتضليل المجتمع
الامام الأكبر الدكتور أحمد الطيب
محمد الشرقاوي

للإسلام أربع دوائر هي: «العقيدة والعبادة والتشريع والأخلاق»، الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب قال هكذا، مضيفا أن برنامجه سيدور حول ما اجتمعت عليه الأمة، لأن هناك آراء شاذة لم يجتمع عليها ولم يعمل بها، ويحاول البعض إثارتها بهدف التضليل مثل إرضاع الكبير وزواج الصغيرة، رغم أنه لم يثبت في التاريخ الإسلامي أن امرأة أرضعت رجلا أجنبيا عنها، والمحدثون قالوا في مثل هذا الحديث إنه حالة عين أي متعلق بحالة واحدة.
 
في برنامج «الإمام الطيب» خلال شهر رمضان، قال شيخ الأزهر، إن العقيدة: مأخوذة من مادّة: عقد، بمعنى: ربط أو شدّ أو عزم، سواء تعلّق معنى العقد والرّبط بأشياء مادّيّة أو أمور معنويّة، فكما يقال: عقد الخيط؛ بمعنى: أحكم ربطه وشدّه. يقال: عقد قلبه على كذا؛ بمعنى: اعتقده وصدّق به، ويستشهد على هذا المعنى بقوله «ﷺ»: «الخيل معقود في نواصيها الخير» أي: ملازم لها ومشدود إليها، وأصل اشتقاقات هذه المادّة في -اللّغة- هو: «العقد»؛ بمعنى: الإحكام والتّوثيق والتّأكيد، ومن هنا قيل: عقد اليمين، وعقد البيع، وعقد النّكاح.
 
وتابع الإمام: «نلاحظ أنّ المعنى اللّغويّ للفظ العقيدة، يدلّ على ثبوت الاعتقاد في القلب وتمكّنه منه، بغضّ النّظر عن منشأ هذا الاعتقاد ومصدره، فسواء كان الاعتقاد اعتقادا حقيقيّا أو اعتقادا باطلا؛ فإنّه يسمّى عقيدة في العرف اللّغويّ، أمّا في اصطلاح العلماء فإنّ العقيدة هي ما يجب اعتقاده على المكلّف كوجوب وجوده تعالى ووجوب قدرته، وهي بهذا المعنى الإسلاميّ لا تنطبق إلّا على العقيدة الصّحيحة فقط، ولا بدّ فيها من شرط الجزم والثّبات في المعتقد؛ حتى تتميّز عن حالات الشّكّ والظّنّ والوهم، كما يشترط فيها صحّة الاعتقاد؛ وهو ما يعبّرون عنه بمطابقة الواقع، أي مطابقة الاعتقاد للحقيقة ونفس الأمر، وهو شرط يميّزها عن المذاهب والآراء الباطلة الّتي يدين بها كثير من النّاس، وهكذا تتميّز العقيدة في الإسلام بأنّها اعتقاد جازم مطابق للواقع ناشئ عن دليل وهذا هو الاعتقاد الحقّ، والعلم الصّحيح، والمعرفة اليقينيّة».
 
وأوضح أن الغربيين في العصور الوسطى كانوا يعرفون العقيدة تعريفا صحيحا، بأنه الاعتقاد الجازم والقابل للبرهنة في حدود، ولكن مع انطلاقة الحداثة الغربية أرادوا أن يبرروا ظاهرة الاعتقاد ببعض العقائد اللامعقولة التي لا يستوعبها عقل مثل عبادة الحجر والحيوانات، فوضعوا تعريفا يشمل العقائد الصحيحة وغير الصحيحة ليبرروا هذه العقائد الشاذة، فقالوا: إن العقيدة إيمان ناشئ من مصدر لا شعوريّ، يكره الإنسان على تصديق فكر، أو رأي، أو تأويل، أو مذهب من غير دليل، وهذا يعني أن الإنسان قد يوحي إليه اللاشعور باعتقاد، ويسيطر عليه ولا يجد له تبريرا عقليّا، لكنه في النهاية يسيطر عليه ويلزمه، ويكون هذا الاعتقاد غير مبرهن عليه.
 
 
وأضاف أن الخطورة في هذا التعريف أنه يترتّب عليها إلغاء الفرق بين العقيدة الصّحيحة والعقيدة الزّائفة، أوبين العقيدة المطابقة للحقيقة والواقع والعقيدة الّتي لا تمتّ إلى الواقع بأدنى صلة أو سبب، فكلّ منهما يسمّى عقيدة، وكلّ منهما يسمّى إيمانا، ولا فرق فيه بين اعتقاد صحيح واعتقاد غير صحيح، كما أننا إذا جعلنا اللّاشعور هو الفيصل الوحيد في تحديد أمر العقيدة، فسندرك مدى التّضارب أو التّناقض في مفهوم العقيدة، لأنه يجعل العقيدة تناقض وتقاطع العلم ولا تجتمع معه، فالعلم يقوم على البرهنة والاستدلال بينما العقيدة غير مبرهن عليها، وإذا ثبتت عن طريق البرهان تنقلب من عقيدة إلى علم، فالعقيدة عندهم من باب الشعور، وليست من باب الأمور التي تدرك إدراكا عقليا، وعندما يثبت أن العقيدة الإسلامية تتوافق مع العقل يدعون أنها بذلك أصبحت علما ومعرفة وليست عقيدة، لأن العقيدة عندهم غير قابلة للبرهنة العقلية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة