قصة منتصف الليل: بائعة الحلوى والخسيس

السبت، 19 مايو 2018 08:00 م
قصة منتصف الليل: بائعة الحلوى والخسيس
قصة منتصف الليل- بائعة الحلوى والخسيس
أحمد سامي

 
 
ما أسهل أن ترتدي ثوب الشرف أمام الجميع وأنت تعلم مدي دنائتك، فمن يتحدث عن الشرف دائما يؤكد أنه ينقصه، فالبعض يتخذ من لفظ رجل ساتر يخفي به وضاعته وقلة ضميره من أجل أن يظهر بوجه الحمل البرئ أمام الأخرين، وما أبشع أن يتجرد رجل من قلبه ويتسخدم عقله من أجل الانتقام من زوجته بعد سنوات من العشرة بينهما.
 
وقفت أميرة داخل محكمة الأسرة تنتظر أن ينطق القاضي بكلمة الحق وينصفها بعد أن خذلها الجميع حتى الرجل الذي وثقت به، جاء يخفي خلف وجهه وحشًا كاسرًا دمر حياتها، تخلى عنها الجميع فوجدت نفسها طريدة بالشوارع لا مستقبل لها. 
 
كانت أميرة هي الشقيقة الصغرى بين ثلاث فتيات أمل وأسماء تقطن مع والدها عامل الحلوى البسيط في منطقة شعبية، فبعد وفاة والدتها أصبحن الثلاث فتيات هما عون والدهم لتجهيز الحلوي والوقوف إلي جانبه، فلم تساعد الظروف المادية لوالد أميرة علي الوفاء بإتمام تعليمها الجامعي واكتفت فقط بالحصول على التعليم الصناعي.
 
تعلمت أميرة إلى جانب صناعة الحلوى بعض المشغولات اليدوية، فأصبحت تبيعها إلي جانب والدها من أجل المساعدة في تجهيز شقيقتيها فقد قارب موعد زفاف الكبرى على أن تلحق بها الوسطى بعد عدة أشهر فقد طالت خطبتهما نظرا لتأخر تجهيز المفروشات والأجهزة. 
 
بعد عام أصبحت تعيش أميرة بصحبة والدها بعد زواج شقيقاتها، فكان الثنائي لا يفترقان، تساعده في بيع الحلوي وتجهيزها ويعاونها على أداء أعباء المنزل، ولكن دائما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فذات صباح استيقظت من نومها لتفيق والدها لأداء الصلاة ولكنه لم يستجب لندائها ، لتطلق صرخة أفاقت الجميع ليسارع جيرانها بنقله إلى المستشفى لتعلم أنه فارقها للأبد وخرجت روحه لباريه. 
 
بعد انتهاء العزاء رحل الجميع حتي شقيقاتها وبقت بمفردها لا يوجد من يعينها علي وحدتها، فقررت أن تستمر في عمل والدها والوقوف على عربة الحلوى وتحل محله حتى تكسب قوت يومها، وساندها رجال الحي وبعدوا كافة المضايقات عنها. 
 
مر عام علي رحيل الأب ومازالت أميرة علي حزنها حتي قابلت محمود الشاب الوسيم صاحب الجسد الرياضي، فقد تصدي لمحاولات بعد الشباب لمضايقتها أثناء عودتها ليلا لمنزلها وأصر علي ان يسير إلي جوارها حتي يطمئن عليها، ومنذ تلك اللحظة وبدأت قصتها معه، فقد بدأ يتردد عليها ويساعدها في العمل لتبدأ خيوط العاطفة تربط بين قلوبهما، لتجده ذات مساء يطلب الزواج منها ولكنه لا يملك من حطام الدنيا ما يبدأ به حياته، لتقدم الحل بأن يتزوجا بشقة والدها ويستمرا بعمل الحلوى كما هم.
 
أفاقت أميرة بعد ليلة الزفاف وشعرت بأن الدنيا ابتسمت لها من جديد فقد تزوجت من شخص مهذب وتحبه وتتمناه قلوب الفتيات لوسامته، جهزت الفطور وأيقظته ليتناولاه سويًا، مرت خمسة أشهر بعد الزواج والأمر في إطاره الطبيعي حتى شعرت بنقص في إيراد الحلوى لتواجه زوجها فانفعل عليها بعد اتهامها له بالسرقة، وأنه لا يقبل على نفسه أموالها، فشعرت بالخجل من تصرفها واعتذرت وأبدت أشد الأسف على ما تفوهت به. 
 
لم يقتنع إحساسها بأن زوجها لا يسرق من إيراد العربة ولكنها هذه المرة قررت أن تراقبه لتجد في انتظارها كارثة أخرى فالزوج الرياضي مدمن مخدرات وحبوب منشطة ويستولي على الأموال لإنفاقها على مزاجه، لكنها لم تستطع هذه المرة ان تكتم ما بداخلها لتقرر مواجهته ومطالبته بالبحث عن عمل آخر بعيد عن العربة ليكن نصيبها العديد من اللكمات والضربات ترقدها طريحة الفراش. 
 
شعرت الزوجة بالغدر من زوجها فقررت أن تحمي نفسها ففور خروجه من المنزل قررت أن تغير كالون الشقة وتمنعه من الدخول مرة أخرى وطلب الطلاق من زوجها، ليقرر أن يكشر عن أنيابه ويهددها بتدميرها بعد طرده من المنزل، فتسلل ذات مساء مستغلا معرفته بمداخل ومخارج الشقة ليقم بإشعال النيران في مناطق حساسة من جسدها وتشويهها لمنعها من الزواج مرة أخرى، وبعد أن شفيت من جراحها قررت أن ترفع دعوى طلاق وتحرير محضر ضده بحرقها.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة