زواج هارى من ميجان ليس باطل

الإثنين، 21 مايو 2018 04:17 م
زواج هارى من ميجان ليس باطل
عادل السنهورى يكتب:

العالم يتغير..القيم الاجتماعية والعادات والتقاليد تنقلب رأسا على عقب .. هناك ثورة اجتماعية بدأت من قصر وندسور الملكى فى بريطانيا العظمى..لا أحد يتعجب من ذلك. فقد زال عصر الدهشة والتعجب. سلطة التقاليد وسطوة العادات تتهاوى بعد أن ظلت صامدة فى وجه التغييرات منذ عام 1065أى منذ أكثر منذ حوالى 950 عاما تقريبا .. فهناك عالم جديد يتشكل شئنا أم أبينا. مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعى انهارت سلطة المؤسسة الأبوية أمام سلطة الفيس بوك والواتس آب وغيرهما.

هل مازالت هناك سلطة للمدرسة والبيت والشارع ..؟ أم أن العالم الافتراضى فرض قوانينه الجديدة..؟

زواج الأمير العازب هارى تشارلز والممثلة الأميركية المطلقة ميجان ماركل يؤسس لقانون جديد وعادات وتقاليد جديدة للعائلة الملكية  العريقة والعتيقة. هو ثورة على التقاليد التاريخية الصارمة والحديدية وليس هناك اعتراض أو تمرد على الثورة الجديدة فهى ثورة بيضاء كان يمكن فى السابق أن تراق وتسال أنهار من الدماء بسببها. فالحب فى السابق لم يكن له معنى طالما تجاوز الحدود والأعرف. ومن أراد الحب فعليه أن يتخلى عن العرش والهيلمان والصولجان وعيشة " البغددة" والرفاهية الملكية.

 انهارت الحواجز وتحطمت القيود الملكية فى تقاليد الزواج بعد هارى وميجان. وياليت ادوارد الثامن قد عاش حتى هذه اللحظة لكى يرى لحظة مدهشة صادمة فى حياه عائلته الملكية والتى جعلته يتنازل عن العرش من أجل قصة حب وزواج اسطورى من امراة اميركية مطلقة تدعى سمبسون.

ادوارد كان ملك المملكة المتحدة ودول الكومونولث وأيرلندا والهند، منذ وفاة والده جورج الخامس في 20 يناير 1936 حتى تنازله عن العرش في 11 ديسمبر 1936 من نفس العام ليتزوج من واليس سمبسون كانت مطلقة مرتين من بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأميركية. رغبة الدوق بالزواج منها سببت أزمة في المملكة المتحدة والإمبراطورية البريطانية مما أدى إلى تنازله عن العرش ليتزوجها.

لم تتقبلها العائلة الملكية البريطانية، رغم ذلك كان إدوارد الثامن يزور والدته وأخوته بعد تنازله. عاش الزوجان في باريس بفرنسا معظم بقية حياتهما. بعد وفاة الدوق في عام 1972، عاشت سيمبسون فى عزلة، وتوفيت في 24 أبريل 1986 بباريس. ولم يكن لها أبناء.

انها بريطانيا الملكية الحديثة والمتجددة ..نهاية العنصرية والتمييز داخل أعرق مؤسسة ملكية فى العالم وداخل القصر الملكى التاريخى .

زواج الأمير هارى تشارلز من الممثلة الأميركية ونجمة هوليود ميجان ماركل المطلقة والتى تنتمى للأصول الأفريقية وصاحبة الـ36 عاما هو حديث العالم الذى تابع عبر عصور تاريخية طويلة قصة العائلة الملكية وقصة أعرق ديمقراطية فى العالم وقصة أيضا أقدم امبراطورية استعمارية فى التاريخ

يقال انه حب من النظرة الأولى بين هارى وميجان الذى يصغرها بثلاث سنوات وكان أول موعد فى يوليو 2016  بواسطة صديق مشترك ..وما أحلى الأصدقاء المشتركين بين المحبين والموفقين للرؤوس فى الحلال.. ووقع فى غرامها من النظرة الأولى..

الآن دخلت ميجان التاريخ الملكى من أوسع أبوابه أو من بابه وفاكهته المحرمة وهو الزواج وتصبح صاحبة السمو الملكى ودوقة مقاطعة ساسكس الريفية التى تقع في الجنوب الشرقي لبريطانيا، وتنقسم لجزأين، شرقي وغربي، وعرفت تاريخيا باسم «مملكة ساسكس»، وتشتهر بمنتجعاتها المجاورة للبحر ويعيش فيها الكثير من أغنياء بريطانيا وأصحاب رؤوس الأموال وبعض المغنين والفنانين.

ولساسكس تاريخ عريق، فكانت تعرف بـ«المملكة»، حيث عاش فيها ملوك رومان عدة. وفي أواخر القرن الثامن عشر، بنى الملك جورج الرابع عم الملك هاري العظيم قصراً رائعاً فيها يسمى «رويال بافيلون» وهو أحد أكبر وأفخم المباني المعمارية في بريطانيا.

مرحبا بالزواج الجديد والثورة الاجتماعية الجديدة فى بريطانيا والعالم والقادم يحمل الكثير أيضا. وعلينا أن نستعد ونتهيأ له.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق