ذوي القدرات الخاصة.. في عيون الأزهر وشيخه

الخميس، 24 مايو 2018 10:00 م
ذوي القدرات الخاصة.. في عيون الأزهر وشيخه
منال القاضي

يولى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اهتماما بالغا بأبنائه الطلاب من ذوى الاحتياجات الخاصة بجامعة الأزهر، والذين يبلغ عددهم 700 طالب، كما يهتم بشكل خاص بالطلاب المكفوفين والذين يبلغ عددهم 450 طالبا يدرسون بكليات الجامعة المختلفة.
 
وتمكن الجامعة هذا العام لأول مرة طلابها- متحدى الإعاقة البصرية- من أداء الامتحانات عبر الحاسب الآلي، في سبيل الاستغناء تدريجياً عن المرافق البشرى، لذلك تنظم لجنة خدمة البيئة بالجامعة دورات تدريبية لهؤلاء الطلبة منذ بداية العام الدراسي الحالي لتدريبهم على هذه الوسيلة الجديدة بالنسبة لهم، وذلك بشكل اختياري لمن أراد منهم.
 
أوضح الدكتور يوسف عامر، نائب رئيس جامعة الأزهر لشئون التعليم والطلاب أن الطلاب المكفوفين كانوا يحضرون معهم مرافقين لكتابة إجاباتهم في الامتحانات، قائلاً: «هذا المرافق أحيانا يكون سبباً في عدم وصول الإجابة السليمة التي يرغب فيها الطالب المكفوف علاوة على عدة شكاوى أخرى، وعليه قرر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب أن يخير الطلاب المكفوفين بالامتحان الإلكتروني وبالفعل وافق البعض في الفصل الدراسي الأول ونجحت التجربة».
 
وتابع «عامر»: «وزدنا من عدد المراكز التدريبية حتى نعمم النظام، فتم إنشاء مركز إبصار بالجامعة بفرع مدينة نصر وفرع أسيوط وفرع طنطا بالإضافة إلى المركز الموجود بفرع الدراسة بكلية أصول الدين، لتمكين الطلاب من أداء الامتحانات فيها خلال الفصل الدراسي الثاني»،  مؤكداً أن المراكز مزودة بأحدث أجهزة الكمبيوتر اللازمة وبأعداد مناسبة ومدربين، يتقدم إليهم الطالب نفسه برغبته في أداء الامتحان من خلال الكمبيوتر ويتم  تدريبهم على أيدي أساتذة في مثل حالاتهم «متحدى إعاقة بصرية» لكنهم أصحاب خبرات جيدة في هذا المجال، ونطلب انتداب المدربين إن كانوا موظفين بمؤسسات حكومية وإن لم يكونوا عاملين بالدولة يتم التعاقد معهم حتى يتم تدريب كل طلابنا على هذه الوسيلة الجيدة لهم بشكل صحيح.
 
 وشدد نائب رئيس جامعة الأزهر لشئون التعليم والطلاب على متابعة تدريباتهم للتأكد من إجادتهم استخدام الحاسب الآلي في الإجابة، وعقب خضوع الطالب للامتحان تتم طباعة إجاباته وتقديمها للتقييم، ومراعاة لظروف طلابنا هؤلاء نمد لهم فترة الامتحان لثلاث ساعات، ولا نترك الطلبة لاحتمالات التعثر خلال الامتحان إذ نحرص على وجود ثلاثة أفراد مع الطلبة خلال الامتحان، وهم مدربه ليساعده في كل ما يحتاجه من دعم فني على جهاز الكمبيوتر، والملاحظ الذي ترسله الكلية لمراقبة لجنة الامتحان، وشخص من المعينين بهذا المشروع للمتابعة، قائلاً: «مش هنسيبه لوحده.. سنكون في خدمته حتى يعبر عن إجابته بنفسه وبأسلوبه ويعتاد الاعتماد على النفس دون حاجة إلى مرافق لكل طالب، وفيما بعد متأكدون أنهم سيكونون سعداء».
وتابع: «عملنا هذا ليس جهداً فردياً أو عشوائياً ولكنه جزء من خطة  الدولة ببرنامج ريادة الأعمال في مجال التعليم لعام 2030م، إذ تتيح الجامعة برامج تدريبية لطلاب الجامعة كافة لتدريبهم على ريادة الأعمال، وبالنسبة للطلاب ذوى القدرات الفائقة والمكفوفين لهم برنامجهم الخاص بهم للتدريب على ريادة الأعمال لتأهيلهم لسوق العمل.
 
وأشار الدكتور يوسف إلى وجود صندوق تكافل اجتماعي بالجامعة، خاص بالطلاب والطالبات ذوى القدرات الفائقة، يوفر لهم كل ما يحتاجونه من أجهزة تعويضيه أو دراجات نارية مجهزة لهم، أو أي أجهزة أو أدوات تيسر لهم تحدى الإعاقة. في نفس السياق قالت شام على، مديرة لجنة خدمة المجتمع وتنمية البيئة بالجامعة، إن اللجنة وضعت ملف الطلاب المكفوفين على رأس استراتيجياتها منذ عامين، حيث قامت على مدار هذه المدة ببحث احتياجاتهم الفعلية على الطبيعة، من خلال عقد بعض ورش العمل مع الطلاب المكفوفين أنفسهم لتحديد مشكلاتهم ومعرفة متطلباتهم حتى يتمكنوا من أداء الامتحانات إلكترونيا.
 
وأضافت «شام» أنه بمجرد عرض الملف على الدكتور محمد المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر أمر بعقد لجنة عاجلة لاعتماد قرار تمكين الطلاب من دخول الامتحان إلكترونيا والاستغناء عن المرافق ولحل مشكلات المكفوفين، وبالفعل وافق المجلس الأعلى للأزهر على القرار، وتم تغيير المادة الخاصة بالامتحانات في لائحة الجامعة لتتيح لهؤلاء الطلبة أداء الامتحان إلكترونيا وبصورة تدريجية، وخاطب رئيس الجامعة الكليات للتنفيذ وتم تكليف الكنترول بعمل اللازم حيال تسهيل المهمة.
 
 من جانبها أشارت الدكتورة عزيزة الصيفي، أستاذ ورئيس قسم البلاغة والنقد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، وعضو لجنة البيئة وخدمة المجتمع بالجامعة، إلى أن أول مركز بصري أنشئ من قبل مصر الخير بكل احتياجاته وتم افتتاحه في عام 2015 بفرع الجامعة بالدراسة، ومن خلاله ندرب الطلاب ونعودهم على طريقة الكتابة ونعمل على تذليل كل العقبات التي تواجههم لمواكبة العصر، ونسعى إلى إزالة رهبة التجربة الأولى من نفوس الطلاب تدريجياً من خلال التدريب العملي المكثف، وهذا ما حدث بالفعل، إذ امتحن 6 طلاب مكفوفين بالنظام الجديد في التيرم الأول، بينما ارتفع العدد خلال هذا التيرم إلى 25 طالباً وطالبة. وطالبت «الصيفي» بالمزيد من الرعاية والاهتمام بهذه المراكز لتمكينها من القيام بدورها على أكمل وجه، وتقديم الدعم المادي لها، ومراعاة أجور المدربين حتى يستمروا فى العمل.
 
وقال يوسف محمد أخصائي صيانة أجهزة حاسب، المعنى بتدريب الطلاب المكفوفين في مثل حالته على استخدام الكمبيوتر، موضحا أن المبصرين يتعاملون مع جهاز الكمبيوتر معتمدين على رؤية الشاشة وما يكتب عليها أما هم فيعتمدون على حاسة السمع، لتعليمهم التعامل مع الكمبيوتر بواسطة برنامج «jaws»  الذي ينطق الكلمة فور إتمام كتابتها وتخطيها بمسافة «مسطرة»، وبالتالي يستطيع مستخدم البرنامج التأكد من كون كتابته صحيحة أم بها خطأ.
وتابع: «كلما زاد تمرين الطالب كلما أجاد الكتابة دون أخطاء، والبرنامج يطمئن الطلاب على صحة إجابتهم وكأنهم يبصرون تماماً ما يكتبون». وأعربت «مشيرة» طالبة الفرقة الثانية بكلية الدراسات الإسلامية عن سعادتها بالنظام الجديد في طريقة امتحانهم
 
من حيث طريقة عرض السؤال، ثم نطق البرنامج لما نكتبه فنعرف إن كنا أخطأنا في الكتابة ونستطيع أن نعرف الصواب والخطأ، فالتعامل مع الكمبيوتر يرفع عنا الحرج الذي نشعر به خلال التعامل مع المرافق، قائلة: «أحياناً لا أفهم السؤال من المرافق وأشعر بحرج في مطالبته بتكرار السؤال مرتين أو أكثر، لكن الجهاز يتيح لنا الإعادة أكثر من مرة علاوة على الحرية في الإجابة».
 
دور جامعة الدول العربية
وعلى جانب آخر نظمت جامعة الدول العربية المؤتمر الإقليمى الثالث للملتقى العربى للنساء ذوات الإعاقة بعنوان: «التعاون من أجل عالم آمن وخال من الحواجز»، تحت رعاية أحمد أبوالغيط رئيس جامعة الدول العربية، بمشاركة أكثر من 15 دولة وطالب المشاركون فى المؤتمر بتفعيل الحقوق الطبيعية للنساء ذوات الإعاقة، وحمايتهن حماية فعلية مما يتعرضن له من ضياع حقوقهن وعدم الاهتمام بهن، وسن تشريعات تضمن لهن هذه الحقوق.
 
 وقالت الدكتورة جهدة أبو خليل المدير العام للمنظمة العربية للأشخاص ذوى الإعاقة إن هذا المؤتمر مهم وحيوى ليس فقط لأنه الثالث فى خلال 12 عاما، الذى تدعو إليه المنظمة العربية للأشخاص ذوى الإعاقة، ولكن لأنه يشكل أيضاً محطة فاصلة بل وحاسمة تساعد فى نقل العمل على قضية النساء ذوات الإعاقة من مرحلة إعلان الحقوق والمطالبة بتكريسها فى القوانين والتشريعات، إلى مرحلة المساهمة، التى نأمل أن تكون مباشرة وفعالة من خلال المشاركة الكاملة بالتساوى مع سائر أفراد المجتمع وشرائحه على مختلف الأصعدة وفى جميع المجالات، فى وضع خطة التنمية المستدامة لعام 2030، فبعد اعتراف المجتمع بحقوق هذه الفئة الضعيفة المهمشة وتكريسها تشريعيا، لا بد من تفعيل دور النساء ذوات الإعاقة من خلال تأكيد حضورهن الفاعل وتثبيت مشاركتهن الكاملة فى نشاط مجتمعاتهن.
 
ومن جانبها  قالت السفيرة إيناس مكاوى، رئيس إدارة المرأة والأسرة والطفولة فى جامعة الدول العربية: لا بد من أن نعترف بأن صوت المرأة من ذوات الإعاقة فى الوطن العربى لم يعلُ بعد، لا شك أن النساء ذوات الإعاقة يتعرضن لتحديات حقيقة فى ظل غياب سياسات تتعامل مع هذه القضية المهمة، وبصفة خاصة فى ظل الظروف التى تشهدها المنطقة العربية من حروب ونزاعات وأزمات اقتصادية باتت تحديات تعانى منها المرأة العربية وتزداد تلك المعاناة مع ذوات الإعاقة. من جانبها، قالت الدكتورة حصة آل ثانى مبعوث الأمين العام لجامعة الدول العربية للشئون الإنسانية، والمقرر الخاص المعنى بالإعاقة فى الأمم المتحدة سابقا إن موضوع الحرب واﻹعاقة شغل حيزاً كبيراً من العمل مع منظمات اﻹعاقة، والوكالات الإنسانية والغوثية، والفرق الطبية وفرق الاستجابة للأزمات جنباً إلى جنب، وكيف يمكننا حماية ومساعدة والتعامل مع وتقديم العون للأشخاص ذوى اﻹعاقات العالقين فى النزاعات المسلحة والحروب لاحقا.
 
 وقالت الدكتورة مها عبدالعزيز آل الشيخ، ممثلة «الأجفند» بالمملكة العربية السعودية، وخبيرة التنمية البشرية ببرنامج الخليج العربى للتنمية (الأجفند)، إن موضوع المؤتمر يشكل اهتماما رئيسا فى استراتيجية أجفند منذ تأسيسه عام 1980 بمبادرة من صاحب السمو الملكى الأمير طلال بن عبدالعزيز، ودعم دول الخليج العربية، فالمرأة كانت ولا تزال محورا أساسيا فى الحراك التنموى لأجفند، وتمكينها يحتل المرتكز الثانى لأجفند ضمن المحاور الخمسة التى يعمل فى إطارها وهى: «تنمية الطفولة المبكرة، تمكين المرأة، التعليم الجيد، تحقيق الشمول المالى للفقراء، تعزيز دور المجتمع المدنى».
 
 فى ذات السياق قالت الدكتورة آنا بيلاييس نارباييت نائبة رئيس المنتدى الأوروبى للإعاقة، والمرشحة الإسبانية للجنة الأمم المتحدة المعنية بالقضاء على التمييز ضد المرأة، إن التقارير تشير إلى أن واحدة من كل خمس نساء تعانى من الإعاقة، وتنتشر الإعاقة بين النساء أكثر مما تنتشر بين الرجال بنسبة: (19.2% مقابل 12%)، وتشمل العوامل المساهمة فى ذلك الوضع الاقتصادى والاجتماعى، وكذلك العنف القائم على أساس نوع الجنس والممارسات الضارة والتمييزى، مبينة أن هيئة الأمم المتحدة تجاهلت القوانين والسياسات المتعلقة بالنساء صاحبات الإعاقة.
 
وقال الدكتور صفوت النحاس الأمين العام لبيت الزكاة بان بيت الزكاة تكلف بحولي 50 كرسيا متحرك لزوى الاحتياجات الخاصة بخلاف الأطراف الصناعية للمصابين وضحايا الحوادث .
 
وأكد «النحاس»، في تصريح خاص لـ«صوت الأمة»، أن بيت الزكاة في مشيخة الأزهر يصرف معاش شهري لذوى الاحتياجات الخاصة، سوءا من طلاب الجامعة أو من عامة الموطنين بخلاف مساعدات للمرأة من ذوى الاحتياجات خاصة والأرامل والأيتام مع الاحتفاظ بسرية المعلومات عن أي عميل مع بيت الزكاة سوءا كان متبرع أو متلقي التبرعات.

 

تعليقات (1)
انا من الدرب الأحمر منطقة الأزهر عندي ضمور العضلات وأريد مساعدة او عمل كشك أقف فيه
بواسطة: محمد حاتم مرسي احمد
بتاريخ: الأحد، 19 يوليو 2020 03:31 م

اريد مساعدة للعمل او وظيفة عندكم انا عندي ضمور العضلات

اضف تعليق