هروب المستثمرين وإفلاس المحلات التجارية في تركيا.. عرض مستمر

الأربعاء، 30 مايو 2018 02:00 م
هروب المستثمرين وإفلاس المحلات التجارية في تركيا.. عرض مستمر
صورة أرشيفية
محمود علي

أصبح سماع إفلاس المستثمرين وإغلاق المحلات في تركيا أمرًا مألوفًا في الأسابيع والأيام الاخيرة الماضية؛ وذلك على خلفية الأزمة الاقتصادية الكبيرة التي تشهدها البلاد بالتزامن مع تهاوي العملة التركية مقابل الدولار الذي أرتفع إلى مستوى قياسي ووصل إلى 4.60 ليرة، ما زاد من معاناة أغلب القائمين على الاقتصاد في الدولة العضو بالحلف الأطلسي.
 
وبالأمس أصدرت محكمة تركية حكم إفلاس بحق شركة ملابس الأطفال التركية الشهيرة باميدور، وبحسب صحيفة زمان التركية فأن الشركة التي تمتلك 50 فرعًا غرقت في الأزمة المالية ولم تستطيع تخطيها، وعلى الرغم من تقديم شركة الملابس التركية  قبل عامين طلب من المحكمة المختصة تأجيل إشهار إفلاسها، لكن يبدو إنها لم تكن قادرة على تخطي الأزمة المالية لتصدر المحكمة حكمًا بإفلاسها وأمر بالتصفية.
 
 
وتعتبر هذه الشركة من أكبر شركات الملابس في تركيا، وافتتحت عام 2008 أول فروعها في إزمير، وبمرور الوقت ارتفع عدد فروعها ليصل إلى 50 فرعًا، وعلى الرغم من تحقيق الشركة نموًا في سنواتها الاولي، بارتفاع رأس مالها إلى 500 مليون ليرة، أشارت بيانات اتحاد التجار التركي أن من بين الشركات المفلسة مؤخرًا هي شركة باميدور.
 
شركة ملابس أطفال في تركيا
 
ولم تكن شركة ملابس الأطفال التركية هي الأولي التي أعلنت إفلاسها في الفترة الأخيرة في البلاد التي تشهد هزة اقتصادية كبيرة، حيث أعلنت الكثير من الماركات العاليمة إغلاق محلاتها في أنقرة واسطنبول على أثر أزماتهم المالية، فيما أكدت  (زارا) العلامة التجارية الشهيرة في مجال الملابس الجاهزة في أبريل الماضي إغلاق محالاتها التجارية في مركز تسوق «متروسيتي» داخل تركيا.
 
 
وفي نوفمبر من العام الماضي لاحظ المتسوقون في محلات زارا للملابس في تركيا شيئا غريبا، حيث كانوا يعثرون على رسائل وضعت بشكل واضح في ملابس زارا، كتب فيها: «لقد صنعت لك هذه القطعة التي ستشتريها، لكنني لم أتلق أجرا مقابل ذلك»، وعلقت الصحيفة التركية على ذلك أنه يبدو أن الماركات العالمية المختلفة تأثرت سلبًا من تكلفة الإيجار العالية مما يدفعها إلى إغلاق فروعها واحدًا تلو الآخر.
زار
 
بيانات اتحاد التجار والحرفيين التركي أشارت في أحدى تقاريرها الصادرة بشأن السوق التركية إلى إفلاس 20 ألف و308 تاجر خلال الشهرين الأولين من العام الجاري، مؤكده أن بهذا ارتفع عدد التجار الذين أعلنوا افلاسهم منذ عام 2014 وحتى العام الجاري إلى 430 ألف و275 تاجر، 
وبلغ عدد التجار الذين عجزوا عن سداد قروضهم خلال عام 20 ألف تاجر.
 
القلق الذي انتشر في السوق التركية تناوله  الخبير الاقتصاد الكلي والمؤرخ المالي البريطاني راسل نابير في مقابلة له مع صحيفة (نيو زورشر تسايتونج) السويسرية، قائلا: «إن تركيا التي تواجه أزمة حقيقة في السوق الحرة وتعاملات الماركات العالمية، بدأت بالإفلاس.. حيث تنتظرها أزمة كبيرة».
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق