سرير الإيمان وبانيو الطاعة.. بيزنس "فنادق الحلال" أحدث حيل إخوان تونس للتجارة بالدين

الإثنين، 04 يونيو 2018 10:00 م
سرير الإيمان وبانيو الطاعة.. بيزنس "فنادق الحلال" أحدث حيل إخوان تونس للتجارة بالدين
راشد الغنوشي يفتتح فندق حلال
كتب محمود علي

حالة من الجدل الواسعة أثارها افتتاح رئيس حركة النهضة التونسية (إخوان تونس) راشد الغنوشي فندق سياحي بمدينة ياسمين الحمامات السبت الماضي أدعى أنه حلال، دفع المراقبون والمتابعون إلى اتهام الإخوان في تونس بالاستمرار في خداع  الشعب واستخدامهم الدين في كل المجالات لتحقيق مصالح ضيقة تهدف إلى الربح وجلب الأموال فقط.

وما أغضب الكثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر هو حضور مسئولة عن الحكومة التونسية لافتتاح الفندق المندوبة الجهوية للسياحة بالمحطة السياحية ياسمين الحمامات امال قديش ، ما أثار موجة من الاستهجان، لاسيما وأنها اعتبرت مشاركة في تغييب وعي الشعب تحت غطاء الحفاظ على المبادئ الدينية بحسب نشطاء، الذين اتهموا حركة النهضة بالتلاعب بعقول التوانسة باسم  بالدين.

اقرأ أيضًا: القرضاوي يعظ.. وينقلب على إخوان تونس: زواج المسلمة بغير المسلم «ضلال»

ولكن سرعان ما قفزت ممثلة الحكومة التونسية من سفينة الإخوان على خلفية الاتهامات الموجهة إليها بأنها تشجع نمطًا دخيلًا على مفهوم السياحة التونسية، قائلة في تصريحات لها  لاذاعة "موزاييك" المحلية «أن مفهوم السياحة الحلال غير موجود في تونس بتاتا»، ولتأكيد تحفظها الغير ظاهري لهذا الأمر، أكدت أن حضورها التظاهرة يندرج في صلب اختصاصها باعتبارها مسئولة جهوية عن السياحة ومن مهامها تشجيع كل استثمار جديد بالمحطة السياحية ياسمين الحمامات.

الغنوشي يفتتح الفندق
 

وتعليقًا على موقف حركة النهضة، أكدت المدونة التونيسية هاجر لاسود التي يتابعها الآلاف أنه «مازال التلاعب على التوانسة باسم الدين و اللعب على العواطف الدينية الهشة بعد أن دشن شيخهم فندق حلال لا اعرف على أي سنّة؟».

اقرأ أيضًا: تشكيل جبهة جديدة لمواجهة إخوان تونس.. والغنوشي مرتعد

وسخرت هاجر من أفعال إخوان تونس قائلة «بات الركوب على الدين هو الحل لخروج تونس من أزماتها، ولتطوير السياحة وعودتها أنشأ الشيخ الغنوشي فندق حسب ما يحله هو وقطيعه».

كما هاجم متابع تونسي آخر يدعى أحمد على صفحته افتتاح فندق حلال بتونس، قائلًا : «هذه الحركة تأتي في إطار تفتيت السيادة وتندرج في إطار إمبراطورية التشتيت والتفتيت والتقسيم والفوضى.. فكبير الإخوانجية (راشد الغنوشي) الذي قسم المجتمع إلى مسلم وعلماني يواصل مسيرة التقسيم من خلال الفصل بين فندق حلال وفندق حرام، وفضاء للنساء وفضاء للرجال آلخ».

حركة النهضة تفتتح الفندق

فيما وصف آخر يدعى ابن عثمان افتتاح الغنوشي لهذا الفندق يندرج تحت سياسة التدرج لأخونة الدولة و بث الفرقة و التباغض بين أفراد الشعب، مؤكدًا إنها هي فقط سياسة المراحل للانقضاض على الدولة، منتقدًا افتتاح سلسلة فنادق لجماعة الإخوان التي تعرف بـ «حلال» في وقت تستمر فيه معاناة الشعب التونسي من الوضع الاقتصادي المأزوم.

اقرأ أيضًا: صهر بن علي يروي أسرار وساطة سيف القذافي للمصالحة مع إخوان تونس في 2011

وجاء افتتاح الفندق في وقت تشهد فيه تونس كارثة إنسانية بعد غرق مركب مهاجرين غير شرعيين على سواحل أرخبيل قرقنة، شرقي تونس، أدت إلى مصرع 46، الأمر الذي استدعاه ناشط أخر قائلًا: «في حين 100 من شبابنا يموتون عرض سواحلنا في رحلة حلم شباب يائس تتحول الى كابوس الموت الإخوان يحتفلون بتدشين فندقهم الحلال» موجهًا حديثه لحركة النهضة المشاركة في الحكومة : «إن لم تتحركوا فأنه سيكون حريق روما الذي سبق انهيار الإمبراطورية الرومانية».

فندق حلال بتونس

ودائمًا ما يصدر عن الجماعات الإسلامية المتشددة وعلى رأسهم جماعة الإخوان التي تلعب على وتر الدين لاستقطاب المؤيدين والأنصار، سياسات غريبة ، فلم يكن إخوان تونس هم الوحيدون الذين استخدموا الشعارات الدينية ستارًا لتنفيذ أهدافهم، فكان لإخوان مصر موقفًا مشابه أثناء حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، عندما أعلن حزب الحرية والعدالة المحظور عن دعمه لمشروع قانون الصكوك الإسلامية، ولكن الأزهر الشريف ممثل في فضيلة الأمام الشيخ أحمد الطيب رفضوا نهائيا هذا المشروع الذي أكد أنه يضر بأصول الدولة لأنها من ممتلكات الشعب.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق