لو حجم إيدك ورجلك ودماغك بيزيد.. تعرف على أسباب وأعراض مرض «العملقة» وطرق العلاج

مرض "العملقة" هو أحد الأمراض النادرة التى تحدث بسبب زيادة إفراز الغدد النخامية الموجودة بالمخ لهرمون النمو، خاصة بعد فترة البلوغ، أو بسبب إصابة الإنسان بورم فى الغدة النخامية ما يؤدى لزيادة نسبة إفراز هرمون النمو فى الجسم.

مريض بالعملقة

يظهر مرض العملقة على جسم الإنسان فى صورة تضخم بالأنسجة الرخوة، ما يسبب زيادة حجم اليدين والقدمين والأنف والأذن والجلد، وقد يحدث تضخما فى الأعضاء الداخلية كالقلب والكلى، والأحبال الصوتية، وزيادة حجم الجمجمة، وبروز عظمة الفك السفلى مع زيادة حجم اللسان وتباعد الأسنان.

إن أشهر أعراض الإصابة بمرض "العملقة" كما يسردها الدكتور محمد فتحى عمر، استشارى الأمراض الباطنية والغدد الصماء والسكر، هى فرط التعرق والإشعار، وزيادة الإفرازات الدهنية، وظهور التصبغات الجلدية والأورام الحميدة بالجلد، إلى جانب ضخامة نبرة الصوت، ومشاكل الرؤية.

ينتج عن الإصابة بمرض العملقة عدة مضاعفات، بسبب صعوبة اكتشافه المبكر ومن ثم محاولة علاجه، منها الصداع الشديد، والتهابات العظام والمفاصل، إلى جانب زيادة فرص الإصابة بالسكر، نتيجة الخلل فى إفراز هرمون النمو الذى يتبعه زيادة مقاومة خلايا الأنسولين.

اعراض العملقة

ويؤكد استشارى الأمراض الباطنية والغدد الصماء والسكر، أن أخطر مضاعفات الإصابة بمرض العملقة هى ارتفاع ضغط الدم، وقصور فى القلب والكلى، وتليف الكبد، إلى جانب زيادة فرص الإصابة بسرطان القولون و المستقيم، موضحا أنه إذا كانت الإصابة بالمرض ناتجة عن ورم فى الغدة النخامية، فإن ذلك يعزز من فرص الإصابة بما يعرف بعمى الشقين الصدغيين بسبب ضغط الورم على العصب البصرى.

وحول أسباب الإصابة بالمرض، يقول "د. عمر" إن غالبيتها يرجع إلى الأورام الحميدة فى الغدة النخامية، والتى تسبب زيادة إفراز هرمون النمو، ومن ثم يضغط الورم على الغدة، كما يضغط على العصب البصرى والمخ، موضحا أنه يتم تشخيص المرض من خلال التاريخ المرضى والفحص السريرى للمريض داخل العيادة، أو بالتحاليل الطبية كقياس نسبة هرمون النمو لدى المريض، وقد يلجأ الأطباء إلى أشعر الرنين المغناطيسى التى من خلالها يمكن تحديد ما إذا كانت هناك أورام بالغدة النخامية أحدث هذا الخلل من عدمه، ومن خلالها أيضا يمكن تحديد حجم ومكان الورم.

طفل مصاب بمرض العملقة

ويشير استشارى الأمراض الباطنية والغدد الصماء، إلى أن العلاج فى حالة حدوث الخلل بسبب أورام الغدة النخامية، يكون غالبا باستئصال الورمأ أو شفطه عن طريق المنظار الجراحى، موضحا أنه فى حالة وجود مجموعة من الخلايا السرطانية فى المخ، يتم علاج المرض باستخدام العلاج الإشعاعى، ويكون ذلك حال عدم استجابة المريض لطرق العلاج الأخرى، حيث إن هناك طرق أخرى للعلاج كاستخدام الأدوية التى تعمل على خفض أو منع عمل هرمون النمو، مثل نظائر "السوماتوستاتين" والتى تعتبر البدائل الصناعية لهرمون الدماغ المعروف بسوماتوستاتين، حيث تتداخل تلك الأدوية مع الإفراز المفرط لهرمون النمو الذى تنتجه الغدة النخامية، وتعمل على تقليل مستوى الهرمون، أو منبهات الدوبامين، حيث تساعد فى خفض نسبة إفراز هرمون النمو، ومن ثم التخلص من المرض.