دمشق في مفترق طرق.. لعبة "الكراسي الموسيقية" والاتهامات بين موسكو وواشنطن والأسد

الجمعة، 15 يونيو 2018 08:00 م
دمشق في مفترق طرق.. لعبة "الكراسي الموسيقية" والاتهامات بين موسكو وواشنطن والأسد
سوريا
كتب أحمد عرفة

في مشهد يبدو أقرب للعبة الكراسي الموسيقية، يتطور الصراع في الأراضي السورية بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والنظام السوري، في دائرة مغلقة من تبادل الاتهامات والتحذيرات.

الآن وصلت الصورة إلى مرحلة كبيرة من التعقيد، وسط أجواء مخطط جديد تسعى الولايات المتحدة الأمريكية لتنفيذه في سوريا، تحاول من خلاله أن تجد أرضية لتواجد الإرهابيين في ظل دعوات أمريكية لتقسيم التنظيمات الإرهابية إلى عدة مستويات.


سياسات أمريكا في دعم الإرهابيين بسوريا

هذا المخطط لاقى رفض روسيا التي رأت أنه محاولة من الولايات المتحدة الأمريكية لدعم بعض التنظيمات الإرهابية في سوريا، مطالبة بضرورة أن تكون هناك مواجهة شاملة لكل الإرهابيين على تعدد انتماءاتهم.

واشنطن، التي تخلت مؤخرا عن قوات سوريا الديمقراطية، بعد الاتفاق الذي أبرمته مع تركيا خلال الفترة الماضية للسيطرة على مدينة منبج السورية التي تتواجد فيها المجموعات الكردية، يبدو أنها عادت بقوة إلى سياساتها في دعم مجموعات إرهابية سورية واستخدامها كورقة لتوجيه ضربات للنظام السوري والقوات الروسية.


موسكو تهاجم واشنطن

الخطوة الأمريكية، اعترضت عليها موسكو، محذرة من سياسات واشنطن في سوريا، حيث نقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية، عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، تأكيدها أن رغبة الولايات المتحدة الأمريكية تقسيم الإرهابيين والمسلحين في سوريا إلى مستويات عدة، سيحول المشهد السوري من سيئ إلى أكثر سوءا.

وأضاف المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، أن سياسات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية مازالت مستمرة بتقسيم الإرهابيين والمسلحين وإعطائهم توصيفات مختلفة مثل مجموعات سيئة ومجموعات أكثر سوءا، وهذا النهج المستمر بالتسمية والتقسيم من قبل التحالف لن يؤدي إلى عملية إحلال السلام في سوريا، بل يؤدي إلى استمرار الصراع الدائر ويهدد سيادة ووحدة الأراضي السورية، والنهج الأمريكي المتبع يساهم بانتشار التهديد الإرهابي ليس في سوريا فقط بل يشكل تهديدا للأمن الإقليمي والعالمي.


واشنطن تهاجم النظام السوري

في سياق متصل، شنت وزارة الخارجية الأمريكية، هجوما عنيفا على النظام السوري، زاعمة أن واشنطن بترد بشكل حاسم حال هجوم الجيش السوري في منطقة خفض التصعيد في الجنوب الغربي من سوريا، قائلة إن الولايات المتحدة الأمريكية لا تزال قلقة بشأن تقارير عن العمليات المستقبلية للحكومة السورية في جنوب غرب سوريا داخل مناطق خفض التصعيد المتفق عليها بين الولايات المتحدة والأردن وروسيا في العام الماضي، والمؤكدة من قبل الرئيسين ترامب وبوتين في نوفمبر في مدينة دانانغ في فيتنام، وأي إجراءات عسكرية للحكومة السورية ضد منطقة خفض التصعيد الجنوب- غربية، قد يؤدي إلى توسيع نطاق النزاع، والولايات المتحدة الأمريكية ستتخذ إجراءات حاسمة ومناسبة ردا على انتهاكات الحكومة السورية في هذا المجال.

وفي بيانها الذي أصدرته اليوم الجمعة، أكدت وزارة الخارجية الأمريكية، أن الهجوم العسكري للنظام السوري في منطقة وقف إطلاق النار هذه، سيشكل تحديا لهذه المبادرات، التي كانت ناجحة حتى الآن، متابعة أنه من المهم جدا، أن تقوم الدول الثلاث، التي تدعم منطقة خفض التصعيد الجنوبية-الغربية، بعمل كل ما هو ممكن لضمان تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في العام الماضي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق