كيف نفهم سياسة أمريكا تجاه قطر؟.. ترامب يتجاهل الإرهاب إرضاء لـ"البقرة الحلوب"

السبت، 16 يونيو 2018 09:00 ص
كيف نفهم سياسة أمريكا تجاه قطر؟.. ترامب يتجاهل الإرهاب إرضاء لـ"البقرة الحلوب"
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتميم بن حمد أمير قطر
كتب أحمد عرفة

أصبح من غير المفهوم تماما سر الصمت الأمريكي على تجاوزات الدوحة ودعمها للإرهاب، والأهم التناقض المسيطر على واشنطن تجاه ملف قطر، بين تصريحات ساخنة في وقت سابق، ودعم وإقرار وصمت الآن. 

قطر "بقرة حلوب" بالنسبة لكثير من القوى الإقليمية والعالمية، فوفق هذا المنطق تتعامل تركيا وإيران مع الدوحة، رغبة في تحصيل أكبر فائدة اقتصادية من الإمارة الضئيلة بالغة الثراء، ويبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتمد النهج نفسه في التعامل مع الدوحة. 

على الجانب المقابل، دائما ما يسعى أمير قطر، تميم بن حمد، لاستجداء الولايات المتحدة الأمريكية ومناشدتها للدخول طرفا في الأزمة القطرية مع دول الرباعي العربي الداعية لمكافحة الإرهاب القطري (مصر والسعودية والإمارات والبحرين) ولعل هذا ظهر جليا من خلال الاتصال الهاتفي الذي جمع بين تميم بن حمد والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

موقف ترامب من الدوحة متناقض بدرجة غريبة وغير مفهومة، ففي الوقت الذي يخرج ليؤكد فيه أن الولايات المتحدة الأمريكية تواجه الإرهاب في الشرق الأوسط، نجد تصريحات أخرى يزعم فيها أن الدوحة تحارب الإرهاب، رغم الأموال التي تتدفق من النظام القطري على الجماعات الإرهابية، واستضافة تنظيم الحمدين لقادة الجماعات المتطرفة في شوارع قطر.

منذ اندلاع الأزمة القطرية مع الدول العربية في يونيو من العام الماضي، بعدما أعلن الرباعي العربي الداعي لمكافحة الإرهاب قراره بمقاطعة الدوحة، سعت قطر لإدخال الولايات المتحدة الأمريكية طرفا للتوسط لحل الأزمة، وبدأ الأمر باتفاقية مكافحة الإرهاب في يوليو الماضي، التي تم توقيعها بين ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأمريكي السابق، والنظام القطري، ثم جولات المسؤوليين القطريين في واشنطن لدفع الإدارة الأمريكية للتدخل والضغط من أجل إنهاء أزمة الدوحة.

وبالتزامن مع حلول عيد الفطر المبارك، سعى النظام القطري مجددا لاستقطاب الإدارة الأمريكية ودفعها لاتخاذ موقف لصالحه، عبر الاتصال الهاتفي الذي تم خلال الساعات الماضية بين تميم بن حمد، ودونالد ترامب، وناقشا فيه أزمة الدوحة، وسعى فيه أمير قطر لإقناع ترامب بدعم النظام القطري.

التناقض الأمريكي تمثل في توجيه الرئيس الأمريكي الشكر لـ"تميم" على مواجهة الإرهاب، بحسب قوله، رغم الدعم القطري غير المتناهي للتنظيمات الإرهابية بمختلف أشكالها وانتماءاتها، سواء داعش أو النصرة أو جماعة الإخوان، فيما لم يتطرق الاتصال لأي لوم أمريكي على العلاقات القطرية الإيرانية، بعد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي الإيراني.

وقال موقع "روسيا اليوم" في تقرير نشره عن الأمر، إن كل من دونالد ترامب وتميم بن حمد، بحثا المجالات التي يمكن أن تتعاون فيها الولايات المتحدة الأمريكية مع قطر، من أجل تعزيز الاستقرار بالمنطقة، ومواجهة التأثير الإيراني الضار ودحر الإرهاب، وهو ما يؤكد استمرار حالة التضارب والتناقض في السياسات الأمريكية، التي ربما يعود السبب فيها لرغبة أمريكا في استحلاب أموال قطر والاستفادة منها ماديا، أي أن ترامب يتجاهل دعم قطر للإرهاب، إرضاء واستهدافا للوجه الآخر لقطر "البقرة الحلوب" التي تمثل فرصا اقتصادية وتمويلية ضخمة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق