لماذا منع صلاح الدين الأيوبي الصلاة في الأزهر 100 سنة؟

الأربعاء، 20 يونيو 2018 09:00 م
لماذا منع صلاح الدين الأيوبي الصلاة في الأزهر 100 سنة؟
الأزهر الشريف
عنتر عبداللطيف

 

في مثل هذا اليوم من العام 1800، أغلقت السلطات الفرنسية الجامع الأزهر، بعد اغتيال الجنرال كليبر الذي خلف نابليون في قيادة الحملة الفرنسية، على يد سليمان الحلبي، ليظل المسجد مغلقًا حتى خروج الحملة الفرنسية من مصر في العام التالي.

قاد الأزهر الشريف ثورة القاهرة الأولى ضد «نابليون بونابرت» وجنوده عقب هزيمة الجيش الفرنسي أمام أسوار عكا، وتردد أن الأسطول العثماني فى طريقه إلى أبي قير، وهي الثورة التي ارتكب فيها الجنود الفرنسيون فظائع ومذابح انتهت بدخولهم صحن الأزهر بخيولهم.

resize
 

يقول الجبرتي عن الأمر: «وبعد هجعة من الليل دخل الإفرنج المدينة كالسيل، ومروا في الأزقة والشوارع لا يجدون لهم ممانعا، كأنهم الشياطين أو جند إبليس، وهدموا ما وجدوه من المتاريس، ودخلت طائفة من باب البرقية ومشوا في الغورية، وكروا ورجعوا وترددوا وما هجعوا، وعلموا باليقين أن لا دافع لهم ولا كمين، وتراسلوا إرسالا، ركبانا ورجالا، ثم دخلوا إلى الجامع الأزهر وهم راكبون الخيول، وبينهم المشاة كالوعول، وتفرقوا بصحنه ومقصورته، وربطوا خيولهم بقبلته، وعاثوا بالأروقة والحارات، وكسروا القناديل والسهارات، وهشّموا خزائن الطلبة، ونهبوا ما وجدوه بها من المتاع والأواني والقصاع والودائع والمخبآت بالدواليب والخزانات، ودشتوا الكتب والمصاحف وعلى الأرض طرحوها، وبأرجلهم ونعالهم داسوها، وكسروا أوانيه وألقوها بصحنه ونواحيه، وكل من صادفوه به عرُّوه، ومن ثيابه أخرجوه...».

المفارقة في الأمر أن إغلاق الفرنسيين للأزهر لم يكن الأول، فقد سبقهم القائد الشهير صلاح الدين الأيوبي، الذي تولى حكم مصر في أواخر عصر الخلافة الفاطمية، فأغلق الجامع الأزهر عقب زوال الحكم الفاطمي في العام 1171 ميلادية / 567 هجرية، وأعاد مصر بالقوة من المذهب الشيعي إلى المذهب السني.

صلاح
 

وأفتى «بن درباس» حينها بأن المذهب الشافعي لا يجيز أن تقام خُطبتان للجمعة في مدينة واحدة، وكذلك الحال بالنسبة إلى خطبتي عيد الفطر وعيد الأضحى، ففضلا عن الجامع الأزهر كان يوجد مسجد الحاكم بأمر الله، ومسجدي عمرو بن العاص وأحمد بن طولون، والغريب أن الجامع الأزهر ظل مغلقا 100 عام طوال فترة حكم الدولة الأيوبية، وفي 1266 أعاد السلطان الظاهر بيبرس فتحه.

يقول الكاتب الصحفي حلمي النمنم، وزير الثقافة السابق، في كتابه «الأزهر.. الشيخ والمشيخة»: «إنه حينما أسس صلاح الدين لدولته الأيوبية في مصر، أراد أن يحد من الثقافة الشيعية، فكان أمامه دار الحكمة والجامع الأزهر، فقرر حرق دار الحكمة التي كانت تمثل المكتبة والأكاديمية الكبرى في البلاد، وحرق كتبها في مستوقدات الفول، بينما كان لا يمكن حرق الأزهر، فيما يمكن إلغاء وجوده ودوره، وترك صلاح الدين أمر ذلك لقاضي القضاة آنذاك صدر الدين عبد الله بن درباس، حيث كان شافعي المذهب كما صلاح الدين».

سُمّي الجامع الأزهر بهذا الاسم بعد أن عُرفت القصور الفاطمية باسم القصور الزاهرة، تيمنا بلقب السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلي الله عليه و سلم،  فأُطلق عليه اسم الجامع الأزهر، وأسسه القائد الفاطمي جوهر الصقلي، وكان يُسمّي في البداية المسجد الجامع، ولعل الهدف من إقامته كان مدّ وجود المذهب الشيعي في مصر، وبدأ العمل في بنائه في أبريل من العام 970 ميلاديا/ جمادي الآخر 359 هجرية، وانتهى في يونيو 972 ميلاديا/ 361 هجريا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق