كيف ولماذا نجح أردوغان؟.. فتش عن «القوميين»

الثلاثاء، 26 يونيو 2018 10:00 ص
 كيف ولماذا نجح أردوغان؟.. فتش عن «القوميين»
أردوغان
كتب مايكل فارس

فاز رجب طيب اردوغان في الانتخابات الرئاسية التى عقدت أمس، وانتخب رئيس حزب العدالة والتنمية كأول رئيس تركي حزبي بصورة رسمية، بمعنى أن أردوغان الذي يتصرف منذ سنوات كرئيس حزبي وليس كرئيس جمهورية، أضفى الصفة الرسمية على الوضع الفعلي من خلال انتخابات أمس.

«نتائج انتخابات الأمس لم تفرح لا تركيا ولا أردوغان، ولا ريب أن أردوغان، الذي لجأ إلى ورقتي الفوضى والإرهاب عقب خسارته السلطة المنفردة في انتخابات 7 يونيو عام 2015 واسترجعها مرة أخرى في انتخابات 1 نوفمبر عام 2015، سيبذل قصارى جهده ليسترجعها مرة أخرى» حسبما يرى المحلل السياسى محمد عبيد الله فى مقاله « أردوغان رئيس النظام الجديد في تركيا بفضل القوميين»

أردوغان أصبح رئيسًا بفضل القوميين، فقد فاز بنسبة 52.5 % من الأصوات دون الحاجة إلى جولة ثانية بفضل تحالف الجمهور الذي شكله مع حزب الحركة القومية، بينما حصل أقوى منافسيه محرم إينجة على 31 % من الأصوات وهي أعلى نسبة قد يحصل عليها حزب الشعب الجمهوري، وعلى الصعيد الآخر حصل المرشحون الآخرون ميرال أكشينار وتمل كرم الله أوغلو ودوغو برينتشاك وصلاح الدين دميرتاش على نسب تصويت أقل من المتوقع، الأمر الذي حال دون تراجع نسبة أصوات أردوغان إلى أقل من 50 % في الجولة الأولى.

ويتسائل «عبيد الله» فى مقاله من الفائز بالانتخابات؟، مردفا، نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي شهدت أعلى نسبة مشاركة في تاريخ السياسة التركية لا يعد انتصارا لأحد بالمعني الحقيقي. وهذا الحكم ينطبق على أردوغان الذي فاز من الجولة الأولى وحزبه الذي جاء في المرتبة الأولى، نظرا لأن أردوغان رغم أنه فاز بالانتخابات الرئاسية إلا أن حزبه حصد 290 مقعدا فقط بالبرلمان من أصل 600 مقعدًا. بمعنى أنه فقد الأغلبية البرلمانية اللازمة لتشكيل الحكومة المنفردة.

 

الحركة القومية التركية

يرصد الكاتب دور الحركة القومية التركية، حيث يؤكد أنه فى الوقت الذى حصل فيه حزب العدالة والتنمية على 49.49 %من الأصوات خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي أقيمت في الأول من نوفمبرعام 2015، تراجع رصيده من الأصوات خلال هذه الانتخابات بواقع 7 %،  كما أنه كان حصد 317 مقعدًا في انتخابات عام 2015، فيما حصد 291 مقعدًا خلال هذه الانتخابات، وقد حصل حزب الحركة القومية على 49 مقعدًا، وهي نسبة مقاربة لما حصل عليها في الانتخابات البرلمانية السابقة، وأصبح الحزب المحوري بالبرلمان، ولكن من أين وكيف حصلت الحركة القومية على هذه الأصوات بينما المتوقع أن تنخفض نسب أصواته نظرًا لأن حزب ميرال أكشينار المنشقة منها تجاوز حاجز 10%ة وحصل على 47 مقعداً؟، ليجاوب قائلا، هذا الأمر يكشف أن أردوغان بنى لعبته الانتخابية على حساب الحركة القومية.

الأكراد فى الانتخابات التركية

يعتبر «عبيد الله»، أن الأنظار كانت  مصوّبة على حزب الشعوب الديمقراطي الكردي الخطير في هذه الانتخابات، إذ نجح الحزب في تجاوز الحد الأدنى لدخول البرلمان على الرغم من اعتقال رئيسيه السابقين صلاح الدين دميرتاش وبرفين بولدان وعشرة من نوابه والعشرات من رؤساء البلديات التابعين له. وبهذا أحبط الشعوب الديمقراطي “خطة أردوغان لمنعه من تجاوز الحد الأدنى، ويتابع، فى الواقع أنه كان يتوجب إبطال هذا الشرط غير الديمقراطي الذي وضعه الجنرال كنعان أفران وفريقه الذين نفذوا انقلابا في عام 1980 لإبقاء الأكراد خارج البرلمان.

وعلى الرغم من تعهد حزب العدالة والتنمية بإلغاء هذا الشرط فإنه لم يفِ بوعده إلى الآن نظراً لأنه صبّ في مصلحته، لكن الشعب حطم بنفسه حاجز الـ10%  للتمثيل البرلماني، كما أن الأمر الآخر الملفت هو تراجع دعم حزب الشعوب الديمقراطي في المدن الشرقية ذات الغالبية الكردية، وفي المقابل زيادة نسبة أصواته في المدن الغربية. ويوضح هذا الوضع أنه من الممكن أن يصبح في المستقبل “حزب تركيا” وليس “حزب الأكراد” فقط.

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق