«جماهيرهم وجماهيرنا» لماذا لم يسب مشجعو المنتخبات الخاسرة لاعبيهم؟

الثلاثاء، 26 يونيو 2018 01:10 ص
«جماهيرهم وجماهيرنا» لماذا لم يسب مشجعو المنتخبات الخاسرة لاعبيهم؟
المنتخب المصري
كتب مايكل فارس

العديد من المنتخبات بخلاف مصر، كالسعودية والمغرب وتونس، ودعوا كأس العالم،ولم نرى جمهور تلك المنتخبات يهاجم اللاعبين أو الجهاز الفنى بتلك الشراسة التى تقضى على كل الآمال والطموحات، بل اقتصر الأمر على مجرد النقد البناء وتصحيح الأخطاء التى وقعوا فيها لمعالجتها، والشد على ايدى بعضهم البعض والعزم على تحقيق الحلم مرة أخرى بالوصول إلى مونديال 2022.

عقب خسارة المنتخب المصري أمام نظيره السعودي أمس، بنتيجة 2-1، على ملعب "فولجوجراد" فى الجولة الختامية للمنتخبين بدور المجموعات بكأس العالم المقامة حاليا بروسيا،  بدأت أزمة كبرى تواجه المنتخب المصري، ليست فى خروجه المبكر من كأس العالم، بل فى نظره المجتمع المصري للمنتخب الذى رآه قد خسر أمام المملكة.

الجماهير المصرية، رأت أن منتخب مصر ودع بطولة كأس العالم المقامة حاليًا بروسيا مبكرًا، بعد الخسارة أمام أوروجواى بهدف دون رد، ثم من روسيا بنتيجة 3/1، لتُكتب نهاية الفراعنة فى المونديال من دور المجموعات، ولم يتبقى مباراة وحيدة أمام منتخب السعودية مجرد "تحصيل حاصل" ، ولكن كانت هناك رغبة جامحة أن يحقق الفراعنة أول فوز لهم فى كأس العالم أمام المنتخب السعودى، إلا أن الرياح أتت بما لا تشتهى السفن، وتعرض المنتخب الوطنى للهزيمة الثالثة أمام الأخضر السعودى، فى الوقت القاتل بعدما أحرز سالم الدوسرى هدف الفوز فى الدقيقة 91 من عمر المباراة.

 

السباب والشتائم

ظهرت  بعض مقاطع الفيديو على مواقع التواصل الإجتماعى لمجموعة من الجماهير تهاجم وتسب لاعبى المنتخب بأفظع الألفاظ لحظة خروجهم من ملعب المباراة، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل انقلب الجميع على المنتخب عقب تلك الخسارة وأصبحت مواقع السوشيال ميديا أرض خصبة لكل من يرغب فى مهاجمة الجيل الحالى من اللاعبين، وانتقادهم بطريقة لاذعة ليس بها أى نوع من أنواع الوعي، لتعكس مدى الأزمة التى نعانى منها بعيدًا عن الملاعب.

 

 «الروح الرياضية» و « المكسب والخسارة»

كرة القدم مثل أى كرة تعترف بمبدأي المكسب والخسارة والروح الرياضية،  وأى منافسة شريفة أخرى سواء بين أفراد أو مؤسسات، إلا أن هزيمة المنتخب أمام السعودية كشفت أزمة أخلاق كبرى سنظل نعانى منها بسبب قلة الثقافة وعدم الدراية بأن "الرياضة أخلاق" قبل أى شيء أخر، فالأزمة أصبحت أزمة أخلاق وقلة ثقافة وليس فوزًا أو خسارة، فتلك الجماهير التى هاجمت اللاعبين وسبتهم بأبشع الألفاظ عقب الخسارة من السعودية ووداع مونديال روسيا 2018، هى نفسا التى كانت تصفق وتهلل لهؤلاء اللاعبين عندما نجحوا فى الوصول لنهائى بطولة أمم أفريقيا، ثم النجاح فى التأهل لكأس العالم بعد غياب دام 28 عامًا.

 

هانى رمزى  المدير الفنى الأسبق للمنتخب الأوليمبى، المساعد الفنى لمدير قطاع الناشئين لفرق المسابقات بالأهلى حاليا، يرى أن النقد مطلوب فنيا بشرط أن يكون بناء بدون تجريح فى ولادنا بألفاظ خارجه،  نحافظ عليهم ونقف بجانبهم فى وقت العثرات والإخفاق« مش لما يكسبوا نجرى نتصور معاهم ونمدحهم ولما نخسر تسبهم.. اقفوا جنب لعبيتنا فى الفشل والشده قبل النجاح» بحد قوله.

 

وأضاف فى تصريحات صحفية عقب ما رآه من إهانات للاعبي المنتخب:«"للأسف عندنا ثقافة وحشه جدا إننا وقت الفرح والفوز نمجد بزيادة ونعمل منهم أبطال ووقت الخساره ننزل بيهم لسابع أرض.. التقييم الموضعى فى الفوز والخساره مفقود عندنا للأسف».

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق