نبوءة فيلم ولاد العم تتحقق.. هكذا يمكن أن تستفيد السينما من تطور التكنولوجيا

الثلاثاء، 26 يونيو 2018 10:00 م
نبوءة فيلم ولاد العم تتحقق.. هكذا يمكن أن تستفيد السينما من تطور التكنولوجيا
الروبوت Geminoid F الذي ابتكره صناع الأفلام اليابانية
حسن شرف

لم يكن يتخيل الكاتب والسيناريست عمرو سمير عاطف، أثناء اشتراكه مع المخرج شريف عرفة في فيلمهما الشهير «ولاد العم» في العام 2009، بطولة النجوم كريم عبد العزيز وشريف منير ومنى زكي، أن تقديمه برنامجا يستخدمه الموساد الإسرائيلي لتحويل الكتابة إلى أصوات حقيقية، سيتحول بعد سنوات عدة، لم تتجاوز العقد الواحد، إلى حقيقة واقعة.
 
البرنامج استخدمه دانيال (شريف منير) لإقناع سلوى (منى زكي) أن خالتها بخير، وظهرت سهولة استخدامه عندما كان يكتب الضابط الإسرائيلي نصًا، ويحوله البرنامج إلى صوت الخالة الحقيقي، ولم تستطع سلوى أن تتعرف على حقيقة الصوت، إلا عندما اختبرته بسؤال خاص لا يعرف إجابته سواهما.
 
 
 
لم تتوصل التكنولوجيا في هذا التوقيت - أثناء عرض فيلم ولا العم - إلى هذا التقدم من خلال وجود البرامج التي تستخدم بسلاسة ويسر.
 
في نهاية العام 2016، وتحديدًا في شهر نوفمبر - بعد 7 أعوام من فيلم ولاد العم - أعلنت شركة «Adobe» صاحبة برنامج تحرير الصور «Photoshop» عن مشروع تكنولوجي جديد، من شأنه أن يحدث طفرة في عالم التكنولوجيا وصناعة الأفلام.
 
 
الشركة الأمريكية أطلقت على مشروعها الجديد اسم «VOCO»، الذي يحاكي في استخدامه نفس فكرة الجهاز الذي ظهر في فيلم ولاد العم، ويحتاج هذا البرنامج فقط إلى مقطع صوتي مدته 20 دقيقة تقريبا من خطاب مسجل، حتى يتمكن من التعرف على التركيبة النغمية للصوت المراد فبركته، ويقوم البرنامج بدوره بتحويل النص الصوتي إلى كتابي، ويمنح الفرصة للمستخدم للحذف أو التعديل أو الإضافة كيفما شاء، فضلًا عن إمكانية حفظ الصوت لاستخدامه في نص آخر.
 
وفي أبريل الماضي، انتشر مقطع فيديو للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، بشكل واسع على شبكة الإنترنت، يظهر فيه وهو ينتقد ويوجه إهانات للرئيس الحالي دونالد ترامب، وكان المقطع مصنوعا باستخدام برنامج تقنية «deepfakes»، التي يمكن استخدامها لإنتاج شرائط مفبركة بشكل يبدو واقعيا للغاية.
 
 
الفيديو الذي يلفت الانتباه إلى مخاطر تكنولوجيا، تم الكشف في منتصفه عن أن أوباما لم ينطق بهذه الكلمات، وأن قائلها هو الكاتب والمخرج الأمريكي جوردان بيل، الذي تم إدخال صوته وفمه رقميًا على وجه الرئيس الأمريكي السابق.
 
ووفقا للمواقع المتخصصة، فإن استغراق إنتاج الفيديو الواحد يصل إلى 50 ساعة تقريبا، ومن الممكن أن تقل أو تزيد، إضافة إلى مساعدة من محرر فيديو محترف، وبالتأكيد مع تطور تلك التقنيات فإن إنتاج الفيديو الواحد مستقبلا لن يتجاوز دقائق معدودة.
 
 
 
 
لا يشغلنا في هذا التقرير إثبات عظمة تلك التقنيات، أو التحذير من خطرها على المجتمعات، وإنما التفكير في مدى تأثيرها على صناعة السينما والدراما، ولهذا تواصلت «صوت الأمة» مع الكاتب والسيناريست عمرو سمير عاطف، الذي قال إنه لا يعتبر مشهد فيلم «ولاد العم» إنجازا أو نبوءة بالمعنى التقليدي للكلمة، وإنما جاء المشهد نتيجة الاطلاع والقراءة في هذا المجال، مشيرا إلى أنه يجب على الكاتب أن تكون لديه مساحة من الخيال تمكنه من تقديم أشياء ليست موجودة في الواقع.
 
وأضاف "عاطف" أن تطور التكنولوجيا، خاصة تلك التقنيات، بإمكانه أن يساهم في تطور الصناعة في العالم، مشيرا إلى أنه من الممكن أن نشاهد أعمالا درامية معتمدة على «الروبوتس»، لكن بشرط أن يتم توظيفها دراميا بشكل سليم.
 
download
 
 
وأوضح كاتب فيلم ولاد العم، أن تلك التقنيات اقتربت من أن تحيي ممثلين رحلوا عن عالمنا، وهذا سيحدث خلال السنوات الثلاثة المقبلة، واقتربنا من أن نشاهد نجومنا الراحلين بشكل مكثف، خاصة أننا شاهدنا أم كلثوم على المسرح بعد وفاتها بعقود بفضل تقنية «الهولوجرام»، ولكن الفكرة - على حد وصفه - ليست في إحياء هؤلاء الممثلين، ولكن في مدى قبول الجمهور ورغبته في مشاهدة هذه الأعمال، وتفضيلها على أعمال نجوم حاليين، لأن الجمهور ينتظر دائما من النجم المعاصر أن يفاجئه، إنما لن يقدم الراحلون سوى إبداع شخصيات موجودة بالفعل، وتتوقف نجاح التجربة على مدى جماهيرية هؤلاء الأشخاص.
 
وأكد أن فكرة إحياء الممثلين القدامى فكرة قد لا يكون لها مردود اقتصادي، خاصة أنه تغيرت اهتمامات الأجيال الحالية، واختلفت نظرتهم للأمور. 
 
وتأكيدا على الفكرة التي نحن بصددها، فبالعودة 14 عاما إلى الوراء، قدم النجم العالمي ويل سميث فيلم أنا روبوت (I،Robot)، المصنف في فئة الخيال العلمي، تدور أحداثه في المستقبل، وبالتحديد في العام 2035؛ حينما تطورت التكنولوجيا وصنعت آليين فائقي القدرات يساعدون البشر في كل الأنشطة الممكنة، وفي هذه الأجواء يعيش ضابط شرطة شيكاغو ديل سبونر المحب للآليين، الذي يُكلَف بالتحقيق في جريمة قتل خبير تطوير للآليين، وعندما يكتشف شواهد تشير إلى تورط آلي يدعى "سوني" في الجريمة؛ يتحول الأمر إلى خوف حقيقي؛ لأن خرق الآليين اتفاق الاحترام المتبادل مع البشر يعني أن يتمكنوا من السيطرة على العالم بسهولة فائقة.
 
 
 
يبدأ ديل التحقيق في الأمر وحماية مصير البشر، مستعينًا بالطبيبة النفسية سوزان كالفن المتخصصة بدراسة الحالة النفسية للآليين، ولم يكن صناع الفيلم يعلمون أن الأمر لن يمتد إلى 2035، بل بعد سنوات قليلة للغاية من وقت صناعة الفيلم.
 
__5951fb30b1992
 

 

 

تعليقات (1)
كيف عرفتم
بواسطة: ديفيد
بتاريخ: الإثنين، 03 سبتمبر 2018 04:00 م

مرحبًا.أنا أعشق هذا الفيلم، لكن كيف عرفتم أن "لم تتوصل التكنولوجيا في هذا التوقيت - أثناء عرض فيلم ولا العم - إلى هذا التقدم من خلال وجود البرامج التي تستخدم بسلاسة ويسر"؟!ربما كان هذا الاختراع موجودًا وسمع عنه البعض بمن فيهم المؤلف!

اضف تعليق