هل يخترق داعش إعلام العراق؟.. سر البيانات المزعجة بشأن 6 رهائن لدى التنظيم

الثلاثاء، 26 يونيو 2018 12:00 م
هل يخترق داعش إعلام العراق؟.. سر البيانات المزعجة بشأن 6 رهائن لدى التنظيم
مقاتلو تنظيم داعش الإرهابي - أرشيفية
حازم حسين - وكالات

جانب كبير من حرب الإرهاب في المنطقة، خاصة تنظيم داعش، إعلامي ونفسي في المقام الأول، ربما لهذا اهتم التنظيم الإرهابي الأخطر خلال السنوات الماضية بتدشين قاعدة إعلامية ضخمة.

منذ نجاحه في السيطرة على مناطق شاسعة من العراق وسوريا، وسيطرته على كثير من الموارد المالية ومناطق الثروات النفطية، وظف تنظيم داعش حصة من مدخولاته المالية للإنفاق على العمل الإعلامي، فدشّن عددا من الإصدارات الإعلامية بينها مجلات مطبوعة ومواقع إلكترونية وقنوات عبر منصات الفيديو الشهيرة وفي مقدمتها يوتيوب.

الشاهد القوي في هذا الاهتمام الإعلامي يتمثل في المحتوى المرئي الذي درج التنظيم الإرهابي على بثه بين وقت وآخر، سواء فيديو حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، أو فيديو ذبح عدد من الأقباط في ليبيا، وهي المقاطع التي جرى إخراجها بتقنيات بصيرة متطورة، سواء على مستوى التجهيزات والمعدات، أو على مستوى العمليات الفنية من مونتاج وميكساج وإخراج.

على الجانب الآخر كان واضحا لدى الدول التي تواجه التنظيم أن جانبا كبيرا من الحرب يرتبط بالإعلام، لهذا ركزت وحدات الجيش العراقي، ووحدات الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية، على تدمير البنية التحتية للأذرع الإعلامية للتنظيم، والأمر نفسه فعلته القوات المسلحة المصرية في سيناء، خلال العملية الشاملة "سيناء 2018" إذ دمرت أوكارا وأجهزة ومعدات ومحطات بث كان التنظيم يستخدمها في إنتاج المحتوى وترويجه، ولعل هذا الاستهداف لعب دورا مهما ومباشرا في القضاء على جانب غير قليل من قدرات التنظيم على البقاء التكتيكي في مناطق سيطرته، أو الجيوب الخفية الملحقة بها، وبالتبعية على أدائه المباشر في ميدان الحرب بسبب انقطاع الاتصال مع عناصره، وضياع أداة التأثير المعنوية المهمة التي كان يُغذي بها الحالة النفسية لمقاتليه.

خسارة داعش الكبيرة على الصعيد الإعلامي يبدو أنها كانت أمرا مزعجا للتنظيم، ويبدو أنه سعى إلى إيجاد نوافذ بديلة لها، سواء عبر التنسيق مع جهات أخرى، أو عبر تسريب أخبار وبيانات كاذبة، وهو ما تورط فيه الإعلام العراقي مؤخرا بإذاعة شائعات ومعلومات مغلوطة عن عدد من الرهائن المتحتجزين لدى التنظيم، بشكل ربما يكون داعما لمقاتلي داعش أكثر من دعم القوات العراقية التي تواصل حربها على التنظيم.

تفاصيل الأمر كشفها بيان صادر عن قيادة العمليات المشتركة في العراق، أوضحت فيه عدة أمور تخص الرهائن الستة المختطفين لدى تنظيم داعش الإرهابي، وكشفت بعض التفاصيل عنهم وعن عملية الاحتجاز، ودعت في الوقت نفسه وسائل الإعلام إلى عدم الانجراف وراء البيانات غير الموثقة، والتورط في بث معلومات مغلوطة وشائعات غير دقيقة.

القيادة قالت في بيانها الذي نقلته "السومرية نيوز" العراقية، إنه "في الوقت الذي تبذل فيه قواتنا جهودا مكثفة لإطلاق سراح المختطفين من أهالي كربلاء والأنبار، الذين اختطفهم التنظيم في طريق ديالي كركوك، فإن قيادة العمليات المشتركة تدعو وسائل الإعلام إلى توخي الدقة في نقل المعلومات، وعدم بث شائعات غير صحيحة عن إطلاق سراحهم، حفاظا على أرواحهم"، وشددت القيادة على أنها "حريصة على إيصال أي معلومات عن هؤلاء المختطفين".

الإيضاح الذي تضمنه البيان يأتي عقب تسريب أنباء منسوبة إلى مصادر أمنية وعسكرية عراقية مسؤولة، في وقت سابق، تضمنت الإشارة إلى تحرير الرهائن الستة المختطفين لدى التنظيم الإرهابي خلال عملية أمنية جرى تنفيذها مساء الاثنين، وهو ما تبين لاحقا أنه غير دقيق.

السؤال المهم بين فجوة المعلومات المنسوبة لمصادر أمنية، ورد القيادة المشتركة، هو هل جرى تسريب هذه المعلومات عبر جهة لها مصلحة في خلق حالة من اللغط والبلبلة حول الرهائن الستة وجهود تحريرهم؟ وهل إشاعة الانتهاء من تحريرهم قد تقلل الضغط الشعبي والاهتمام بملاحقة التنظيم في ديالي والأنبار؟ والسؤال الأخطر الذي يتخفى خلف السؤالين هو: هل يخترق تنظيم داعش إعلام العراق؟

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق