أكبر طالب ثانوي في مصر.. «المليجى» يتفوق على الزمن ويهزم مقولة "النقش على الماء"

الخميس، 28 يونيو 2018 10:00 م
أكبر طالب ثانوي في مصر.. «المليجى» يتفوق على الزمن ويهزم مقولة "النقش على الماء"
الأول على الثانوية الفندقية
محمد فرج أبو العلا

بعدما أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، فى مؤتمر صحفى اليوم الخميس، نتيجة امتحانات الدبلومات الفنية 2018، وأسماء الأوائل، كانت المفاجأة بأن الطالب الذى حصل على المركز الأول فى الثانوية الفندقية يبلغ من العمر 50 عاما، وهذا الخبر يجعلنا نتوقف كثيرا وننتبه لما حدث، وقد يعيد البعض حساباته أيضا فى فكرة وأسلوب وطريقة وسن التعليم من جديد، وقد نصل إلى نتائج تساعدنا فى بناء مستقبل أفضل للأجيال الحالية والمقبلة أيضا، ونعود إلى ثقافة التعلم فى كل وقت وبأقل الإمكانيات.

 

الأول على الثانوية الفندقية عمره 50 عاما

واللافت للانتباه أيضا، ما قاله أحمد محمد المليجى إبراهيم، الأول على الثانوية الفندقية بإجمالى 93.86%، والذى يبلغ من العمر 50 عاما، بعد إعلان النتيجة، حيث أكد أن لديه إصرار ورغبة فى التعليم، خاصة أنه من محبى القراءة ولدية عزيمة على التعلم، وأنه ينوى استكمال مشواره بالالتحاق بالجامعة، وأنه سيختار ما يناسبه من الكليات، مشيرا إلى أنه كان لديه الكثير من وقت الفراغ ما جعله يستطيع أن يستمر ويكمل فى التعليم.

 

وقال "المليجى" إنه من مواليد الستينات، ويدرس فى مدرسة شبرا الثانوية الفندقية، ويعيش مع والدته وغير متزوج ويعمل فى محل ورثه عن والده، ولن يغير مجال عمله، وأنه سيستمر فى العمل إلى جانب الالتحاق بالجامعة، موجها رسالة لكل طالب فى مراحل التعليم المختلفة، تفيد بأن التعليم لا يعرف سن، وأنه على الإنسان أن يسعى دائما للوصول لما يتمناه.

الطالب

وحول ما قيل سلفا أن التعليم فى الصغر أسهل كثيرا من التعليم فى الكبر بالمقولة المأثورة "التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر والتعليم فى الكبر كالنقش على الماء".. لا أدرى كيف يمكن أن يكون هذا صحيحا، فالأطفال يبذلون مجهودا كبيرا جدا لكى يتعلموا أشياء بسيطة للغاية، فى حين يستطيع البالغون تعلم أضعافها بكل سهولة ويسر، ولذلك يجب أن نعلم جميعا أن التعليم لا علاقة له بالسن، وأن الطموح لا علاقة له بالمرحلة العمرية التى يعيشعا الإنسان، وأن النجاح وتحقيق الهدف يحتاج منا فقط إلى عزيمة وصبر، حيث يستطيع كل منا أن يقهر الظروف ويصنع مستقبله ويحقق أهدافه بنفسه دون الاعتماد الآخرين.


دراسة أمريكية: التعليم المدرسى مفيد حتى سن الـ60

كشفت دراسة حديثة أعدها فريق من الباحثين بجامعة كاليفورنيا الأمريكية، أن المستويات المتقدمة من التعليم لا تساعد على صقل المهارات المعرفية لطالب العلم -مثل التفكير المنطقى وسرعة معالجة المشكلات وغيرهما- فحسب، بل تقلل أيضا من احتمالات تدهور الوظائف المعرفية فى مراحل متقدمة من عمر الفرد تصل إلى سن الـ60، وأن قدرات العقل الإدراكية -مثل الذاكرة والتركيز- لا تتوقف عند سن محدد، بل قد تمتد إلى ما بعد استكمال الفرد لمسيرته التعليمية.

 

دراسة أخرى تحت عنوان "التعليم فى المراهقة يرفع درجات الذكاء"، انتهت إلى أن كل سنة دراسية بالمرحلة الثانوية تعنى تقدما بمعدل درجتين إلى أربع درجات فى اختبار الذكاء (IQ) خلال مرحلة المراهقة والمراحل المبكرة للنضوج، بل أيضًا فى مراحل لاحقة ومتقدمة من العمر، مع الأخذ فى الاعتبار الفروق الفردية الخاصة بمستويات الذكاء، وكذلك المستوى الاجتماعى والاقتصادى لأفراد العينة.


تقدم العمر يزيد من الخبرات المعرفية

ووما سبق يتبين أنه كلما تقدم الإنسان فى العمر كلما تزايدت خبراته، ولكنه يصل بعد ذلك لمرحلة تكون فيها هذه الخبرات عامل طرد لأى خبرات أو معارف جديدة، لذلك يقولون فى البرامج التدريبية: "حتى تتعلم الجديد عليك أن تتخلص مما تعرفه"، كما أن سرعة التعلم تتناسب طرديا مع الحصيلة المعرفية حتى منتصف العمر، وتتناسب عكسيا مع الحصيلة المعرفية بعد منتصف العمر.

 

ولا ننسى فى هذا السياق أن نذكر قول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فى الحديث القدسى: «منْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ، وَإِنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، حَتَّى الْحِيتَانِ فِي الْمَاءِ، وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ، كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، إِنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ، إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا، إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ»، ونذكر أيضا القول المأثور: «اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد».

 

اقرأ أيضا:

كيف يحكم «مارك» العالم بفضائه الأزرق؟.. «فيس بوك» يشارك في صناعة وتمويل الإرهاب

حتى لا ننسى جرائم الإخوان بعد 30 يونيو.. مخططات الجماعة لضرب الاقتصاد القومي

جهود شعبية ورسمية وأزمة الثأر عرض مستمر.. هل تغلق الدولة حنفية الدم في الصعيد؟

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق