المستنقع السوري يغرق قوات تركيا.. وهذه هى المحاذير الأمريكية لأردوغان

الخميس، 05 يوليو 2018 08:00 ص
المستنقع السوري يغرق قوات تركيا.. وهذه هى المحاذير الأمريكية لأردوغان
سوريا
كتب مايكل فارس

بدأ الجيش التركي هجوماً واسع النطاق على بلدة عفرين شمالي السورية على الحدود التركية، مطلع العام الجاري، فى عملية أطلقت عليها «غصن الزيتون»، وبعدها أعلنت فيه الولايات المتحدة الأمريكية أنها ستدعم تشكيل قوة من الأكراد في المدينة تتألف من 30 ألف مقاتلا لحماية الحدود، وهو ما اعتبرته أنقرة يشكل تهديداً لأمنها القومي، حيث اتهمت تلك القواتِ الكرديةَ بأنها تابعة لحزب العمال الكردستاني المصنف على لائحة الإرهاب في تركيا وأمريكا.

بعد مرور نصف عام من التوغل التركي فى عفرين ومنبج السورية، توترت العلاقات الأمريكية التركية بشكل ملحوظ، وصل إلى تراشق وتهديدات مبطنة بين الطرفين، وفى أحدث هذه التصريحات ما قاله السيناتور الأميركي، لينزي غراهام عضو جمهوري، في لجنة خدمات القوات المسلحة، بمجلس الشيوخ، الأمريكي  لرويترز، بعد اجتماعه هذا الأسبوع، مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن تركيا يجب أن تدعم وجودا أمريكيا مستمرا في سوريا

 

 تركيا يمكن أن تجد نفسها في مستنقع إذا عمقت تدخلها في الحرب الأهلية متعددة الأطراف في سوريا، هكذا يرى غرهام الذى أضاف بعد لقاءه بأردوغان ضمن جولة في المنطقة شملت أيضا شمال سوريا والعراق: « حاولت إقناعه بأنك تحتاج أميركا في سوريا لأن تبعات رحيلنا ليست جيدة، أنت في غير حاجة لتوغلات أخرى في سوريا يقوم بها الجيش التركي لأنك ستجد نفسك في مستنقع».

 

ويرى غراهام إن إبقاء وحدات حماية الشعب شرقي نهر الفرات على مسافة 20 كيلومترا من منبج يجب أن يكون كافيا بالنسبة للجيش التركي، إلا أنه لم يعقب أحد من المسؤلوين الأتراك على هذه التصريحات.

فى يونيو الماضى،  توصلت واشنطن وأنقرة إلى اتفاق مبدئي تنسحبب مقتضاه وحدات حماية الشعب من منبج، بينما تقوم القوات الأمريكية، والقوات التركية معا بحفظ الأمن والاستقرار في المدينةوقاما فعليا بتنفيذ دوريات منسقة لكنها منفصلة هناك.

 

ويكمن الغضب التركي من أمريكا، بسبب دعم الأخيرة  لوحدات حماية الشعب  التي تعتبرها منظمة إرهابية، و البيت الأبيض عقب على عمليات التوتر ذلك فى بيان سابق أكد فيه أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أبلغ نظيره التركي أن استمرار العملية العسكرية ضد القوات الكردية، المدعومة من أمريكا، يزيد من خطر نشوب صراع مباشر مع القوات الأمريكية.

وتقول صحيفة واشنطن بوست فى تقرير تحليلي لها عن تلك الخلافافات، إن إصرار تركيا على العمل العسكري ضد القوات الكردية المدعومة من أمريكا، يتصادم بشكل كبير مع رغبة البنتاجون في دعم تلك القوات للتصدي لفلول تنظيم الدولة، الذين يُعتقد أنهم ما زالوا نشطين.

 

الكاتب المتخصص في الشؤون العسكرية باتريك كوبيرن في مقال له بعنوان «التوغل التركي في الجيب الكردي يهدد بفتح مرحلة أكثر دموية في الحرب الأهلية السورية»، نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية، يرى أن الحرب التي استمرت نحو 7 سنوات في سوريا واتسمت بالدموية قد تدخل مرحلة أكثر عنفا بدخول القوات البرية التركية إلى الجيب الكردي في عفرين شمال غرب البلاد.

 

ويرى كوبيرن، إن التوغل التركي يضيف بعدا جديدا للصراع في سوريا «ولعبة الشطرنج» الجارية حيث من المتوقع أن تضع هذه الخطوة الولايات المتحدة على خط المواجهة المباشرة مع حليف لها في حلف شمال الاطلنطي (الناتو) حيث ان تركيا تقاتل حليفا امريكيا في المنطقة .

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق