دخول مسرح الجريمة ليس كالخروج: الجاني يترك دائما ما يريده الطب الشرعي

الجمعة، 06 يوليو 2018 03:00 م
دخول مسرح الجريمة ليس كالخروج: الجاني يترك دائما ما يريده الطب الشرعي
صورة أرشيفية
علاء رضوان

«إن الجاني عقب مغادرته لمسرح الجريمة أصبح يحمل أثار من هذا المسرح لم يكن يحملها قبل دخوله المسرح»..تلك القاعدة الهامة الخاصة بعلوم مسرح الجريمة وهو المكان الحقيقي و الفعلي الذي اقتحمه فاعل الجريمة، وبالتالي يُعد المكان الذي مكث فيه الفاعل أو الفاعلون فترة من الوقت مكنهم من ارتكاب الجريمة، مخلفين وراءهم أثارا تدل عليهم.  

تستكمل «صوت الأمة» الحديث عن  مستودع الأسرار والشاهد الصامت على المجرمين المتمثل فى «مسرح الجريمة» من خلال استخلاص الأثار منه ورفعها وفحصها واستخلاص النتائج.

فى هذا الشأن، يكشف اللواء الكيميائي محمود الحارث الباسوسي، خبير فحص التزييف والتزوير والبصمات بمصلحة الأدلة الجنائية سابقا، أنه قبل الحديث عن استخلاص الآثار من مسرح الجريمة ورفعها لابد من التطرق إلى نظريات البحث الجنائي الفنى كالتالى:

أــ نظرية تبادل المواد:

ويمكن تبسيط مفهومها في أنه عند احتكاك أي جسمين صلبين ببعضهما فإنه ينشأ عند الاحتكاك تبادل للمواد أو بعضها المكونة من هذين الجسمين مع الأخر وبسهولة يمكن تطبيق ذلك في إطار البحث الجنائي علي مسرح الجريمة بالقول، إن الجاني عقب مغادرته لمسرح الجريمة أصبح يحمل أثار من هذا المسرح لم يكن يحملها قبل دخوله المسرح»، وأن مسرح الجريمة أصبح يحتوي على آثار عقب مغادرته الجاني له لم تكن موجودة قبل وصوله، وهذا المفهوم يمكن تطبيقه و تعميمه دون استثناء. 

crime22

 

اقرأ أيضا: مسرح الجريمة.. مستودع الأسرار والشاهد الصامت على المجرمين

ووفقا لـ «الباسوسى» فى تصريح لـ «صوت الأأمة»إن الجريمة الكاملة هي التي أحكم تخطيطها وتدبيرها وتنفيذها علي نحو لا يترك للباحث الجنائي إي فرصة لكشف غموضها مهما طال الزمن البحث فيها، ويؤمن أصحاب هذه النظرية بأن هنالك العديد من الجرائم الكاملة التي تم ارتكابها في أنحاء متعددة في العالم، ويدللون علي صحة نظريتهم بأن مثل تلك الجرائم لم يتم كشف غموضها حتى الآن.

بينما هناك فريق آخر يقول بأنه لا وجود للجريمة الكاملة ويستند أصحاب هذا الرأي علي تطبيقات نظرية تبادل المواد، فلا بد لمسرح الجريمة أي مسرح جريمة من أن يوجد به الآثار التي تساعد علي كشف هذا غموض الجريمة، كما يوجد علي الجاني مجموعة أخري من الآثار التي تساهم غفي كشف هذا الغموض، ومع التسليم بأنه قد وقعت جرائم كثيرة محكمة التخطيط والتنفيذ إلا أنه لابد من وجود خطاً ما هنا أو هنالك يكون بداية الخيط لكشف غموض الحادث-بحسب «الباسوسى».  

أما الجرائم التي يكشف النقاب عن غموضها فان ذلك ليس بدليل كافي علي كونها جرائم كاملة بل إشارة إلي أن هنالك خطاً أو قصور من الباحث أو الباحثين الجنائيين أدي إلي عجزهم عن رؤية الأثر المطلوب في مسرح الجريمة، أو عدم استخلاص المدلول السليم له أو قصور ما في وضع خطة البحث أو إجراءات تنفيذها.

download

اقرأ أيضا: علوم مسرح الجريمة.. دور البصمات الحيوية فى كيفية تعزيز أمن المجتمع

ومسرح الجريمة هو الشعاع الذي يضئ للباحث الجنائي الطريق للوصول إلي الجناة وكشف غموض الحوادث من خلال التعامل مع أدوات المسرح المتخلفة عند ارتكاب الحادث، وتقترب المساحة أو تبعد في تحديد الجناة، وضبطهم في ضوء التعامل الباحث الجنائي تعاملاً علمياً وفنياً مع الآثار الموجودة بمسرح الجريمة.

ب- الطبيعة لا تكرر نفسها

كافة ما خلقه الله عز وجل من حيوان أو نبات أو جماد يتميز بالفردية، فمن بين بلايين البشر في الأجيال المتعاقبة لن تجد التماثل بين شخصين، الأمر الذي لن يوقعنا في حيرة للتعرف عمن يكون هذا الشخص زيد أم عبيد أو حسن؟ بل إن الأدهش من ذلك أن نجد لكافة البشر أصابع حاملة لبصمات ويستحيل أن تتماثل بصمة إصبع مع بصمة آخر في كافة البشر وحتى على مدار الأجيال المتعاقبة، أيضا نفس الشيء بالنسبة للتوقيعات اليدوية سوف نجد استحالة التماثل التام بين التوقيعات، ليس فقط بين توقيعان لشخص وآخر، بل أيضاً استحالة التماثل التام في توقيعات الشخص الواحد، فالوحدة مع التنويع هما لب خصائص الطبيعة في كافة نواحيها-وفقا لـ«الباسوسى».

images

ذلك أن البشر شأنهم في ذلك شأن كافة ما خلقه الخالق ـ يتميزون بالوحدة في الشكل النوعي العام مع التنويع في التفاصيل التي تميز مخلوق عن آخر، وتميز بين إصبع وآخر، بل لو أننا قد فحصنا أوراق الشجرة الواحدة لوجدنا تماثلاً في شكلها العام مع التنويع في تفاصيلها، وينطبق ذلك أيضاً على كافة ما خلقه الله خالق هذا الكون جل جلاله. 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة