التعنت الإيراني في سوريا.. يزيد الوضع تعقيدا

الإثنين، 09 يوليو 2018 03:00 م
التعنت الإيراني في سوريا.. يزيد الوضع تعقيدا
سوريا
محمد الشرقاوي

طهران لن تسحب مستشاريها العسكريين من سوريا، إذا سيزداد الأمر تعقيدا، خاصة بعد تفاهمات روسية - إسرائيلية حول سحب القوات الإيرانية من سوريا مقابل انتشار الجيش السوري في الجنوب.

المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان، أمس الأحد، قال إن طهران لن تسحب مستشاريها العسكريين من سوريا، مضيفًا أن إيران ستواصل دعمها الحازم للمقاومة ولن تتراجع في القضية الفلسطينية ومواجهة تهديدات الكيان الصهيوني التي تستهدف أمن جميع دول المنطقة.

أضاف أن إسرائيل تسعى للهيمنة على سوريا بعد «داعش»، إلا أن قوى المقاومة والمستشارين العسكريين الإيرانيين سيستمرون بتواجدهم إلى جانب سوريا في التصدي للإرهاب، على حد قوله.

إيران لن تخرج

الرد الإيراني جاء ردا على الدعوة الروسية لإيران لسحب قواتها، بعد التفاهمات من الجانب الإسرائيلي، مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أكد ذلك، أواخر الشهر الماضي، قال إنه تم التوصل إلى اتفاق حول سحب القوات الإيرانية من جنوب غرب سوريا قرب الحدود مع إسرائيل، وتوقع تطبيقه خلال أيام قريبة.

وتتضمن التفاهمات بين موسكو وتل أبيب حول ما يسمى إعلاميا «صفقة الجنوب السوري»، يضمن الجانب الروسي عدم بناء قواعد إيرانية دائمة، مع حرية توجيه ضربات إسرائيلية ضد العناصر الإرهابية، وذلك خلال اجتماعات بين وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو محادثات مع نظيره الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، كذلك اتصالات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

لماذا تصر إسرائيل على الانسحاب الكامل لإيران من سوريا؟

ترى إدارة الاحتلال الإسرائيلي أن التواجد الإيراني يهدد الحدود الشمالية لها، فالميليشيات الإيرانية وعناصر حزب الله اللبناني تهدد بين الحين والآخر إسرائيل بحرب قريبة.

الانسحاب الإيراني يحظى بقبول لدى روسيا، صحيفة يديعوت أحرونوت، نقلت عن محلل الشؤون السياسية رون بن يشاي، إن المطلب الروسي لانسحاب القوات الأجنبية من سوريا ليس نابعاً من حب إسرائيل، وإنما من إدراك فلاديمير بوتين أن وجود القوات الإيرانية وميليشياتها في سوريا سيعرقل جهوده، بعد انتهاء الحرب، في فرض حل للصراع وبالتالي منعه من تحقيق مكاسبه الاقتصادية التي يريدها أو كما يريدها، إضافة إلى أن إسرائيل تعد الطرف الأقوى في المعادلة.

وانتهى إلى أن أي مواجهة بين إسرائيل وقوات الحرس الثوري الإيراني على الأرض السورية من شأنها أن تؤدي إلى سقوط نظام بشار الأسد، لأنه سمح للإيرانيين باستخدام القواعد العسكرية ومراكز القيادة في بلاده.

أمريكا على الخط

في الوقت ذاته تضع الإدارة الأمريكية شروطا على إيران تنفيذها مقابل عودة المباحثات حول الاتفاق النووي الإيراني، على رأسها الانسحاب الكامل لإيران من سوريا، ومنع دعم وتمويل المنظمات الإرهابية مثل حزب الله وميليشيات الحوثي في اليمن، ووقف نشاطات فيلق القدس في سوريا.

الجيش السوري في مناطق بالجنوب 

ميدانيا الجيش العربي السوري وصل إلى معبر نصيب الحدودي، بعد اتفاقات مع الميليشيات المسلحة المناوئة له، ما اعتبره مراقبون انتصارا كبيرا يسجل للرئيس بشار الأسد، وذلك لأن لعودة الجنوب السوري إلى الدولة له دلالات مهمة، قد تغير شكل الصراع في الأيام المقبلة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق