«هااا مين هناك».. من الجلابية للبالطو كيف تطور شكل الخفير على مدار الزمن

الثلاثاء، 17 يوليو 2018 04:00 ص
«هااا مين هناك».. من الجلابية للبالطو كيف تطور شكل الخفير على مدار الزمن
خفير الدرك قديما

شوط طويل قطعته رحلة العمل الأمني في أرجاء مصر، من الفتوة أو اعتماد الأهالي على أنفسهم، إلى وجود مؤسسات أمنية متماسكة، وخلال هذه الرحلة الطويلة كان "الخفير النظامي" واحدا من أبطال الأمن.

لعب "الخفير" دورا مهما في توفير الأمن لكثير من المناطق، خصوصا الأقاليم والقرى، وهذا الدور مرّ بمراحل وتطورات عديدة، تخص طبيعة العمل، وآلية اختيار القائم بهذا الدور، ونمط الملبس والتسليح، والرؤية الشعبية لهذا الشخص حارس الأمن.

"هااا مين هناك".. كلمات عالقة في أذهان كثيرين من الناس على خلفية متابعة الأفلام المصرية القديمة التي ظهر فيها "خفير الدرك" يحومون في المنطقة ليل نهار لحماية الأهالي وضبط الحالة الأمنية، وفور شعورهم بالخطر أو وجود شخص مشبوه، يرتفع صوتهم الجهور بالنداء "هااا.. مين هناك"، وبعد مطالبات كثيرين من الناس في الفترة الأخيرة بعودة الخفير مرة أخرى لشوارع مصر، سعيا لتعميق حالة الأمن في نفوس الأهالي، وتعقب المجرمين، وفي السطور التالية نوضح كيف تطور شكل الخفير على مدار الزمن.

 
download (1)

وكانت تنتشر فى أول الأمر وظيفة الخفير فى القرى الريفية وكانوا تابعين لعمدة القرية والأسلحة الخاصة بهم كان يتم تخزينها فى مقر تواجد العمدة، ويتجولون فى الشوارع لنشر الأمن فى القرية وفور شعوره بالخطر أو وجود أحد المشتبه فيهم يتوجه إليه ويمسك به لتقديمه لشيخ الخفر وهو أكبر الخفراء سنا للتعامل مع وتقديمه للمسئولين.

وظيفة الخفير لم تكن تشهد أي شروط أو إجراءات لشغلها أو الحصول على اللقب، بل ينتهي الأمر بأن يكون على علم بكيفية حمل سلاح وتنفيذ أوامر العمدة في حراسة القرية وأهاليها، ومع مرور الزمن وتقليل فكرة وجود عمدة فى القرى، وبالتالى اختفى معها بشكل كبير مهنة الخفير خاصة مع تدنى المرتبات التى يتقاضونها مما تسبب فى عزوف المواطنين عن شغل مهنة الخفير رغم حالات البطالة، إلا أنه فى السنوات القليلة الماضية ظهرت مرة أخرى مهنة الخفير ولكن بشكل جديد، حيث يكون الخفير حاصل على مؤهلات عليا من كليات مختلفة ويتم تعيينهم بناء على طلب من وزارة الداخلية وحاجة المديرية لهم بمعدل دفعة كل 4 شهور وذلك بعد التحرى عنهم أمنيا وجنائيا كباقى أفراد وهيئات الشرطة، ويتم تدريبهم أيضا على حمل السلاح وفرقة ضرب نار.

أما عن الملابس التى يرتديها الخفير فقديما كان من الممكن أن يرتدى جلبابا وحاملا سلاحه على ظهره وفى بعض القرى نجد البدلة الميرى الخاصة به باللون البنى وطاقية طويلة بها خط أحمر وسلاحه على ظهره، أما حاليا فقد صدر قرار من وزير الداخلية عام 2017 وتم نشره فى الجريدة الرسمية بتعديل الزى الخاص بالخفير لتتكون من جاكيت وبنطلون وبالطو فى الشتاء وطاقية كاكى برفرف من نفس قماش البدلة، ومطبوع عليها شعار الشرطة باللون الأصفر الذهبى.

44cb1473-06b3-48fb-ac9b-8a0ede443afa

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق