دمشق تستعيد عافيتها برعاية المخابرات العامة.. هكذا تساهم مصر في علاج جراح سوريا

الإثنين، 16 يوليو 2018 08:00 م
دمشق تستعيد عافيتها برعاية المخابرات العامة.. هكذا تساهم مصر في علاج جراح سوريا
الرئيس عبد الفتاح السيسى
كتب مايكل فارس

 

برعاية المخابرات العامة المصرية، تستعيد الدولة السورية عافيتها حاليا بعد سبع سنوات من المعاناة، وتدخلات مزعجة من عدد من الدول والقوى الإقليمية استهدفت استقرار النظام السوري ومصالح الدولة العليا.

الرؤية المصرية للملف السوري انحازت منذ اللحظة الأولى لصالح الشعب السوري، وضمان استقرار ووحدة الدولة السورية، في ظل أمواج عاتية من كل الجهات، حاولت تقطيع أوصال الدولة العربية الكبرى، والنيل من تماسكها الاجتماعي وأمنها القومي، ووفق هذه الرؤية تحركت الدولة المصرية، قيادة وحكومة، وتحركت المخابرات العامة المصرية، لإنجاز المصالحة بين الفصائل والقوى السورية، وهي ليست المرة الأولى التي تتحرك فيها مصر بشكل إيجابي في الملف السوري.

اليوم أسفرت الجهود المصرية عن توقيع عدد من الفصائل السورية المسلحة اتفاقا للمصالحة ووضع السلاح، بشكل سيعيد للدولة السورية جانبا كبيرا من استقرارها، بجانب النجاحات التي أحرزها الجيش العربي السوري في مواجهة الميليشيات الإرهابية المدعومة من عدة دول وقوى إقليمية وعالمية.

 

السيسي يدعم الدولة والشعب السوريين

طالما دعم الرئيس عبد الفتاح السيسي نظرة الدبلوماسية والمؤسسات المصرية للملفات الخارجية، التي ترتكز على حفظ وحدة الدول الشقيقة ومؤسساتها وشعوبها يدًا واحدة، وفي أحد تصريحاته قال: « مصر تدعم الجيوش الوطنية في المنطقة العربية، لحل الأزمات وحفظ الأمن والاستقرار»، ومن هذا المنطلق توسطت مصر بين النظام السوري والمعارضة المسلحة، واستطاعت إبرام اتفاق الهدنة في الغوطة الشرقية، ثم اتفاق الهدنة شمالي حمص، في محاولات لرأب الصدع في الملف الذي فشلت في حلّه دول كبرى ذات مصالح متضاربة.

طوال تفاعلها مع الملف استمرت مصر كطبيب يعمل في صمت، في معالجة جروح سوريا، واليوم الاثنين، وقع عدد من فصائل المعارضة المسلحة في الساحل السوري على اتفاق وقف إطلاق النار في القاهرة برعاية مصرية، وبضمانة روسيا من جانب، ورئيس تيار الغد السوري الشيخ أحمد الجربا، من جانب آخر، إذ شمل الاتفاق المشاركة في جهود مكافحة الإرهاب، والعمل على تسوية سياسية للأزمة السورية، وعودة اللاجئين والنازحين لمناطقهم، والإفراج عن المعتقلين، كما وقعت الفصائل المسلحة في ريف حمص الشمالي وعلى رأسها جيش التوحيد، على اتفاق أيضا في القاهرة، برعاية جهاز المخابرات العامة المصرية، وضمانة روسيا وبوساطة رئيس تيار الغد السوري الشيخ أحمد الجربا، للانضمام لجهود مكافحة الإرهاب في سوريا، وإنشاء قوى لحفظ الأمن والسلام في المنطقة.

ووجه قادة الفصائل المشاركة في اجتماعات القاهرة الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، تقديرا للجهود التي تبذلها مصر في حل الأزمة السورية ورفع المعاناة عن أبناء الشعب السوري.

 

مصر النزيهة

تيار الغد السوري المعارض، الذى يترأسه أحمد الجربا، يرى أن مصر طرف مقبول من جانب طرفي الصراع في سوريا، خاصة أن القاهرة لا أطماع لها أو مصالح خاصة، وتهدف إلى الحل السياسي السلمي لصالح الدولة السورية وشعبها، بحسب تصريحات سابقة له، متابعا: "اختيار مصر كدولة راعية لاتفاقيتي وقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي، كان نتيجة طبيعية وضرورية لدورها الفاعل، باعتبارها الأكثر حرصا على حرمة الدم السوري".

وأضاف الجربا، أن مصر لم تشارك بأية وسيلة من الوسائل في سفك الدماء، وتعتبر سوريا جزءا لا يتجزأ من تاريخها وسلامة أمنها القومي، كما أنها أكثر الدول التزاما بحل الأزمة السورية بالطرق السلمية، ولم تشارك نهائيا في سفك الدماء بسوريا.

 

لماذا مصر؟

يرى مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، أن ما جعل مصر وسيطا نزيها، هو أن الحكومة المصرية لم تتورط في مساندة أي من الحركات التي تناهض الدولة السورية، خصوصا الحركات الإسلامية المسلحة، وقد حاولت مصر التواصل مع بعض القوى السياسية المعارضة، لكنها كانت قوى معتدلة لا ترفع السلاح ولا ترفع راية الإسلام السياسي، بحسب تصريحات صحفية له، متابعا: "مصر لديها علاقات جيدة إلى حد ما مع معظم الأطراف المنخرطة في الصراع بسوريا، باستثناء الأطراف التي تدعمها تركيا وإيران".

 

بداية الدور المصري

كانت مصر قد بدأت تطبيق رؤيتها للحل السياسي بعقد مؤتمر للمعارضة السورية المعتدلة في القاهرة خلال يونيو 2015، إذ اتفق المعارضون السوريون في ختام المؤتمر على «خارطة طريق لحل سياسي تفاوضي» مستندة إلى اتفاق جنيف السابق، وتحققت مخرجات المؤتمر في رعاية مصر للمصالحات على الأرض السورية، الذي بدأ منتصف 2016 باتفاقية خفض التوتر في منطقة الغوطة الشرقية، ثم تلاها التوصّل إلى اتفاق في القاهرة حول إنشاء منطقة أخرى لتخفيف التوتر في شمال مدينة حمص، برعاية مصرية و روسية.

 

سبب نجاح المبادرات المصرية

الدور المصري فى المصالحة السورية، ارتكز على عدة نقاط هامة كانت السبب الرئيسى فى نجاحه، أولها أنه استبعد التنظيمات المصنفة بالإرهابية من قائمة المفاوضات، حتى لا يكسبها ذلك شرعية سياسية، بالإضافة إلى أن رؤية مصر  تلقى قبولا من عدة دول عربية ، وأيضا  وقوف مصر على الحياد منذ ما بعد 30 يونيو 2013، جعلها تكتسب ثقة جميع الأطراف على الأرض، لذا فدورها ينظر له على أنه الدور المحايد الذى يخلو من أي مصلحة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق