أقل دول العالم في عدد الأطباء والتمريض.. كيف تواجه وزيرة الصحة تحديات التطوير؟

الأربعاء، 18 يوليو 2018 09:00 ص
أقل دول العالم في عدد الأطباء والتمريض.. كيف تواجه وزيرة الصحة تحديات التطوير؟
وزيرة الصحة هالة الزايد- أرشيفية
كتب- محمد فرج أبو العلا

برغبة قوية وملحة ومجموعة من الإجراءات الجريئة، أرادت الدولة تغيير الواقع المرير الذى وصل إليه القطاع الصحى، والذى ظل سنوات طويلة لا يليق بكرامة المواطن، ولا بحلم الدولة الحديثة التى بدأت ملامحها تتشكل على يد الرئيس السيسى، الأمر الذى دفع القيادة السياسية إلى إعادة النظر فى وضع المنظومة الصحية ككل، فى محاولة صادقة وجادة لإصلاح ما أفسده السابقون بهذا القطاع الحيوى للغاية.
 
 
fa058160-31af-4b89-9463-b4777ceaf623
 
تحديات كثيرة تقف وراء تنفيذ حزمة الإجراءات أطلقها الرئيس السيسى، وكلف وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد بتنفيذها، حيث إن القاعدة الأساسية للقطاع الصحى فى مصر كانت فارغة تماما عن مضمونها، وأن الإصلاح لابد أن يشمل إعادة هيكلة وتطوير البنية التحتية للقطاع الصحى بأكمله من القاعدة حتى قمة الهرم، حتى يستطيع تقديم خدمة تليق بكرامة المواطن المصرى، جنبا إلى جنب الانتهاء من القضايا العالقة مثل قوائم انتظار المرضى وتطبيق المرحلة الأولى من نظام التأمين الصحى الشامل الجديد.

مصر أقل دول العالم فى الأطباء والتمريض
وعندما أعلنت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة، عن المخطط الاستيراتيجى للنهوض بالمنظومة الصحية، من خلال عدة محاور رئيسية وخلال فترة زمنية محددة، كانت تعلم تماما بأهم التحديات التى قد تقف وراء تنفيذ هذه المخططات، وتدرك جيدا حجم المشكلات التى تواجه آليات التنفيذ، ولعل أهمها الكادر البشرى الذى سوف تعتمد عليه هذه الخطط لتقديم الخدمة المتميزة واللائقة للمرضى من الموطنين.
 
 
30456845-5dd4-4deb-b5be-9406f77438d6
 
وفى هذا السياق قالت وزيرة الصحة: "أنا بشتغل على العنصر البشرى، ونحن من أقل دول العالم فى الأطباء والتمريض، ومن أقل الدول فى الإنتاج، عندنا مشكلة ولازم نواجهها، قعدت فى ملف التمريض شهر وعارفة تفاصيله، عندنا نقص فى التمريض، ومينفعش نحط شروط قاسية لدخول التمريض، وموضوع إنها لازم تجيب 70% حد أدنى، معناه إنى معنديش نقص، يعنى أروح أجيب اللى واخدين دبلومات واديهم دورات وأشغلهم وأسيب الولاد اللى هما عايزين يدخلوا التمريض، بالتالى مفيش حد أدنى للمجموع، وكل التظلمات تقبل، وبدل ما أخد البنت 270 من 280 وكانت من الأوائل فى الإعدادية ويروحوا بعدين تلاقى ناس مبتعرفش تقرأ وتكتب"، مشيرة إلى قرارها بزيادة عدد مدارس التمريض، مستطردة: "لازم نطور العنصر البشرى اللى بيعلم، والأمر الثانى زيادة الرواتب للناس دى وندربهم ونعلمهم تكنولوجيا".

مشكلات قطاع التمريض فى مصر 
وحول أهم المشكلات والتحديات التى تواجه قطاع التمريض الذى يعد أحد أهم أركان المنظومة الصحية، قالت الوزيرة: "بدل ما نجيب واحدة من وجه بحرى نوديها الصعيد.. طيب ما نشغل تمريض من الصعيد"، مؤكدة أن الفترة المقبلة ستشهد صورة مشرفة للممرضة، وأن الرسالة الإعلامية ستكون إيجابية فى هذا الشأن، وأن الآباء سيرحبون بإلحاق بناتهم فى التمريض، وأنه سم قبول كل تظلمات الممرضين والممرضات، لإحداث نقلة نوعية فى هذا القطاع.
 
 
e48a680e-f6b1-494a-8ba6-7321732070c7
 
وأشارت إلى أن بعض التغييرات التى حدثت فى بعض مديريات الصحة لأسباب موضوعية، مضيفة "لأننا غير راضين عن الخدمة، وكل همى التركيز على المريض، وهجيب للمريض أحسن حد يعالجه، لأن هذا حق المواطن المصرى، وأعمل على الأرض، ولم أسع قبل تولى الوزارة للظهور  فى وسائل الإعلام، مش جاية أحوش ولا أكوش".

خطة زيادة أعداد التمريض
وفى سبيل مواجهة أهم تحديات تطوير المنظومة الصحية، ومعالجة أوجه القصور الحالية والتى تتعلق بقلة أعداد هيئات الأطباء والتمريض على مستوى الجمهورية، أكدت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، أن عدد مدارس التمريض ستزيد العام المقبل من 370 إلى 500 مدرسة جديدة، مع تخفيف حدة شروط الالتحاق بتلك المدارس، ومن ثم الإقبال عليها من جانب الإناث والذكور، مشيرة إلى أنها ستقبل جميع التظلمات المطروحة، لحل أزمة النقص الشديد فى فرق التمريض بمستشفيات الدولة.
 
 
727ddbbc-b44e-4594-8d78-7c34cb908837
 
وحول شروط الالتحاق بمدارس التمريض، أوضحت الوزيرة، أنه سيتم خفض درجات ونسب القبول بمدارس التمريض، إلى جانب الإعلان عن زيادة الرواتب، وتوفير كافة السبل التكنولوجية أمامهم، لتعظيم وتعزيز قدرات جميع القائمين على تقديم الخدمة للمواطن المصرى، ومن ثم الوصول للأهداف المنشودة من أعمال التطوير.

تحسين الصورة الذهنية 
يبدو أن تحديات تطوير المنظومة من وجهة نظر الوزيرة ليست فى عدد الأطباء والتمريض، أو البنية التحتية للمستشفيات والمراكز والحدات الصحية فقط، ولكنها ترى أن تحسين الصورة الذهنية أو تغييرها لدى المجتمع من أهم التحديات التى بدأت فى مواجهتها، وقالت: الواقع يقول «إن الطبيب والممرضة مش بيشوفوا شغلهم»، مشيرة إلى أن العنصر البشرى افتقد أخلاقيات المهنة، وأن إدراكها لهذا الواقع هو ما جعلها تتعامل معه، موضحة أن الفترة المقبلة ستشهد انطلاق حملة إعلامية كبيرة لتحسين الصورة الذهنية للممرضات فى مصر، وتشجيع الأسر على إلحاق بناتهم بمدارس التمريض، كما أنها ستعيد النظر فى عقود الصيانة والأمن والنظافة، مشيرة إلى أنها أيضا جزء من التحديات.
 
e4274555-983c-4ff2-a406-bf1d4f06a739
 
ما سبق رصده قد يتفق بشكل كبير مع ما أعلنته الوزيرة فى خطة تنفيذ حزمة الإجراءات الإصلاحية التى يتبناها الرئيس عبد الفتاح السيسى، حيث أكدت الدكتورة هالة زايد، أهمية تحسين وتغيير الصورة الذهنية العالقة بعقول أفراد الشعب تجاه القطاع الصحى، وأن مشروع تحسين بيئة العمل للعاملين فى المجال الطبى الذى أعلنت عنه يستهدف تحسين بيئة العمل داخل المستشفيات ومنشآت تقديم الرعاية الصحية المتنوعة، مشيرة إلى أن المشروع يرتكز على نتائج دراسات علمية خاصة بأهم العوامل التى تؤثر على أداء مقدمى الخدمة  الصحية بشكل إيجابى، لصالح المرضى من المواطنين.

توفير الأدوية والألبان
وحول أزمة توافر الأدوية والألبان والأمصال واللقاحات، والتى تعتبر من أهم التحديات التى تقف أمام تنفيذ خطة تطوير المنظومة الصحية أيضا، أكدت الوزيرة فى الخطة المعلنة أنها وفرت المخزون الاستيراتيجى من الأمصال واللقاحات والألبان الصناعية، كما أن أزمة «نواقص الأدوية» على رأس أولوياتها المرحلة المقبل، لافتة إلى أن ملف الدواء يحتاج لإنشاء هيئة مستقلة لإدارته بعيدا عن وزارة الصحة، قائلة: "مينفعش وزارة الصحة تكون مسئولة عن كل حاجة، وفكرة قصص لجنة التسعير لن تتوقف".
 
 
اقرأ أيضا:

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق