روسيا الحيرانة تراقب ترامب القلقان.. لماذا تراجع دونالد عن موقفه الناعم من موسكو؟

الخميس، 19 يوليو 2018 01:00 م
روسيا الحيرانة تراقب ترامب القلقان.. لماذا تراجع دونالد عن موقفه الناعم من موسكو؟
الرئيسين الأمريكي والروسي- أرشيفية
كتب- صابر عزت

بدأت القضية التي أثارها مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي (أف بي آي)، بشأن تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية، تتخذ منحى أخر، خاصة بعد القمة التي جمعت بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونفى خلالها الأخير، خلال المؤتمر الصحفي تدخل بلاده في مسار الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية.
 
على غرار المسار الجديد، الذي بدأت القضية تتخذه، كان مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي (أف بي آي)، اتهم 13 مواطنا روسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي جرت عام 2016 وفاز فيها الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب. وأشار مجتمع الاستخبارات في الولايات المتحدة بثقة عالية أن الحكومة الروسية. تدخلت وأثرت بنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام (2016).
 
وذكر تقييم أجراه مكتب مدير الاستخبارات الوطنية في يناير (2017)، أن القيادة الروسية كانت تفضل المرشح الرئاسي دونالد ترامب على نظيرته هيلاري كلينتون، وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أمر شخصيا «بحملة تأثير» لإلحاق الضرر بفرص كلينتون الانتخابية و«إضعاف» الرأي العام في العملية الديمقراطية الأميركية.
 
وفي (17 فبراير2018)، استكمل مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي (أف بي آي) مسيرته، ووجه أصابع الاتهام إلى 13 موطنا روسيا، وكان تفصل الاتهامات التي تعرض لها المونون الروس، هي: 3 متهمين بالتآمر من أجل التزوير الإلكتروني، و5 بانتحال شخصيات وهمية. إضافة إلى اتهام 3 شركات روسية أيضا، من بينها شركة أنترنت مقرها في سانت بطرسبرج، التي وصفها تقرير الـ(أف بي آي) بأن هدفها الاستراتيجي كان «زرع الفتنة في النظام السياسي الأمريكي، من بينها الانتخابات الرئاسية لعام 2016».
 
كانت رؤية الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب للاتهامات الموجهة للجانب الروسي، مخالفة، عن ما  أثاره مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي (أف بي آي)، حيث قال «ترامب»، خلال قمة هلسنكي، أن الجانب الروسي لم يتدخل في الانتخابات الأمريكية لعام (2016). ورفض آنذاك الرئيس الأمريكي، توجيه الاتهامات إلى روسية أو توجيه إدانات إلى موسكو.
 
17 يوليو 2018.. التقى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في القمة المرتقبة والتي جمعت بين الجانبين، عقب مجموعة من المواقف الأمريكية الداعمة للرئيس الروسي، والتي كان أبرزها محاولة إعادة موسكو إلى مجلس السبع الكبار، وخلال اللقاء تحدث الرئيسين عن التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية (2016)، ونفى خلالها الرئيس الروسي، الأمر برمته.
 
وعقب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب على النفي قائلا: «لدي ثقة كبيرة في الاستخبارات الأمريكية لكنني أقول لكم إن الرئيس بوتين كان شديدا وقويا في نفيه تدخل بلاده في الانتخابات الأمريكية لعا (2016)»، ولكن ما من أحد يعلم ما قد حدث عقب ذلك، ليخرج الرئيس الأمريكي، اليوم في تصريحات قام بتمريرها للصحفيين في البيت الأبيض، ليعلن أنه كان يقصد العكس.
 
فقد جاء في نص تصريحات الرئيس الأمريكية، من داخل البيت الأبيض، أنه كان يقصد العكس عندما قال خلال قمة هلسنكي إنه لا يرى أي سبب يجعل روسيا تتدخل في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016.
 
وبحسب ما ذكرته صحيفة «شيكاجو تريبيون»، أخبر ترامب الصحفيين في البيت الأبيض اليوم بأنه كان يقصد القول: «إنه لا يرى لمَ لا تكون روسيا مسئولة» أي أنه لا يوجد سبب لاستبعاد تدخل روسيا في الانتخابات. وأضاف أن يقبل استنتاجات المخابرات الأمريكية بأن روسيا تدخلت في الانتخابات، لكنه نفى أن تكون حملته قد تواطأت في هذا التدخل.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب تحدث إلى الصحفيين بعد يوم من عودته من قمة فنلندا والتي أدان العالم كله تقريبا أداءه أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي قال إنه كان يريد أن يفوز ترامب بالانتخابات بدلا من هيلاري كلينتون.
 
وتابعت أن ترامب لم يتحدث في هلسنكي عن أي إدانة لتدخل روسيا في الانتخابات ورفض القول إنه يعتقد أن أجهزة المخابرات الأمريكية قد أنكرت نفي روسيا التدخل.
 
من جانبه أبدى الجانب الروسي، اعتراضه على عودة الرئيس الأمريكي في موقفه، حيث طالب السفير الروسي لدى الولايات المتحدة اناتولي انتونوف، واشنطن بتقديم الأدلة على صحة اتهامها لموسكو بالتدخل فى الانتخابات الأمريكية.
 
ونقلت وكالة أنباء «تاس» الروسية، عن انتونوف قوله، (الأربعاء): «ادعاءات واشنطن بشأن تدخل موسكو المزعوم فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، مجرد هراء، وبغض النظر عن عدد الاتهامات، فإن المطلب الرئيسى هو تقديم الدليل». وأضاف: «الرئيس الروسى فلاديمير بوتين نفى ذلك بوضوح فى المؤتمر الصحفى المشترك مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى هلسنكي».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق