مصر أقوى من الشائعات.. كيف تواجه أم الدنيا منصات السوشيال ميديا؟ (خبراء يجيبون)

الجمعة، 20 يوليو 2018 09:00 ص
مصر أقوى من الشائعات.. كيف تواجه أم الدنيا منصات السوشيال ميديا؟ (خبراء يجيبون)
اللواء يحيى الكدوانى

أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي، منصة لبث الشائعات الهادف لنشر الأكاذيب، والمغلفة بالأحقاد والطموحات الراغبة في إحباط تقدم الدولة المصرية، حتى انه لم يعد يمر يوما إلا وتخرج الحكومة المصري، بيانات رسمية، لتنفي إدعاءات تم تداوله عبر منصة الشائعات «السويشال ميديا».
 
اللافت للأمر أن بث الشائعات، أصبح يتم بشكل ممنهج، وهو ما يجعلنا نبحث في الأمر، ونحاول رصد من خلف تلك الشائعات، وما هي أهدافه؟، خاصة وأن هناك بعض الشائعات اللامنطقية، وغير المعقولة، والتي كان أخرها على سبيل المثال: «البيض البلاستيك، نشر العقم لدى الرجال والنساء من خلال الدقيق»، وغيرها من الشائعات، التي تسببت في حالة من الارتباك لدى بعض المواطنين.
 
وعلى الرغم من عدم منطقية بعض الشائعات، إلا أنها تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حتى ولو كانت بشكل ساخر، كما تنتشر النار في الهشيم، وهو ما يدفع الجهات المسئولة لإصدار بيانات رسمية لمواجهة مثل هذه الشائعات، فهل هذا الأمر كافي أما علينا نحن كمواطنين فعل شيء للتعاون مع الجهات المسئولة لوقف قطار هذه الأكاذيب.
 
في ذات السياق قال اللواء يحيى الكدواني، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، إن السوشيال ميديا أصبحت مرتع للأنشطة غير المشروعة، كالتخابر والإرهاب وغسيل الأموال والدعارة وتجارة العملة وبث الشائعات، داعيًا الدولة ومؤسسات لوقفة جادة تجاه مواقع التواصل الاجتماعي.
 
وأوضح «كدواني»، في تصريحات صحفية له، أن شعوب العالم استشعرت خطورة وسائل الإعلام وترويجها للأفكار الإرهابية والشائعات فاتخذت ضدها مواقف واضحة وحاسمة، كبريطانيا التي أرغمت شركة «فيس بوك» على حذف كل الصفحات التي تدعو للإرهاب، والصين التي ألغت تطبيق «فيس بوك»، واستبدلته بتطبيق آخر يسهل مراقبة نشاطه.
 
وأشار وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي إلى ضرورة توعية المواطنين بخطور الأعمال التي تدار على مواقع التواصل الاجتماعي، والشائعات التي تروجها الجماعات الإرهابية من أجل زعزعة الاستتقرار، وإحداث الفرقة بين المواطنين، والتشكيك في الرموز الوطنية.
 
على محمد الشرفاء الحمادي، المفكر الإماراتي انتقد مروجي الشائعات داخل مصر، علق واصفا إياهم بالمفسدين الذين يسعون في أرض مصر الفساد، مطالبًا الدولة المصرية بمواجهتهم بيد من حديد.
 
وقال «الشرفاء»، في تصريحات صحفية له: «الشائعات تسبب الفتن وتخلق صراعا فى المجتمع يهدد أمنه واستقراره ولذلك لابد من تغليظ العقوبة على من يثب فعله ذلك»، مستشهدا بقول الله تعالى: (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ).
 
ودعا لغلق موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» للحد من هذه الشائعات، قائلا: «ينبغي قفل الفيس بوك كما فعلت بعض الدول، وعلى الدولة المصرية أن تضرب بيد من حديد»، مضيفًا: «من يبث شائعات وأكاذيب أنهم الطابور الخامس في خدمة المخطط الصهيوني واقرءوا كلمات النشيد الوطني الإسرائيلي عندها ستعلمون أن عدوكم الرئيسي أعداء السلام بنى صهيون».
 
من جانبه قال الباحث السوداني نادر البدوي، المتخصص في حركات الإسلام السياسي، انتقد مروجي الشائعات داخل مصر، مؤكدا أن هدفهم الوصول بالشعب المصري لحالة إحباط مما يؤدى إلى الموت الصامت- على حد قوله.
 
وأرجع «البدوي»، في تصريحات صحفية له، بث هذه الشائعات والأكاذيب المزيفة إلى الإعلام الإخواني الذي ينفذ أجندة خفية لصالح الغرب وتركيا، مؤكدا أن التنظيم الدولي للإخوان أطلق العنان إلى فضائية الجزيرة لبث هذا الجيل الجديد من الحرب فشاعوا الربيع وغيره من المسميات وسعوا خرابا والآن جاء دور الشائعات فانتبهوا أيها السادة من الموت الصامت.
 
وضرب الباحث السوداني مثالا بدراسة تكشف تأثر الشائعات على الإنسان، قائلا: «بعد انتهاء حرب أمريكا مع كوريا قام الجنرال (وليام ماير) المحلل النفسي في الجيش الأمريكي بدراسة واحدة من أعقد قضايا تاريخ الحروب في العالم، فقد تم أسر وسجن حوالي 1000 جندي أميركي في تلك الحرب في كوريا وتم وضعهم داخل مخيم تتوفر فيه كل مزايا السجون من حيث المواصفات الدولية، وقد كان هذا السجن  مطابقا للقوانين الدولية من حيث الخدمات المقدمة للسجين ومن حيث معاملته، كما أنه لم يكن محصورا بسور عال كبقية السجون بل كان يمكن للسجناء محاولة الهروب منه إلى حد ما».
 
وتابع: «لكن التقارير كانت تشير إلى عدد وفيات في هذا السجن أكثر من غيره من السجون، وهذه الوفيات ناتجة عن موت طبيعي! الكثير منهم كانوا ينامون ليلا ويطلع الصباح وقد توفوا!»، مضيفًا: «لقد تمت دراسة هذه الظاهرة لعدة سنوات وقد استطاع الجنرال (وليام ماير) أن يحصل على بعض المعلومات والاستنتاجات من خلال هذه الدراسة، ممثلة فى أن الرسائل والأخبار السيئة فقط هي التي كان يتم إيصالها إلى مسامع السجناء أما الأخبار الجيدة فقد كان يتم إخفاؤها عنهم، كما كانوا يأمرون السجناء بأن يحكوا على الملأ إحدى ذكرياتهم السيئة حول خيانتهم او خذلانهم لأحد أصدقائهم أو معارفهم».
 
واستطرد: «لقد كشفت التحقيقات أن هذه التقنيات  كانت السبب فى تحطم نفسيات هؤلاء الجنود إلى حد الوفاة»، مضيفا: «اليوم لا نسمع سوى الأخبار السيئة.. في هذه الأيام يسعى العدو لاختيار أسوأ الأخبار لإيصالها إلى أسماعنا ونحن نتقبلها دون وعى، فالأسعار مرتفعة، والبطالة في ازدياد، وأصبحنا نلاحق الأخبار السيئة بل أدمنّاها ونحن نلاحظ كيف أننا أحيانا بداع وبدون داع نشتم أنفسنا ونستمتع بذلك، فقد أشعلوا فينا حس المنطقية بحيث يسخر كل منا من الآخر وفى الواقع الجميع يسخر من بعض ومع هذا لم نلتفت إلى هذه المؤامرات التي تشعرنا بأننا صرنا كالسجناء بدون سجن»
 
ورصد الباحث السوداني نادر البدوي، مجموعة خطوات تجنبنا خطر الشائعات والأكاذيب، قائلا: «ينبغي علينا ألا نستمع إلى الأخبار السيئة فقط، ولا إلى ارجافات المرجفين وتهويلاتهم بل ينبغي أن نمنح أنفسنا ومن حولنا الأمل بالقادم الأفضل، كما يجب علينا أن نحترم من حولنا رغم اختلافنا ونتوحد ضد الأعداء، وأن نمتلك العزة والطاقة الإيجابية لا السلبية بالأمل بالله سبحانه والثقة به وبنصره».
 
وتابع: «هكذا سنحطم السجن الذي أراد الأعداء أن يصنعوه بواسطة إعلامهم داخلنا ويعذبوننا فيه والجزيرة وإعلام الإخوان ينفذون ذلك بمهنية عالية».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق